أحدث الأخبارشؤون آسيوية

المشهد بعيون إسرائيلية كابوس

مجلة تحليلات العصر الدولية - هيثم الخزعلي

كل ما نذكره هو (تقدير موقف) من محللين اسرائيليين من مواقع باللغة الإنكليزية.
منذ اكثر من  ٦٥ عاما من الصراع العربي الاسرائيلي لم لأول مرة يتم قصف العاصمة  تل أبيب.
تل أبيب وما حولها  التي تضم٧٠٪ من السكان  والقدس ثاني اكبر مدينة وحيفا في النقطة الابعد شمال تل أبيب وثالث اكبر مدينة في إسرائيل  وبئر السبع رابع اكبر مدينة كلها قصفت.
ودائرة  الصراع تمتد من حيفا في النقطة الابعد  شمال تل أبيب  حتى ايلات على البحر الأحمر.
ومما يبدو فأن حماس ومنذ اخر صراع معها عام ٢٠١٤ قد  طورت الصواريخ من حيث الحجم والمسافة والدقة. فتصوروا ان حماس تطلق ١٣٠ صاروخ في ٥ دقائق، و١٢٠٠ صاروخ في ٧٢ ساعة.

ودمرت الكثير في مدن محيط غزة، حيث أطلقت ٢٠٠ صارخ على بئر  السبع وتم قصف اشكول واشدود،
و الاخطر هو استهداف البنى التحتية في إسرائيل فتم قصف مطار بن كوريون وخطوط نفط عسقلان.

والمشكلة آن اطلاق دفعات الصواريخ من غزة بإعداد كبيرة يضلل منظومات الدفاع الصاروخي الاسرائيلي.

و مع ان إسرائيل تحشد جيشها  بريا قرب حدود  غزة الا انها لا تريد التورط في  القتال البري، فاخر قتال في غزة عام ٢٠١٤ كلف إسرائيل ٥٨ جندي وهذا عدد كبير من القتلى بالنسبة لشعب لايتجاوز تعداده ٦ مليون.

وبالاضافة للصواريخ هناك مشكلة كبيرة أخرى، هي الفوضى التي عمت المدن المختلطة والتي يسكنها العرب واليهود منذ ١٩٤٨ ويعيشون بسلام .
فاندلعت  الاشتباكات بين العرب واليهود في حيفا ويافا وعكا والقدس واللد.. فهناك حرق للسيارات ولممتلكات اليهود في هذه المدن خصوصا في اللد.
اما الوضع السياسي الداخلي والدولي فامر مقلق، فلم تتمكن إسرائيل من تشكيل حكومة لحد الان، والولايات المتحدة تنأى بنفسها عن إسرائيل وهي في أشد الحاجة لها.
والرئيس الأمريكي بايدن لم يتصل بنتنياهو لحد الان، والادارة الأمريكية تدعو جميع الأطراف للتهدئة!!
كل الأطراف اي آنها تساوي بين حماس والجهاد الإسلامي وإسرائيل.
ومع ان المجتمع الدولي يطالب إيران بوقف اطلاق الصواريخ من غزة لان حماس والجهاد الإسلامي تطيع الخامنئي مثل حزب الله والحوثيين والمليشيات العراقية الشيعية.
وبرغم ان إيران تقف خلف كل ما يحدث الا ان  الولايات المتحدة الأمريكية  ما زالت منخرطة بالتفاوض مع إيران حول البرنامج  النووي.
وملف الصواريخ الباليستية الإيرانية غير مطروح على طاولة النقاش!

وروسيا التي عبرت عن قلقها على المدنيين، أيضا دعت كل الأطراف للتهدئة الان آنها كل يوم تصبح أقرب إلى إيران وتركيا.
هذه الدول التي بينها تاريخ لقرون من الصراع، كل يوم تصبح أقرب واقرب  لبعض وكلها  ضد إسرائيل.

فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبالرغم من  ان تركيا عضو في حلف الناتو، ينعت إسرائيل ب(الدولة الإرهابية) !!
وفي اتصاله مع الرئيس الروسي  (بوتين) قال يجب على إسرائيل ان تتعلم الاصغاء.
أردوغان يدعو لحماية المدنيين في غزة وهو يحلم آن يكون خليفة المسلمين الجديد.
راس النظام في إيران الذي يقف خلف كل ما يحدث، يراقب بحذر وهو يمنع حزب الله من التدخل إلى ان تحين اللحظة المناسبة.
فهو يراقب حجم الدمار الذي تحدثه الصواريخ الجهادية في إسرائيل، ويراقب رد فعل الحكومة الإسرائيلية والجيش الاسرائيلي، ويراقب رد فعل المدنيين.

النظام الإيراني احكم حلقة النار حول إسرائيل فحزب الله شمالا والمليشيات الشيعية والحرس الثوري في الشرق في سوريا والمليشيات الشيعية في الشرق في العراق والتي تمتلك  صواريخ وطائرات مسيرة بإمكانها الوصول لإسرائيل.
ثم حماس والجهاد الإسلامي في الجنوب، واخيرا انضم الحوثيون ل(حلقة النار)  حول إسرائيل.
فمن يراقب حديث السيد الحوثي هذا العام في ما يسمى يوم القدس ، يعلم بأنه جزء من (حلقة النار) وبالرغم من وجود مسافة اكثر من ١٠٠٠ ميل بين اليمن وإسرائيل،

الا ان الحوثيين لديهم صواريخ وطائرات مسيرة ممكن ان تصل لإسرائيل انطلاقا من اليمن، وهذا ما دفع  إسرائيل الي نصب بطاريتي دفاع صاروخي جنوب ايلات في البحر الأحمر.
إيران تنتظر اللحظة المناسبة وعندما تشعر بأنها قادرة على إزالة إسرائيل، فانها ستحكم حلقة النار عليها من كل الجهات.
كل هذه المعطيات تشير إلى أن المشهد هو (كابوس حقيقي )، والتاريخ يخبرنا بأنه لم يستمر حكم لبنى إسرائيل في التاريخ لأكثر من ٨٠ عام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى