أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

المقاومة الشعبية قادرة بشرط؟!

مجلة تحليلات العصر الدولية - أ.د يوسف رزقة

بينما يزداد الاستيطان شراسة، ويعتدي زعران المستوطنين على المواطنين وممتلاكاتهم في الضفة، نجد دولة الاحتلال تتغاضى عن أعمالهم، ولا تأخذ على يدهم، بينما تنتقد صحف اليسار في دولتهم أعمال المستوطنين باعتبارها تضر بسمعة الدولة، وباعتبار أنها تجلب ردود أفعال ضارة.

المشكلة في قضية الاستيطان فلسطينيا أنها لا تحظى بموقف صارم وحاسم من السلطة، حيث تكتفي السلطة بالشجب، والاحتجاج لدى المجتمع الدولي والمنظمات الأممية. هذه الشكاوى والاحتجاجات الباردة لا تقدم ولا تؤخر، وهي تمارس منذ سنوات طويلة، والاستيطان يتقدم في الضفة على حساب الحقوق الفلسطينية يوميا؟!

مشكلة الاستيطان هي أسوأ جريمة ترتكب من الطرف الصهيوني بعد الاحتلال، وهي أكبر خطيئة يرتكبها المفاوض الفلسطيني الذي فشل في إدارة ملفها، وأجل الحديث فيها لقضايا الحل النهائي، تلك القضايا التي باتت سرابا لا يمكن الإمساك به؟!

بينما يتمدد الاستيطان، ويتلاشى حل الدولتين، وتعيش السلطة بمخدر العودة للمفاوضات، نجد دولة الاحتلال ووزارة الخارجية فيها تنشط في توسيع اتفاقية ( آبراهام) للتطبيع، حيث تجتهد الخارجية لضم أندونيسيا والمملكة السعودية للاتفاقية، ولا نجد للسلطة دورا كبيرا في هاتين الساحتين لربط التطبيع بإزالة الاحتلال والاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينية. السلطة لديها أوراق قوية قادرة على عرقلة جهود خارجية الاحتلال في ملف التطبيع الموضوع يحتاج لعمل نشط ومبكر يقطع الطريق على القناعات التي يحاول الاحتلال خلقها عند هذه الدول وغيرها.

يمكن للسلطة أن تصنع من اعتداءات المستوطنين أفلاما فاضحة ترسلها لهذه الدول، وتبثها في وسائل التواصل الاجتماعي، وتطلب من الدول المستهدفة بالتطبيع أن تمتنع عن ذلك، وإن تساعد الفلسطينيين في مواجهة الاستيطان الشرس؟!.

و يجدر بالسلطة أن تضع الاستيطان في مواجهة دائمة وساخنة مع المقاومة الشعبية إذا كانت تريد أن تتقدم خطوة عملية تتجاوز فيها الشجب والاحتجاج السياسي والإعلامي. المقاومة الشعبية قادرة بإذن الله على إيقاف الاستيطان، وتضيق الخناق على المستوطنين، شريطة سماح السلطة للشعب بحرية المقاومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى