أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

المعارضة الوطنية ..

مجلة تحليلات العصر الدولية - أياد السماوي

لا شّك أنّ مبدأ الأغلبية هو جوهر وأساس النظام الديمقراطي القائم على حكم الأغلبية , وكما أنّ هنالك أغلبية برلمانية تقوم بتشكيل الحكومة , هنالك أيضا أقليّة معارضة لهذه الأغلبية تقوم بدور الرقابة على حكومة الأغلبية , وهذا هو جوهر النظام الديمقراطي المعمول به في كلّ الأنظمة الديمقراطية في العالم , وبالنتيجة الأغلبية هي الأغلبية سّمها ما شئت أغلبية سياسية أو أغلبية وطنية , المهم في الموضوع أنّ هذه الاغلبية تتجاوز النصف زائد واحد .. في العراق مثلا أي طرف يستطيع أن يجمع 165 مقعدا في مجلس النواب يمكنه أن يشّكل الحكومة ويمضي في تسميّة رئيسي مجلس النواب والجمهورية , وقد يكون مصطلح الأغلبية الوطنية بالنسبة لبلد مثل العراق أكثر انسجاما مع تكوينه القومي والمذهبي وإن كان الجوهر واحدا , ومن الطبيعي أنّ الأقلية التي سوف لن تنظّم لهذه الاغلبية في تشكيل الحكومة ستكون معارضة وطنية , ومن الطبيعي أيضا أن تكون قبّة مجلس النواب هي مكان هذه المعارضة , وليس من خلال الشارع ودفع المؤيدين للخروج على النظام والقانون وتعطيل عمل الدولة وتهديد السلم المجتمعي .. والمعارضة التي تجعل الشارع بديلا عن قبّة مجلس النواب , هي معارضة لا وطنية بل هي بلطجة سياسية ..

بالنسبة لنا سنحترم الحكومة التي تتشّكل وفق مبدأ الأغلبية الوطنية وبغض النظر عن موقفنا السياسي من الجهة التي سوف تشّكل هذه الحكومة .. فإذا ما استطاعت الكتلة الصدرية جمع 165 مقعدا اللازمة لتشكيل الحكومة , فهذا حقّها الدستوري والقانوني والشرعي ولا غبار على ذلك أبدا , وسنبارك لهم هذا الإنجاز الكبير .. وفي نفس الوقت سنحترم الطرف الآخر المتمّثل بالإطار التنسيقي , فيما لو استطاع أن يجمع 165 مقعدا وشّكلّ الحكومة القادمة .. فالمبدأ هو احترام الأغلبية والإذعان لحقّها في تشكيل الحكومة , ومن هذا المبدأ نطالب زعيم الكتلة الصدرية مقتدى الصدر الذي دعا يوم أمس في بيانه الذي يمّثل برنامجه القادم لتشكيل الحكومة , أن يلتزم هو شخصيّا ويحترم ما دعا له في هذا البيان , فإذا ما فشل في تحقيق الأغلبية الوطنية البالغة 165 مقعدا , فعليه أن يحترم الطرف الآخر فيما لو نجح في تحقيق الأغلبية الوطنية , وأن يعلن للعالم والشعب العراقي وبأسلوب حضاري قبوله بالذهاب إلى المعارضة , ليكون بذلك أول من سينتفض على مبدأ رجل بالحكومة ورجل بالمعارضة , لو حكومة لو معارضة .. لكن ما هو رأي السيد مقتدى الصدر بالرأي القائل أن السيد مقتدى الصدر لن يذهب للمعارضة ويترك الوزارات لخصومه ولو انطبقت السماء على الأرض ؟؟؟ فهل سيفعلها السيد هذه المرّة ويذهب إلى المعارضة الوطنية فيما لو فشل في تحقيق الأغلبية الوطنية ويلجم من يتقوّل عليه ؟؟؟ أم أنّ السيد سيتراجع عن أقواله كما في كلّ مرّة ؟؟ .. سيدنا أبو هاشم إفعلها لمرّة واحدة في حياتك وألجم أفواههم ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى