أحدث الأخبارالعراقشؤون امريكيةمحور المقاومة

المشروع الأمريكيّ في العراق في ظلّ مشروع تزوير الانتخابات الأمريكيّ لعام 2021م

مجلة تحليلات العصر الدولية - اكبر الغزالي

المقدّمة:

إنّ السيناريو الذي طُبّق في الانتخابات العراقية الأخيرة كان ولايزال ضمن مخططات واهتمامات أمريكا وذيولها من الخليجيين والعراقيين العملاء، والذين يكنّون العداء لمحور المقاومة.

⭕️ خطوات السيناريو:

1. التعبئة الجماهيرية إعلامياً :
إنّ أولى خطوات: هذا السيناريو: التآمري هي التعبئة الجماهيرية إعلامياً، وجعل بوصلة العداء والكره والحقد والعقل الجمعي الشيعيّ موجّهاً إلى الجمهورية الاسلامية الإيرانية؛ كونها قلب محور المقاومة في الشرق الأوسط، والخيمة التي تجتمع تحت لوائها كُلّ أذرع المقاومة بقيادة الشهيدين الجنرال قاسم سليماني ( رضوان الله عليه) وساعده الأيمن الشهيد أبو مهدي المهندس (في ما سبق).

2.الاحتجاجات الشعبية المطلبية:
الخطوة الثانية: كانت عبارة عن احتجاجات شعبية مطلبية، وبعدها تحوّلت إلى فوضى عارمة، حرقت الأخضر واليابس، وركّزت سلوكها العدائي ضدّ القنصليات الإيرانية في العراق، وشهدنا حرق القنصلية الإيرانية في البصرة، وفي كربلاء، وحتّى السفارة في بغداد كانت ضمن مخطط الحرق.
ولا يغيب عن بالنا أنّ أهمّ شعارات (عورة تشرين) كانت: (إيران برّة برّة)، وشهدنا بعض الاعتداءات على الزوّار الإيرانيين الذين أتوا لأداء الزيارة الأربعينية، ففي كربلاء منهم من تعرّض للشتم، ومنهم من تعرّض للضرب.
3. شهادة العظيمين:

الخطوة الثالثة: الحدث المؤلم، والذي لا يمكن أنْ تطوى صفحتُه، وهو الحادث اللئيم والغادر، ألا وهو مقتل الشهيدين العظيمين الجنرال قاسم سليماني والشهيد أبي مهدي المهندس (رضوان الله عليهما) في ليلة الثالث من كانون الأوّل عام ٢٠١٩، في عملٍ إرهابي دبّرته أمريكا وذيولها في بغداد، وشهدنا احتفالاتٍ عارمة من قبل ذيول السفارة الأميركية والإماراتية بمجرّد سماعهم هذا الخبر، وما تلاه من منع تشييع جثمانيهما الشريفين، خصوصا في معقل الجوكرية مدينة الناصرية.
4. حكومة محور الشرّ:

الخطوة الرابعة: المجيء بحكومة تابعة لمحور الشرّ الأميركيّ، وتعمل تحت إمرتها، ولكي تهيّأ الأرضية الملائمة للتطبيع على أرض المقدّسات، قامت بكلّ ما أتت وامتلكت من قوّة المال والدعم الدوليّ والإقليميّ والعربيّ وحتّى المنظّماتيّ غير المعتاد وغير المألوف لدينا نحن كعراقيين وفق ما شهدناه من ضعف الدعم الدولي للحكومات التي سبقت حكومة الكاظميّ
وكانت ثمار هذا السيناريو هي الانتخابات المبكّرة، والتزوير الفاضح لها، وجعل ذيول أمريكا في الصدارة، والأحزاب المناوئة، والتي ترفع شعار المقاومة والمناهضة لقوى الاستكبار في الهاوية.
من يراقب الأحداث في العراق يجد أنّ أمريكا ومنذ أنْ استلم الشيعة الحكم خلافاً لرغبتها، بسبب الدور الكبير للجمهور الشيعي والمرجعية وإيران الساندة إلّا أنها عملت على إضعاف الإسلاميين وتهميش دورهم خلال عشرين عاماً، وشَلّ حركتهم، ومنع تطوّر البلد والتنمية عليهم، وفتح أبواب التحديات والحروب والقتل وتدمير الاقتصاد ضمن مخطط إفشال الحكم الشيعيّ في العراق , وبملاحظة التداعيات التي حصلت أخيرا، ندرك أنّها الحلقةُ الأخيرة من المخطط الأمريكيّ، فلابدّ أنْ نشير إلى ما يلي:
الاشارة إلى بعض الملاحظات:

أوّلاً: أهمّ الفرص التي استفادت منها أمريكا
1. تفكك البيت الشيعيّ، وتنافر الشيعة وخلافاتهم، وتقاطعاتهم .
2. فقدانهم لقواعدهم الشعبيّة، فلقد لعبت أمريكا بقوّة على هذا الأمر من خلال استغلال ملفّات الفساد وانعدام الخدمات وغيرها .
3. تفكك الأحزاب الإسلامية العريقة .
4. ظهور الموجة العلمانية والليبرالية في العراق، وتمكّنت أمريكا من أنْ تسخّرهم وتجعلهم حركةً تسوعب الأجيال الجديدة من الشباب من خلال سيطرتها عقولهم بحرب ناعمة مدّمرة .
5. عدم رضى المرجعية عن الأداء السياسيّ والخدميّ، ومقاطعتها الأحزاب والحكومة.
6. إشغال السياسيين الشيعة والحكومة بالحروب كالحروب الطائفية ، وما ختمته بالدواعش.
7.الفجوة الاقتصادية وارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع صرف الدولار، وتفشّي الفقر والبطالة، فضلا عن الحرمان في مجال الطاقة، وإفشال مشروع العقد العراقيّ مع الصين وألمانيا لإفقار البلد وإيجاد مشاكل مزمنة .
ثانيا: المخطط الأمريكيّ التنفيذيّ منذ عام 2018:

1. دعم تظاهرات الجوكرية عام 2019 ، وإسقاط حكومة عادل عبد المهدي.
2. الدعوة إلى تغيير نظام الانتخابات لأجل التأسيس إلى مرحلةٍ لاحقةٍ، وهي التي جرت في في هذا الوقت في انتخابات عام 2021 لعزل الثوريين والإسلاميين والأحزاب المهمّة وتفكيك قوّتهم، وإيجاد ضدّ نوعيّ شيعيّ يقوده مقتدى المستعدّ للحرب، وتنفيذ مطالب أمريكا من حيث يدري أو لا يدري .
3. سيطرة أمريكا على قيادات الحكم ( الرئاسات ) والقضاء والمفوضية وجعل المفوضية تحت الإشراف الأمميّ .
4. الدعوة إلى تأجيل الانتخابات، وقد فشلت، وسبب رغبة أمريكا في التأجيل هو معرفتها بقوّة الإسلاميين، إلّا أنها لجأت إلى الخطة البديلة، وهي إجراء انتخابات مزوّرة، ترتّب أمريكا أوراقها داخلياً، لدعم التيّار، المستعدّ للتعامل العميق مع أمريكا، وبيان مقتدى بعد إعلان نتائج الانتخابات الأوّلي في حماية السفارات، ومنع المقاومة من استهداف العدوّ الأمريكيّ، فضلاً عن مسألة حلّ الحشد، وإنهاء المقاومة، وخلق الإشكالات في وجهها يدفع الموقف إلى حرب شيعيةٍ إنْ استمرّت المقاومة.
ومن هنا كان الاستعداد الأمريكيّ لتزوير الانتخابات لصالح الطرف الذي يواليها، وينفّذ لها مأربها هذا .
ثالثا: مخطط أمريكا المقبل والياتها واهدافها البعيدة والقريبة بعد انتخابات 2021.

1. الآليات :
(أ). جعل التيّار الصدريّ في الصدارة، ومطلوب منه أنْ يعلنَ عن موقفه التآمريّ منذُ اليوم الأوّل على لسان زعيم هذا التيّار.
(ب). إزاحة التيّار الإسلاميّ المقاوم من الصدارة، وجعل دوره ثانويّاً، وحَشْرهم في موقفٍ حرج، وإخراج الخطّ الموالي لأمريكا ( الحكمة والنصر) من دائرة الوجود؛ لعدم أهمّيتهم في نظرها؛ كون المرحلة التي يريدها الأمريكيّ تعتمد على سلاح مقابل سلاح ، وهذان لا سلاح عندهما.
(ج). إضفاء الشرعية الأممية على الانتخابات، وهي محاولات جادّة تقوم بها بلاسخارت والمراقبين لإضفاء الشرعية التامّة على تزويرهم وتدخّلهم في الانتخابات.
(د). الإتيان بنسب جيّدة من الوجود العلمانية كـ (إمتداد ) وغيرها .
(هـ). تشتيت الأصوات، وعدد المقاعد الشيعية؛ ليتعذّر جمع كلمتهم، لإنهاء الأحزاب الكبيرة.
(هـ). منع الناس من المشاركة من خلال التزوير وتعطيل بعض الأجهزة، والتأثير الإعلاميّ المغرض، وحتّى قيل: إنّ المرجعية فقدت تأثيرها في دفع الناس إلى الانتخابات، وعدم نجاح المرجعية في تقليل عدد مقتدى، من هنا خرج مقتدى ليقول ( نسترشد برأي المرجعية ) أي أنّ الأمر اختياري متّى ما أراد .
(و). مماطلة المفوضية في إعلان النتائج ، وتدخّل الأمم المتحدة ، لصالح التزوير في إبقاء الصدر في الواجهة .

2.الاستراتيجيات المؤقتة:
(أ). ضرب المقاومة، وخلق ضدّ نوعيّ لها متمكّن من الحكم وقادر على مواجهتها في الحكومة والبرلمان وخارج الحكم .
(ب). إلغاء الحشد الشعبيّ، أو تحجيم دوره من خلال محاولة دمجه بالقوات الأمنيّة.
(ج). إضعاف دور المرجعية في النجف الأشرف وتأثيرها في الأمّة وجعل مقتدى بديلا عنها .
(د). إبقاء الحكم بيد التيّار الشيعيّ الأمريكيّ، والسنيّ الأمريكيّ، الكرديّ الأمريكيّ.
(هـ). تحجيم دور إيران في العراق، وتعميق شعار ( إيران بره وجعله أمراً واقعا )، فإنّ إيران خرجت من المعادلة السياسية بفشل الأحزاب المقاومة .
(و). منح التيّار الصدريّ وسلاحه نفوذاً أكبر.
(ز). تأهيل الجيش والأجهزة الأمنية، وترسيخ العقيدة القوميّة ضدّ إيران والحشد، والكاظميّ قد أعدّ الإجراء في الجيش من خلال تغييرات مهمّة، تقوم على أساس منح البعثيين مكانة أكبر في القرار العسكريّ .
(ح). إعادة سيطرة أمريكا في العراق وقواعدها واستراتيجيتها .
(ط).إيجاد قواعد شعبية رافضة للخطّ الثوريّ متهمةً إيّاه بالفشل.
(ي). تهميش دور قيادات مهمّة كالعامريّ وعمّار والعباديّ والفياضّ وغيرهم .
(ك). تشويه صورة القيادات الإسلاميّة .

3. الأهداف الاستراتيجية :

(أ). محاربة الخطّ الثوري في العراق، واليمن، وسوريا، ولبنان، وكلّ المنطقة .
(ب). تفكيك العراق .
(ج). التطبيع مع إسرائيل، وفصل العراق عن عمقه الإسلاميّ .
(د). منع الصين من الدخول إلى الأسواق العالمية وقطع طريق الحرير.
(هـ). قطع الطريق على إيران إلى الخليج، والبحر المتوسّط، والشام .
(و). تعميق الربط بين العراق ومحور العملاء لإسرائيل من العالم العربي انتهاء بإيجاد بيئة سياسية تعترف بإسرائيل .
(ز). إنعاش الاقتصاد الأمريكيّ من خلال استثمار الغاز والنفط العراقيّ .
(ح). ضرب دور المراجع في النجف، ومنع أيّ تقارب شيعي بين إيران والعراق .
(ط). السماح للبعثيين بالحكم .
(ي). انعاش تصدير النفط لإسرائيل من خلال أربيل وخطّ الأردن .
(ك). إيجاد صراع البيوتات في النجف الأشرف؛ لأنّ مقتدى عازم على أنّ يرفع شعار (العراق لآل الصدر فقط).
(ل). إغتيال القيادات الثورية والسياسية بالقتل أو التسقيط.
(م). ضرب الخطّ الاسلاميّ في المنطقة بعد فشله في مصر والمغرب وتونس والجزائر .
(ن). منح سرايا مقتدى فرصة أكبر، كما تمّ منح طالبان في أفغانستان .
(س). جعل إدارة الحكم في العراق سياسيا واقتصاديا تحت الخيمة الدولية، وجعل دور الأحزاب الشيعية دوراً ثانوياً.
👇🏻
أختم بما قالته صحيفة ( الواشنطن بوست): « إنّ الخسارة التي مُني بها الخطّ الموالي لإيران في العراق لقي ترحيباً شعبيّاً ، ولا توجد ردّة فعل شعبيّة» وهذا يكشف عن أنّ أمريكا تسعى لتنفيذ مخططها بعد ( سحب الشعبية من القيادات السياسية والثورية ) وتعتبر عدم وجود ردّة فعل شعبية غاضبة على التلاعب والتزوير بأنّه نقطة قوّة لها؛ لأنها تفسّر هذا الأمر بأنّ الخطّ الثوريّ والسياسيين الثوريين قدوا جمهورهم المؤيّد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى