أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

المجلس المركزي و مافيا الجغرافيا ……!!؟!!

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. زياد سعد ابو طه

يدرك واضع اللمسات الديكورية للمجلس المركزي القادم مدي جمال الشكل في الإخراج حال وجود كل فصائل المنظمة وعلي رأسها الشعبية وان الغياب يمثل بعض الغباشة في الألوان وان كان المضمون يسير وفق ما تم تخطيطه وفبركته في دوائر خاصة وضيفة وباحترافية عالية ترسم مخرجات متفق عليها …
ان الحضور والغياب لاي فصيل لا يؤثر علي المشهد كون ثمتيله في اثنين من الأعضاء في اللحظة أن هناك ثلثي المجلس(مائة عضو ) يتم اختيارهم وفق مهارات التصفيق الحار والوقوف المتكرر عند كل فاصلة او نقطة يضعها الرئيس او كل بحة صوت او زفرة ميكرفون لهذا ارتأت الشعبية عدم الحضور لاسباب موضوعية في أوجها بأن اجتماع المركزي يعزز الانقسام وبأنه يأتي في إطار متطلبات مرحلة من استمرار مسلسل التنسيق الأمني وغياب أي أفق سياسي …
وليس غائب عن مشهد الديكور استحضار المرحوم عبدالرحيم ملوح عضو المكتب السياسي للشعبية في سالف تاريخ الحضور وهو المريض المرهق المتعب الخارج لتوه من تحت الإشراف الطبي لعملية جراحية معقدة أظهرت ملامح وجهه حالة من المرض والاعياء والاجهاد في حمله علي الوجود وسط استنكار الشعبية وبأنه يمثل موقفه الشخصي بعيدا عن موقف المقاطعة بالرفض التي أعلنت عنه الي مدى أهمية حضور الشعبية للاحتجاج بسلامة تمثيل المنظمة وحضور الجميع….
وليس ببعيد تدخل حرس الرئيس الخاص لطرد عمر شحادة ممثل الشعبية عند اعتراضه علي الرئيس لعدم تداعي القيادة لعقد اجتماع المركزي بعد قرارات نقل السفارة الأمريكية الي القدس وعدم وعدم تطبيق قرارات المركزي التي تم اتخاذها في دورات سابقة وخيل أمر الطرد في تلك اللحظة بأن حضور الجبهة علي حفلة خاصة بدون دعوي يمتلك فيها الرئيس حرية من يحضر ويصفق ويبقى وبين من يرفض او يعترض ويتم طرده بالصورة التي تمت مع ممثل الشعبية في حينه عندما هدد بحجب الثقة عن الرئيس مع أن وجود حراسات خاصة داخل إطار اجتماع مركزي يمتهن جميع الحضور ويشكل اداة بوليسة تهدد وتقمع من يخرج عن السياق وبان مصيره الطرد او كما هدد الرئيس في حينه بطرد الشعبية من منظمة التحرير بشكل كامل …

ولقد انبري عن موقف الشعبية الأخير الكثير من ردود الأفعال كون الشعبية أكبر ثاني فصيل في منظمة التحرير وبان حضورها يشكل ركيزة ديكورية لاستكمال المشهد من ناحية جماله في التمرير والتسويق حتي لو كانت رافضة او تشكل ممانعة او مقاطعة فمن موجبات الديمقراطية إذعان الأقلية الي رغبة المصفقين بالطريقة العباسية حيث وصف احد الكتاب المهرة بأن غياب الشعبية عن الحضور له دوافع تاريخية يثمتل في موقف اليسار الطفولي في الحرد في مواجهة المنعطفات الهامة واردف آخر في احدي عشر نقطة وهو رفيق شعبية انتقل بحكم وظيفة الاستشارية الي ديوان الرئيس والذي كان علي دوام الرفض يمثل مع رفاقه المقاطعة الي أن انعم الله عليه بلذة التقرب ونسي أن يضع بند الثاني عشر بضرورة تكليفه بالشكل الشخصي لحضور الاجتماع كعضو مركزي…

لا أحد يدرك خطورة الموقف ومدي التخطيط الذي يراد لأجله هذا الاجتماع بما يحمل ضمانات تعزيز شللية محور الرئيس وتعبئة فوارغ اللجنة التنفيذية وملء حوصلة المجلس الوطني برئيس جديد خلف لاخر الي رؤية استشرافية بأن قرارات المركزي الأخيرة بسحب الاعتراف من إسرائيل و وقف التنسيق الأمني قد تجاوزت الي زيارات لتعزيز صلة الأرحام الي بيوت قادة الجيش الإسرائيلي مع اصطحاب الهدايا التذكارية سواء الي بيت عانيتس او لبيد مع استنكار بينت رئيس الحكومة لهذه اللقاءات وبأنها لقاءات أمنية بدون أي أفق سياسي فالي ماذا يهدف اجتماع المركزي طالما هذه مدخلاته….

هذا الاجتماع يضع المنظمة علي مفترق طرق بكل ما تملكه من شرعية تاريخية في مواجهة مستقبل اقوي مفرداته تعزيز الانقسام وغياب الجميع باستثناء حاشية الرئيس … إن ثمتيل المنظمة لا يعني استبداد اطرها بشكل قهري لديمومة واستمرار الحياة وتدافع الأجيال وبأنها ملك فقط مؤسسيها وكأنها شركة مساهمة محدودة فإذا كان تدعي التمثيل الكامل لكل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده فاين الصورة التي تعكس هذا الثمتيل الديمقراطي في ظل غياب أدواته عبر الاختيار وصندوق الانتخابات في كافة شرائح المنظمة أحزاب و فصائل و اتحادات لتجد نفسك أمام صورة من الأشخاص لازالت تفاصيل الشلستون تظهر علي بنات اقدامهم وقد تخطت مفردات الموظة أكثر من عشر قفزات لتري نفسك أمام صورة كاركاتورية قديمة ولكن بتفاصيل مرحلية مستعجلة لطبخ قضايا آنية ليس لها علاقة بالسياسة بقدر تحالفات وتشكيلات تؤكد المقسم وتسعي أكثر الي تقسيمه وتخرج من إطاره أشكال قيادية ما كانت لتحظي بشيء في حالة وحدة وطنية و وحدة حال فتحاوية وكان الأمر جزء من سرقة او اختلاس للتاريخ عبر عصابة الجغرافيا…

وعلي الرغم من أهمية الشكل إلا أن اتمام السرقة التاريخية للشرعية والتمثيل مستمرة علي قدم مسلوخة بدون أي دعم شعبي او فصائلي وبان الذي سيحضر الاجتماع يعرف انه يدخل بوابة المقاطعة في رام الله سواء تم تحديد بطاقة الشخصية الأكثر أهمية او تم استحضاره من الخارج عبر تنسيقات الإدارة المدنية الإسرائيلية وبان مهمته الأساسية التي استدعي من أجلها ليس سوي /إلا التصفيق والتصفيق الحار مع الوقوف و يا سلام لو شغل حنجرته وهتف باسم الرئيس…..
الرئيس لا يسعي إلا رؤية لنفسه داخل اجتماع المركزي القادم وبان أغلبية الحضور أن لم يكن جميعهم سيشكلون مرايا تعكس صورة الرئيس وحركاته وتكاته وهمساته و زفراته و كرتوزوناته وبان ليس بين ظهرانيهم أي مقاطع او ممانع او معترض او حتي عاطس لانه لن يجد من يشمته او يقول له يرحمك الله …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى