أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

المشهد السياسي والإنتخابات المقبلة

مجلة تحليلات العصر الدولية - السيد صباح النور

خلال السنوات التي أعقبت التغيير عام 2003 وآنتهاء الحقبة المظلمة في تاريخ العراق ، شهدت الساحة العراقية كثيراً من حالات التردي والفشل في عمل مفاصل الدولة التشريعية منها والتنفيذية وحتى القضائية ، ولا شك أن من أبرز أسباب ذلك هو حداثة العملية الديمقراطية في البلاد إضافة للتركات السلبية الثقيلة التي ورثها العراقيون من النظام المباد الذي شوّه الكثير من سلوكيات المواطنين وقيمهم الإنسانية والإجتماعية والدينية . وهكذا برزت في المجتمع العديد من المظاهر الدخيلة التي لم يألفها العراقيون سابقاً في حياتهم وسلوكهم كالعصبية المذهبية والعنصرية والحزبية والطائفية . وكان هذا التشظي سبباً لدخول قوى الظلام الإرهابية المتمثلة بتنظيم القاعدة ومن بعدها داعش .
إن العراقيين وبعد خلاصهم من النظام الدكتاتوري الفاشي تنفسوا الصعداء آملين تأسيس نظام برلماني ديمقراطي يحفظ لهم كرامتهم وحريتهم وعيشهم الكريم ، إلا أنهم وأمام العديد من الأوضاع السلبية كظاهرة الفساد التي آستشرت في كل مفاصل الدولة والرغبة بالتسلط والتناحر التي سادت بين غالبية الأحزاب والكتل السياسية التي تصدرت المشهد السياسي وتماهي الكثير من القادة السياسيين مع مشاريع وأجندات خارجية لدول سعت ومنذ بداية التغيير إلى إفشال مشروع تأسيس النظام الديمقراطي في العراق حينما وجدت فيه تهديداً لأنظمتهم العائلية .
أمام هذه المعطيات لابد لنا من الإشارة إلى أننا مقبلون على إنتخابات برلمانية يتوجب علينا الوقوف عند متطلباتها التي تضمن نجاحها ونزاهتها والتأكيد على ضرورة المشاركة الواسعة فيها وعدم إتباع أسلوب مقاطعتها كما جرى في الإنتخابات السابقة والتي أدت إلى بقاء المُجربين الفاشلين والفاسدين وتفشي الفساد بأغلب مفاصل الحكومة ممّا أدى لفقدان الثقة بالساسة الذين كانوا معارضين أيام حكم الطاغية ، فتغيير الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية لا يمكن أن يتم إلا من خلال مشاركة كثيفة للشعب في الإنتخابات يؤدي فيها المواطن واجبه الدستوري والشرعي دون تعصبٍ لكتلة أو حزب أو طائفة والإطلاع على برامج المرشحين وآختيار الأصلح . كما أن من ضروريات المرحلة القادمة مشاركة الشباب بالترشيح في الإنتخابات المقبلة لأن مشاركتهم ستؤدي إلى التخلص من ضعف الأداء وغياب التجديد الذي كان سمة بارزة لدى الكثير من السياسيين الكلاسيكيين الذين تشبثوا برؤى وسياسات قديمة لا تواكب العصر ولا تنسجم مع المتطلبات الحقيقية للشعب وللوطن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى