أحدث الأخبار

المخنثون سياسياً

مجلة تحليلات العصر الدولية - كاظم فنجان

تتميز المملكة الحيوانية بظاهرة الكائنات الخنثوية، أو الثنائية الجنس (الهرمافرودايت)، فالكائنات الخنثوية هي التي تمتلك الصفات الأنثوية والذكورية، وتنتشر هذه الظاهرة بين مفصليات اللافقريات، مثل الذباب والفراشات والقشريات، لكنها توجد أيضاً في المستوى الأعلى من الكائنات الحية، وقد نجدها بين البشر خصوصا بعد ظهور الجيل الثالث على نطاق واسع في المجتمعات المتهتكة.

بيد أن اللافت للنظر ظهور مصطلح جديد في قاموس الفكر السياسي العربي، هو: (المخنثون سياسياً)، وربما كانت الدكتورة (نعمة الله الحلبي) أول من أشار إلى هذا النوع من المخانيث في رسائلها السياسية الإلكترونية.

ما يميز هؤلاء عن غيرهم، أنهم يحملون هويات مزدوجة، ولهم أكثر من وطن، ووجوه متعددة. يدينون بالولاء المطلق إلى القوى الأجنبية، التي صنعتهم ودربتهم ووجهتم وأرسلتهم لتنفيذ المهمات السرية المنوطة بهم. أما القواسم المشتركة التي تجمع هؤلاء في إطار واحد، فهي كثيرة ومتشعبة، لكننا سنختصرها هنا ببعض الصفات العامة:

المخنث السياسي لا يتواجد بيننا إلا في حالات نادرة، فهو يقضي معظم أيامه في وطنه الآخر، ويعيش مع أسرته في الخارج، لكنه يظهر بيننا كلما دعته مصلحته الانتهازية للظهور، ثم يعود أدراجه إلى وطنه البديل، ليتمتع مع أسرته بالعيش الرغيد خارج حياض الوطن الأم.

المخنث السياسي شخص متخبط في توجهاته الفكرية. متذبذب في انتماءاته السياسية، تارة ينحاز بقوة لهذا الحزب، وتارة أخرى يرتمي في أحضان الحزب الذي يعد من أشرس خصوم الحزب الأول، فهو يأكل على الموائد كلها، ويتغير بتغير المواسم والظروف. هدفه دائماً إشباع غرائزه الانتهازية.

المخنث السياسي لا يحترم القيم الوطنية، ولا يعبأ بالمبادئ الإنسانية، ولا يلتفت إليها، فالحس الوطني معدوم في مشاعره تماماً، ولسنا مغالين إذا قلنا أنه على استعداد دائم للغدر والخيانة، أنه يشبه قطعة (الجيلي) في مواقفه المتأرجحة، ولا يثبت على رأي، ولا مجال عنده للحسم وإعلاء قيم الولاء للوطن.

المخنث السياسي، شخص عديم الحياء. قليل الوفاء. وقح عديم الشرف. عديم المروءة والشهامة. عديم اللون والطعم والرائحة. لا يؤمن برؤية سياسية ثابتة، ولا يتورع من الجلوس مع التكتلات السياسية المتناقضة، ولا تظهر على وجهه أي علامة من علامات الخجل مهما بلغت مستويات المواقف المحرجة.

ختاما نذكر أن المخنث السياسي يحمل أحياناً صفات كائنات (أحادية الخلية)، كالأميبا والبراميسيوم، التي لا يمكن أن نعدها من صنف الذكور ولا الإناث. لأنها تتكون من خلية واحدة، وليست لها أعضاء تناسلية، وتتكاثر بالانقسام على نفسها (الانشطار)، لذا ترى المخنث السياسي في طليعة الداعين للتجزئة، والمحرضين على التفرقة بدعوة مناطقية او حزبية او طائفية مقيتة بهدف تشتيت الجهود وافراغ قضايا الشعوب من مضمونها بتلك الدعاوى المغرضة ..
هولا موجودين في كل المجتمعات لكنهم ينشطون عند المنعطفات الكبيرة حتى تكون غنائمهم كبيرة كذلك ويغررون بالبعض تحت هذة الافكار المريضة .. المخنثون سياسيا يفسدون حياتنا بكذبهم وتزييفهم للحقائق وبوقوفهم مع اعداء شعوبهم ضد حريتهم وكرامتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى