أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

المقاومة الشريفة هي قارب النجاة الوحيد لهذه الأمة

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. أبو محمد الحسني الإدريسي

منذ ما سمي بمرحلة الإستقلال عن الإحتلال الأجنبي التي ترافقت مع تأسيس الإستيطان في أرض فلسطين المباركة، والدول الحاكمة في المنطقة تسير نحو الوراء، حتى أصبحت أشكال النمو الوحيدة المتاحة لها هي : النمو الديموغرافي، نمو الجماعات الإرهابية، نمو الحروب واتساع رقعتها، نمو الفساد واختلاس المال العام، نمو وازدهار قمع الحريات العامة للشعوب، نمو التجزئة والتقسيم فاصبح السودان سودانين والعمل جار لنقل العدوى إلى الصومال واليمن وليبيا والعراق…الخ

كامب ديفد والثورة الإيرانية:
حين كانت شعوب المنطقة تتابع مأتم السادات – بيغن – كارتر وهم يوقعون الإتفاقية العلنية الكبرى المؤسسة لقانونية الإحتلال وشرعيته، كانت شوارع إيران وأزقتها تكتظ بالنساء والرجال الذين قرروا مع الإمام الخميني السير في الإتجاه الذي يضمن استرجاع كل الحقوق التي ضيعها الجهل واليأس والإنبطاح أمام قوى الهيمنة والفساد وفي الوقت الذي افتتحت فيه مصر-السادات وكر تجسس للكيان في القاهرة، أغلقت إيران-الخميني وكران للشر في طهران هما الوكر الإسرائيلي والوكر الأمريكي، وسلمت سفارة الكيان للفلسطينيين ثم جعلت الجمعة الأخيرة من شهر رمضان يوما عالميا للقدس، يجتمع خلاله المسلمون والمسيحيون واليهود المتبرؤون من الصهيونية وكل الأحرار على حق العودة إلى القدس الشريف وكل فلسطين…

الإحتلال الإستيطاني يوظف كل الأكاذيب والأساطير التاريخية عبر الثقافة والإعلام والتعليم لإقناع الناس بأن فلسطين، بل كل البلاد الممتدة من الفرات إلى النيل ملك لإسرائيل.
من تأسيس الكيان إلى وفاة جمال عبدالناصر، كان النظام الرسمي العربي يتحدث عن تحرير كل فلسطين. ومن زمن السادات إلى بدء عشرية النار سنة 2011، كانوا يتحدثون عن حل الدولتين أي أن للصهاينة كل ما أخذوه ب “فتوحاتهم” من وعد بلفور إلى الرابع من حزيران 1967، وللفلسطينيين ما أخذ منهم خلال حرب الأيام الستة!
ولم يصمد النظام الرسمي العربي أمام هذا المطلب الذي يقبل بأقل من ثلث فلسطين فتتابعت انهيارات بنيانه المتصدع والمهترئ، وعم التطبيع والتتبيع والتركيع جل عواصم العرب الذين أصبح عدوهم الوحيد هم ” الفرس المجوس” كما تسميهم البروباغندا الوهابية بضوء أخضر أمريكي…

في الساحة اليوم مقاومة في فلسطين وثانية في لبنان وثالثة في اليمن ورابعة في سوريا وخامسة في العراق، وسادسة وسابعة وثامنة كامنة في كل شعوب المنطقة… تلك المقاومات هي سفينة نوح المنقدة للأمة من الغرق في طوفان الهيمنة الرأسمالية والتخلف الدائم تحت سيوف الصهيونية وشقيقتها الوهابية فهل يعي ذلك كل شريف لا يزال له تساؤل في الموضوع؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى