أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

المجلس المركزي … والبدائل الوطنية

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

🌔 لا شك أن انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير في هذا التوقيت الحرج أمر في غاية الأهمية، ليس للشعب الفلسطيني، ولكن للمجموعة التي اختطفت المنظمة وهيمنت على مفاصلها، وتفردت بقراراتها، فالمجلس المركزي بكل ما له من رمزية وقوة تنفيذية، لم تعد قراراته تمثل الموقف السياسي للغالبية الوطنية، فضلا عن عدم تنفيذ قرارته، خاصة تلك التي تمس التعاون الأمني المقدس مع العدو الصهيوني.
🌓 إن مجرد انعقاد المجلس المركزي بحضور أي من القوى والفصائل، هو إقرار من المشاركين بشرعية جميع الإجراءات اللاشرعية واللا وطنية التي اتخذها فريق المقاطعة، والتي تضمن هيمنة الفريق والجناح الذي يرضى عنه الاحتلال، على منظمة التحرير التي عين اميناً لسرها الرجل الذي أوصى به غانتس في لقاءه بعباس مؤخراً، إذاً انعقاد المجلس المركزي في ظل غياب فصائل المقاومة هو خيانة للفكرة ووأداً للقضية.
🌔 إن اجتماع المجلس المركزي للمنظمة في رام الله، في ظل تفرد فريق بعينه دون الكل الوطني يفقده قيمته، ويفقده تمثيله، ويفقده شرعيته، وكأن إصرار عباس على عقد المجلس المركزي بمن حضر، هو استمرار لنهجه التدميري لمنظمة التحرير التي يحكم باسمها.
🌓 لقد أوصل عباس الخلاف السياسي القائم حد الفجور في الخصومة، فلم يعد الخلاف على تكتيك أو أسلوب أو سياسة، بل على مشروع التحرير المكفول بالقانون وبالأعراف الثورية بين الفلسطينيين، فلقد تحول الخلاف من اختلاف على أسلوب وطريقة التحرير، إلى خلاف على فكرة التحرير ذاتها، حيث عمل عباس طوال فترة حكمه على خفض السقف الوطني للشعب الفلسطيني من مطلب تحرير الوطن ولو مرحلياً، إلى مطلب تحرير الراتب وفتح الحواجز وتصاريح العمل أو السفر.
🌔 ان الثورة الفلسطينية تمر اليوم بظروف لم تمرّ بها أي من ثورات العالم التي تريد ان تنتصر، فطريق عباس الذي يسعى لفرضه على الجميع ليس هو الطريق الأصوب، وتحقير رأي وطريقة الفصائل الأخرى في المقاومة والثورة، ليست من شيم منظمة التحرير التي قامت أصلا على الاختلاف المحمود والتنوع المطلوب.
🌓 ليس مطلوبا من فصائل المقاومة سلوك الطريق العدمي في التفكير، ولا نطالبها اليوم بمقاطعة المجلس المركزي لأننا نريدها أن تبتعد عن صنع دائرة القرار، لأن هذا انتحار سياسي، ويترك الساحة نهبا لأصحاب نظرية التنسيق الأمني المقدس.
🌔 ولكن نطالب فصائل المقاومة بمقاطعة المجلس المركزي للمنظمة، أولاً لرفع الغطاء الشرعي عمن يريد اختطاف المنظمة والتفرد في تعيين أعضائها وأمين سرها، وثانيا لنطالبها بالتفكير في صنع جسم أو مجلس مركزي حقيقي بمثل الكل الفلسطيني الذي يريد احياء الميثاق الحقيقي لمنظمة التحرير، والوفي لأهدافها ومنطلقاتها، لقادتها المناضلين والشهداء الميامين.
🌔 وصنع مجلس مركزي يمثل الكل الوطني ليس ليكون بديلا عن المجلس المركزي للمنظمة، ولكن كأداة ضغط وطنية قوية وحقيقية، لضمان تصويب القرار والمسار الفلسطيني الذي انحرف منذ سلك طريق التسوية وتلوث بعار أوسلو.
🌓 – تنبع قيمة المجلس المركزي للمنظمة، بتمثيله وبمشاركة الفصائل فيه، فان امتنعت الفصائل عن المشاركة فقد قيمته وفقد شرعيته.
🌔 – مرّ على تاريخ منظمة التحرير جميع أنواع الانشقاقات والخلافات ولكن كان الخلاف على طرق ووسائل وسياسات وليس على أسس وثوابت، فان أخلت المنظمة بالثوابت وجبت مغادرتها، فهي ليست قدراً.
🌓 – صحيح أن ما يميّز الاجتماع المركزي هو قراراته المعلنة، ولكن إن أصر فريق بعينه على اختطاف هذا القرار، وإن أصرت السلطة على عدم تنفيذ قرارته، فلا جدوى من حضوره ولا حتى من انعقاده..
🌔 – إذا كان من روائع العلوم السياسية انها فن الممكن، فان الأروع هو اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت الممكن، لذا فان فصائل المقاومة باتت اليوم امام اختبار الجرأة على اتخاذ القرار الوطني الحاسم في الوقت المناسب لذلك، بما يحافظ على كينونة المشروع والاجماع الوطني.
🌓 – وهنا أكرر ما قاله الإعلامي ناصر اللحام “لا يمكن اصلاح الأوضاع وتحقيق جميع غايات الثورة بضربة واحدة، او باجتماع واحد، او بقرار صادم.. انها سلسلة تراكمية من النجاحات والاخفاقات، والطريق طويل وصعب ومحبط أحياناً”.
🌔 لذلك على فصائل المقاومة ألا تخشى من المحاولة، وألا تهاب التغيير، وأن تعمل على صنع أجسام وطنية وحدوية موازية، تصنع شرعيتها بقوة حضورها وفعلها على الأرض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى