أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

المبادرة اليمنية المقدمة للروس لإحلال السلام.. إمكانيات الرفض والقبول!!

مجلة تحليلات العصر الدولية - عبدالجبار الغراب

كان وما زال اليمنيين ومنذ الوهلة الأولى لإنطلاق الحرب العدوانية على اليمن وشعبها صباح ال 26 من شهر مارس 2015 واضعين السلام طريق دائم ومطلب عام رسمي وشعبي له مصداقيته ودليله الأكيد انه لا خيار ولا بديل امام الجميع الا الجلوس معآ على طاولة الحوار والمفاوضات,وان الحلول العسكرية لا تأتي ثمارها ولا نتائجها لجعلها حاسمة, وهذا ما كان للدليل والبرهان وضوحه التام والطويل والذي اثبت صحه الكلام وعلى مدار سبعة أعوام كامله تعزز البرهان ولم يحقق تحالف العدوان لا أهداف أعلنها بأعادة شرعية مزعومة تسلح من خلالها لشن حرب همجية على اليمن ولا أهداف مخفية توضحت للجميع لكشفها وصدها ومواجهتها من قبل الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية, فقد اندحر وتراجع وهزم وانكسر في كل الجبهات والمواقع ,وبرزت وظهرت معالم ومتغيرات جديدة أرتفعت كلما طال أمد العدوان في إرتكابه للمجازز والانتهاكات بحق ابناء الشعب اليمني , فا لصمود والدفاع والتطور والإنتاج وردع العدوان وقلب المعادلات واختلاف موازين القوى وضرب العدوان بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة وبصناعه وإنتاج يمني بحت إستهدافوا بها عواصم دول العدوان وحققوا الانتصارات في كامل جبهات القتال,فكان لإختلاف المسارين بين اليمنيين وتحالف العدوان إخراجه لكل الوضائح لخلاصة الأحداث: فمسار الجيش اليمني واللجان الدفاع ومنه انتصروا وحرروا الأرض ومتقدمين لتحرير ما تبقى من المناطق التى مازالت تحت الاحتلال واضعين خطا وهدف واحد لا بديل عنه وهو التحرير والاستقلال ورحيل ومغادرة الاحتلال , ومسار تحالف العدوان هو في وضع الانقسام بين فصائل الارتزاق من اجل السيطرة على الجزر والممرات البحريه ونهب الثروات وهو ما تقاسمت به السعودية والإمارات و فرض الحصار وجعله أداة للضغط والإستثمار والقصف الهستيري بالطائرات الحربية فوق رؤوس المواطنيبن وإستهداف ما تم إستهدافه منذ اللحظات الأولى لشنهم الحرب على اليمن وشعبها.

فهذه المسارات التى توضحت على مدار السبع السنوات وما زالت في ايضاحاتها تبرهن صحة الوقائع والمعطيات:وهذ ما يجعل الكثير يدخل في إستفسارات لما حققه العدوان طيلة السبع السنوات فهو في إفشاله لكل المحاولات الداعية الى السلام وانهاء الاقتتال والحرب في اليمن منوال في تشابه فكيف يكون للقبول لوضع الحلول بدون ما حقق ولو جزء من انتصار يضعه في صورة ولو مشرفة جزئيا من وجه نظره , وبكل المبادرات المقدمة ومنذ مفاوضات الكويت عام 2016 واستمرارها ثمانية أشهر كان تحالف العدوان ينظر بعينين أحدهما للحوار والمفاوضات لتطويلها لجعل العين الأخرى في الميدان العسكري لحسمها ,وعندما تأكد من عدم حسم المعركة أفشل العدوان ورفض الحوار والمفاوضات وجعل آمد الإطالة فرصه للحسم العسكري.

ومع كل المبادرات والدخول في مفاوضات وحوارات مع تحالف العدوان انه ما كان يصب في مصالحهم عملوا لها الحساب وادخلوا فيها النقاط ورتبوا مع الأمم المتحدة سيناريو الوضع والاعداد للاتفاق كما حدث في استوكهولم لوضع بنود للتوقيع وغير قابله للتنفيذ فالحصار ومنع دخول النفط والغاز والدواء والغذاء للسفن والناقلات واحتجازها بعد تفتيشها بحسب الاتفاق من قبل الأمم المتحدة الا انه للاختراقات شكلها التعسفي والمتفق عليه في عرقله التنفيذ لبنود اتفاق استوكهولم وما يحدث حاليا من خروقات يوميه في الحديده ويتم رصدها وبالمئات يدلل على عدم الالتزام لتحالف العدوان لا بالاتفاقيات ولا المواثيق والمعاهدات الدولية , وماكان لليمنيين واعلانهم لمبادرة قدمها عام 2020 المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني والتى حضيت بموافقة شعبية عارمة من كل أبناء الشعب اليمني من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه واضعا شروط واقعيه في إيقاف الحرب ورفع الحصار ومغادرة الاحتلال والالتزام بالمرتبات وإعادة الأعمار ونقاط كامله شامله للحلول وبما يخدم جميع كل اليمنيين دون إستثناء ,الا انه كان للرفض وإصرار العدوان لتحقيق أهدافه وتلبية الأدوات لأطماع الصهاينة جعلهم يستمرون في غيهم العدواني وفرضهم الهمجي والخبيث للحصار الظالم والجائر على الشعب اليمني , وجعلهم من الانسان ورقة ضغط وإستثمار لتحقيق مكسب سياسي عجزوا عن تحقيقه عسكريا طوال سبعة أعوام فلا حوار ومفاوضات تقوم على مبادئ سامية وعدالة للجميع لتحقيق سلام وأمن واستقرار دائم, بل مطامع وأهداف لهم ومصرون لتحقيقها حتى في طاولة الحوار والمفاوضات,ومن ورقة المقايضة والتلاعب بحقوق الإنسان يجعلونها أداة إبتزاز ليفشلوا كل مساعي السلام ويرفضوا كل المبادرات.

ومن هنا سارت تصعيدات تحالف العدوان الأمريكي السعودي في الاستمرار , ليلحقهم تراكمات الهزائم مصايد عظيمة لوضع القيود على أياديهم ويصبحوا مكبلين لا يستطعون فكها لحسم نصر هنا اوهنالك لوضعه صورة لتحسين سمعتهم ومكانتهم المنكسرة في اليمن , ليصر تحالف العدوان على إطالة آمد الحرب في اليمن ,لتكون فرصة إحلال السلام بعد تقديم لليمنيين مبادرة جديدة قدمها رئيس الوفد الوطني المفاوض بصنعاء محمد عبدالسلام للجانب الروسي وأيضا للمبعوث الأممي الى اليمن وإمكانية إحلال السلام في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي بفعل أحداث كبيرة وتوترات عسكرية روسية أوكرانية وتغيرات في المواقف بين الغربيين وإشعال الأمريكان وعبر وسائل الإعلام للأحداث في اوكرانيا وتزويدها بالأسلحة والعتاد ومع الاقتراب في وضع اللمسات الأخيرة لمراحل الاتفاق النووي بين إيران وأمريكا والغرب, وما يحصل من تصعيدات عسكرية لتحالف العدوان على الشعب اليمني ليتقدم اليمن بمبادرة لإحلال السلام وهذه المرة للجانب الروسي.

فإحتمالات القبول لمبادرة المقدمة من طرف حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء وإمكانيات جعلها بوابه لفتح آفق للحلول ,وهل سيكون للجانب العربي دوره المعزز للسير الجاد في طريق وضع المقاربات بين الأطراف المتصارعة والضغط على الحلفاء اللاعبين في الملف اليمني لوضع حدآ نهائيا لحرب أكلت الاخضر واليابس بكل كوارثها التى اهلكت الشعب اليمني ودمرت مقدراته وقتلت وجرحت مئات الألاف من المواطنيبن وهدمت المنازل والمؤسسات والمرافق ومباني الاتصالات والمنشآت الخدمية للمواطنين والمحلات والمصانع والطرق والجسور وحتى المزارع ومستودعات المزارعين من الحب والأعلاف وحتى مخادع الحيوانات التى لم تسلم من الموت , وبحصار لسنوات ومازال مستمرا ليتشكل بفعله لكارثة إنسانية عالمية تكلمت بها الأمم المتحدة نفسها وتم تصنيفها بأكبر كارثة للإنسان لم سبق لها مثل لا في ماضي الكوارث والحروب والأزمات الإنسانية او حاليا ومستبقلا لما كان بفعل الحرب على اليمنيين وضعها للشعب اليمني ضمن مأساة كبيرة بكل مستوياتها المرتفعة في الأرقام لموت لمن سلم من الأطفال بأمراض وسوء تغذيه وانعدام الدواء وعدم قدرة المستشفيات او المراكز الصحية توفير ابسط أنواع العلاج او تشغيل لما هو مازال موجود لجهاز ومعدات طبيه لأسباب نفاذ وانقطاع وانعدام المشتقات النفطية.

ولفضاعة المجازر المرتكبة من قبل تحالف العدوان وتصعيداته العسكرية الأخيرة في كامل المناطق وبدعم كبير بالأسلحة والعتاد ومنها ما كان لعودة دويلة الإمارات لقيادة المشهد مجددا بعد إعلانها الانسحاب عسكريا من اليمن قبل سنتين وذهبت في تنفيذها لكل الإملاءات الصهيونية لمحاولة خلط الأوراق وتحقيق اختراق هنا او هنالك لجعله مكسب قد يكون له اثر لوضعه ورقة قوية اذا ما حدثت مفاوضات لتذهب مسارات العدوان في نقلات مختلفة فمن مديريات شبوه الثلاث والعودة وتكرار الوجود السريع كان للجيش اليمني واللجان انسحاباته من عسيلان وبيحان وعين في محافظه شبوه لصالح قوات عمالقة عساكر الإمارات والذهاب منهم لمواصلة انطلاقتهم الغير محسوب الحساب لعواقب كانت لهم في الطريق وبمجازر وجثث تبعثرت في الطرق كانت لألوية العمالقه خسائرها البشرية لمقاتليهم بذكاء وحصاد استخدامه الجيش اليمني واللجان لمواجهة عساكر الإمارات.

ومن الأحداث الخطيرة لتحالف العدوان وقيامهم بالتصعيد العسكري وإرتكابه للمجازز بحق المواطنين وقصفهم المباشر ليرسل الجيش اليمني واللجان الشعبية تنبيهاتهم لدويلة الإمارات برسائل نوعية إستراتيجية عسكرية بصورايخ بالستية وطائرات مسيرة يمنية فإعصار أولي ضرب العاصمة الإماراتية ابو ظبي ومطارها الهام ومنشآه النفط في المصفح ومطار دبي,لتقصم العملية الإعصاريه اليمنية ظهر الإماراتيين وتجعلهم في هذيان وعويل وصياح لمطالبه الأمم المتحدة والغربيين وجامعة دول الأعراب لإدانه عملية إعصار اليمن وجعلها عملية إرهابية , فكان كمعهود معروف ومتوقع عند اليمنيين لادانتهم بقيامهم بالرد المشروع فلم يكن لصدا الإدانات تأثيرها على وقف عمليات الرد والدفاع اذا ما أوقفت الإمارات تصعيدها وأعلنت انسحابها من اليمن,ولثبات عزيمة القدرة وتأكيدها لدك الإمارات وجعلها بلد غير آمن تواصلت عمليات الأعاصير اليمنية في ضرب أهدافها بدقة منتهية في دويلة الإمارات المتصهينة لمواقع هامه كقاعدة الظفرة الجوية المتواجدين فيها الأمريكيين وفزعهم الكبير وتحصنهم في الملاجئ, والأهم من هذا ما كان لضربه وتوقيت إعصار اليمن زلزلت الكيان الصهيوني عند تواجد رئيسهم بزيارة لدويلة الإمارات , ليكون لرعب العملية النوعية لليمنيين إدخال القلق والمخاوف للإسرائيلين بإمكانية وحقيقة وصول الصواريخ البالستيه والطائرات المسيرة اليمنية لداخل اراضي الاحتلال الصهيوني ومع تصاعد العدوان في استهدافه لليمنيين وخلقه للمبررات والمغالطات والاراجيف الادعاءات بوجود مخازن وعتاد وورش لإنتاج الصواريخ في الملاعب والمطار وأيضا في الميناء لحجج قد يحقق منها ضغط يستثمره لصالحه او نقاط تكون لها قوه لقادم مفاوضات او حوار فلا كان لهذا تحقيقه ولكشف الأكاذيب والافتراءات كان لموفدين من الأمم المتحدة زيارتهم لمطار صنعاء الدولي وحتى لميناء الحديدة ليتراكم الفشل في إيضاحاته لمد إصرار العدوان وهمجيتة في إرتكاب المجازر والدمار بحق كامل الشعب اليمني.

وبفعل هذا كان لتحركات عديد الأطراف الدولية لمواكبة الأحداث في اليمن وتصاعد العمليات العسكرية وإمكانية توسعها وخروجها عن اليمن وامتداد الصراع ليطول دول عديدة, فكان لدولة قطر مساعيها والذهاب لزيارة جمهورية إيران الإسلامية والجولات والتحركات للمبعوثين الأممي والأمريكي لليمن والزيارات المتكررة للمملكة السعودية وآخرها قائد المنطقة العسكرية الوسطى ماكنزي وإرسال الأمريكان للمدمرة اي اس اس كول والتنسيق الإسرائيلي وتزويذ الإمارات بكل ما يساعدها لحماية وصد التهديدات اليمنيين في قادم ردودهم المشروعة على مواصلة العدوان عليهم , ليكون لوضع اليمنيين تقديمهم لمبادرة لإحلال السلام في اليمن وتقديمها للجانب الروسي والمبعوث الأممي مع العلم المسبق والأكيد بان الأمريكان والصهاينة مع رفضها وعدم القبول بها لما لوقائع الأحداث انعكاسها لمجريات مخطط ما تم وضعه من الأهداف فالسعوديه والإمارات هما كبش الفداء وعليهم السمع والطاعة للأمريكان والصهاينة , فهل سيكون للروس فتحهم لخط توصيل لإقناع أمريكا وإسرائيل بتسليم الأمر وجعل خيار وقف الحرب طريق للحوار والمفاوضات قادم الأيام ستوضح ذلك الخط او الطريق الى وضع حدآ لعبثية حرب أدمت الإنسانية وأوجعت شعوب العالم الحر.
والعاقبه للمتقين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى