أحدث الأخبارشؤون آسيوية

المخطط الصهيوني مابين الاستراتيجى والتكتيكي النقب مثال

مجلة تحليلات العصر الدولية - د.أسعد جودة

ما يجرى فى النقب المحتل عام ١٩٤٨،هو امتداد لمسلسل صهيوني جهنمي وثابت من الثوابت الاستراتيجية وترجمة لمقولة (أرض بلا سكان )القائمة علي عقيدة يهودية الدولة ،عبر خطة ممنهجة تقوم على تفريغ الأرض من السكان الاصليين والاستيلاء عليها وتشتيتهم وتوزيعهم على مناطق سكنية مساحات بسيطة بحجة تحسين البيئة وخلق ظروف معيشية أفضل من خلال تامين الاحتياجات الأساسية كالكهرباء والصرف الصحى والعلاج ،لكن هذا مجافى للحقيقة.
هذه السياسة الاجرامية الاستئصالية تؤكد بما لا يدع مجال للشك انها دولة تجسد التمييز العنصرى بأبشع صورة وحقيقة الأبارتهايد وأنها من خلال موقعها الوظيفى المستنبتة فى المنطقة لحماية مصالح الإستكبار العالمى لا تقيم وزن لا للقانون الدولى ولا للمؤسسات الحقوقية وأنها فوق القانون والأدلة والشواهد كثيرة ما حصل عام ١٩٧٦ بالاعتداء على سخنين وعرابة واستشهاد سته من اهالى البلدات وكان موقف بطولى أجبر العدو عن التراجع .
ومخطط ترامب “صفقة القرن” بمقايضة قرى المثلث والتخلص من حوالى ٣٥٠ الف مقابل اخلاء مستوطنين فى الضفة الغربية .
صحراء النقب الجنوب الشرقى من فلسطين التاريخيه مساحتها تساوى نصف مساحة فلسطين حوالى١٤،٠٠٠كم .
يقطنها حاليا فى سته واربعين قرية مع مدينة بئر السبع حوالى ربع مليون فلسطينى،وبحسب قانون (برافر -بيغن )عام ٢٠١١هناك ثمانية وثلاثون قرية مطلوب إزالتها بحجة عدم وجود تراخيص للبناء .
أهل النقب يسجل لهم بكل فخر واعتزاز انهم طيلة سنى الاحتلال حافظهم على التراث والهوية والعادات والتقاليد والأصالة تمسكوا بأرضهم وتشبثوا فيها وحموها ودافعوا عنها وكان لقبائلها الكرام السعيدين والحناجرة والترابين والجبارات والعزازمة والقديرات والقائمة تطول الدور البارز والحازم ،وهذا الدور الرائد شكل للعدو ضربة موجعة انه لم ينجح فى ترويضهم وتغيير واقعهم ونمط حياتهم .
النقب يرتبط بصحراء سيناء المصرية وغزة وقبائلها وعشائرها علاقات وأواصر نسب ومصاهرة وخط حدودى مع مصر بمئتين كيلو متر ..
بحسب تقديرات الإحصاء المركزى الإسرائيلى مع نهاية عام ٢٠٢٠ ،إجمالى تعداد السكان بلغ ٩،٢٩١مليون ،٦،٨٧٠ مليون يهودى ،١،٩٠٦ مليون فلسطينى ،والتقرير يشير الا أن عدد الفلسطينيين كان بعد نكبة عام ١٩٤٨ يبلغ ١٥٤ الف نسمه.
هذا الكنز الإستراتيجي للمخزون البشرى الفلسطينى داخل الكيان هو تهديد وجودى على مستوى الديمغرافيا والجغرافيا وأحد نقاط ضعفه، لذلك لا يكل ولا يمل من سن قوانين وملاحقة ومشاغلة وتهجير ووقف رخص البناء والتضييق فى الخدمات الانسانية الانسانية كالكهرباء والصرف الصحى على مدار الساعة لسكان المثلث واللد والرملة والقدس.
معركة سيف القدس قلبت الطاولة وأعادت خلط الاوراق وشكلت تحديا وغيرت معادلات ومفاهبم وعززت روح التحدى والوحدة ،وفى تقديرى ما جعل العدو يسارع بتبريد جبهة القدس والانقضاض على النقب لتمرير مخطط (برافر -بيغن) بهجوم على مستوي غير مسبوق من المؤسسة العسكرية والامنية و الاستخباراتية، ليفجع ويشاهد أن ما كان يخشاه من تداعيات معركة
” سيف القدس” قد حصلت، والمواجهة معة لم يسبق له ان شاهدها لأنها بروح عالية وإسناد وطنى عام .
يبقى السؤال المهم للرد على هذه المخططات .
معركة ” سيف القدس” جسدت وحدة الارض، وحدة الشعب، وحدة المصير والهدف.
لذلك يصبح لزاما التداعى لتشكيل جبهة وطنية للمقاومة الشعبية للكل الفلسطينى تعمل كمنظومة متناغمة، مهمتها التصدى للعدو على كل الصعد فى الداخل ٤٨ والضفة والقدس وغزة ، ميدانيا، وسياسيا ،وإعلاميا،
وحقوقيا.ووضع الخطط التفصيلية لتنفيذ تلك البنود .
وهذا يستدعى أيضا العمل على ترتيب البيت الفلسطينيي بالسرعة الممكنة لمجابهة المشروع الصهيونى الذى يسابق الزمن ، وتجسيد مبدأ الشراكة الحقيقية والتخلص من نهج التفرد والاقصاء والارتماء فى أحضان الشرعية الدولية والمراهنة على السراب والوهم ، ولن يتأتى ذلك الا بتطبيق قرارت المجلسين الوطنى والمركزى واللجنة التنفيذية للمنظمة ،بالتخلص من إتفاقية أوسلو وافرازاتها ،وسحب الاعتراف بالكيان ،وإعادة بناء منظمة التحرير باستعادة ميثاقها القومى ،وانتخاب مجلس وطنى من الكل الفلسطيني وصياغة تعريف المشروع الوطنى الذى يجسد المتلازمة ،التحرير والعودة وتقرير المصير والسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى