أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

المسألة تتعدى نقل العلاق

مجلة تحليلات العصر الدولية - محمد كاظم خضير

لماذا أقدم فريق مصطفى الكاظمي على نقل سعد العلاق من جامعة الدفاع العسكرية إلى أمره ؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تتطلب تحديد ما الذي كان يمثله سعد العلاق رئيس جامعة الدفاع العسكرية ، وباختصار يمكن القول إن العلاق شكل إحراجاً كبيراً لمصطفى الكاظمي وفريقه؛ لأنه ركز على النقاط الآتية:
1_ بأن قيادة الأمريكية وأجهزتها تعمل لمصلحة داعش بعد إغلاقه المواقع الإلكترونية التابع لمحور المقاومة دون غلق وكالة أعماق التابعة لداعش.
2-، لاحق سعد العلاق المحسبوبيه و الواسطات في جامعة الدفاع العسكرية بمثابرة منقطعة النظير، ورفع سقف النقد الجذري حتى طال جمعة عناد بعد وفريقه،
3_ ولم يقتصر على نقد الولايات المتحدة الأمريكية ، بل استخدم ألفاظاً حطت من الهيبة التي حاولت أمريكا أن يصنعها لنفسه، ومارس نقده بلا حسابات سياسية؛ لأنه لا يملك مصالح يمكنهم تعطيلها، وواجه نقلهم بجرأة وذكاء في الوقت نفسه
4_كشف العلاق عن اخ وزير الدفاع جمعه عناد الذي كان يشغل منصب وزير بداعش وبتالي هذا الكشف أحرج جمعه عناد .

لقد قام سعد العلاق بما عجزت عن القيام به كل من تولي الكليه العسكرية ، ، ولهذا وجدت فيه الولايات المتحدة الأمريكية خطراً كبيراً خاصة بعد تصريحه عن اغلاق المواقع الإلكترونية ، وظهور عجز الحكومه في الدفاع المواقع الإلكترونية العراقية ، ، ثم ظهور فضائح ابناء الدواعش الذين حاولت جهات سياسية ادخلهم لكليه العسكرية بعد كل هذا كان على فريق جمعة عناد أن يقف مع نفسه، ومن ثم يقرر بعد استخلاص العِبر مما مضى.

فماذا كانت استنتاجات ذلك ؟ يبدو أنها تمثلت في النقاط الآتية:
1- لقد ارتفع سقف صوت الضباط الأحرار في المؤسسه العسكرية ، ولا بد من خفض هذا السقف، لكن كل النقل الجماعي من الاستخبارات والداخلية التي قامت بها أجهزة مصطفى الكاظمي
2_، إضافة إلى ما تنفذه أجهزةمن نقل بحق الضباط الأحرالم تُحقق الهدف، أي تخفيض سقف الضباط الأحرار ، لهذا كان لا بد من هدم هذا السقف على رأس ضباط الأحرار ، وكان نقل سعد العلاق كنموذج يرتدع بعده الآخرون.

لو كان الهدف يقتصر على تغير العلاق وحده لاتخذ فريق مصطفى طريقة أخرى لتغير ، ولنفذها بشكل ناعم وهادئ، وهذا الفريق يمتلك القدرة على تغير الضباط الأحرار بطريقه هادئة بكفاءة عالية، لكنه اختار طريقة نقل سعد العلاق لكي تكون رسالة ردع وإرهاب وتخويف لكل من يريد أن يرفع رأسه، لذلك فإن المستهدف من التغير ليس هذا البطل وحده، بل المقصود هو وأد فكرة الكرامة التي نادى بها سعد العلاق بعد تصريحه الاخير ، ونذر حياته من أجلها.

كان بإمكان أن يوقف من قبل أمريكا ملاحقات ضباط الأحرار ، ، وبعد ذلك يمكنه أن يُطلق عليه رصاصة من كاتم صوت، وبالتالي يتوزع دم ضباط الأحرار بين القبائل، أو يبعث من يدس له السم في فنجان قهوة، وبالتالي تنتهي حياة ضباط الأحرار بسهولة، لكن شكل التنفيذ، وطريقته، ومكانه، والإعلان عنه، كلها تقول إن الطريقة كانت مقصودة.

حتى لحظة كتابة هذا المقال، فإن ضباط أحرار في المؤسسة العسكرية لم ترتدع، هل دفع هذا مصطفى الكاظمي وفريقه لاستخلاص العِبَر؟ لا، فهذا الفريق غير مؤهل نفسياً وفكرياً لاستخلاص العبر، بل إنهم يؤمنون أن ما لا يأتي بالقمع أصوات سيأتي بالمزيد منه، وما لا يتحقق بالإقصاء والتفرد سيُنجز بمزيد من الإقصاء والتفرد؛ لأنهم يعرفون حجم الفجوة الموجودة بينهم وبين الناس، ويتوقعون أن الضباط الأحرار لن تكتفي منهم بغير التنازل عن المناصب ، وعرضهم على المحاكم بعدها بتهم الفساد، وربما بتهم أكبر من ذلك
لو انتقد الضابط المهني سعد العلاق الجمهورية الاسلامية

هل ستتم اقالته من قبل حكومة الكاظمي ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى