أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

المقاومة بين المنظمة والتنظيم

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

انطلقت المقاومة الفلسطينية منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى الستينيات دون ان تظلها منظمه تحرير
ولكن كانت تنطلق المقاومة لا تظلها سوى البندقية
واذا ما هبت ساحة للمقاومة ثارت مختلف الساحات الأخرى بالايحاء بالعدوى بالحمية الوطنية والنزعة الدينية
حتى جاءت الستينيات حيث تنبه المستعمر لضرورة وجود منظمة فلسطينية تشرع التنازل عن الحقوق باسم الوطنية
فأوعزت للنظام العربي الرسمي الذي عينه المستعمر بانشاء هذه المنظمة الذي كان اسمها منظمة التحرير الفلسطينية فمنذ انشائها كانت تسير المنظمة على سكة الانحدار من تحرير كامل الوطن الى غزة اريحا اولا ثم الى ما وصلنا اليه اليوم
في ظل ما سبق هل المقاومة بحاجة الى منظمة!!
يبدو ان المقاومة بحاجة الى تنظيم اكثر من حاجتها إلى منظمة
فقد اثبتت معركة سيف القدس بان المقاومة بحاجة الى تنظيم فقط
فقد انطلقت مختلف الساحات في الداخل الفلسطيني المحتل 48 وفي الضفة الغربية وفي القدس المحتله التي استنجدت بغزة
وبعد أن هبت غزة لنجدة بيت المقدس مدفوعة بالحمية الوطنية والغيرة الاسلامية على المقدسات و على اهلنا هناك
ثار الجميع بما فيهم الشتات وتعاطف العالم العربي والغربي على حد سواء
دون ان تكون هناك منظمة سياسية ترعى تثوير هذه الساحات
ولكن هذه الساحات ثارت بالايحاء بالعاطفة بالحمية الوطنية والاسلامية
المقاومه الفلسطينية ليست بحاجة الى منظمة التحرير بقدر حاجتها الى ان تكون البندقية هي المظلة الجامعة
الامر الذي يعفي ساحة ال 48 والشتات على سبيل المثال من الحرج من ان تكون تابعة لمنظمة
ولكن تمارس المقاومة التي هي حقها دون ان تصنف او تلون او تحسب على طرف
فالمقاومة هي الهوية وليست المنظمة
المقاومة وساحات النزال هي الوطن المعنوي لكل فلسطيني وليست منظمة التحرير التي فرطت وباعت وتنازلت واستنفذت مبرر وجودها
فلا تجهدوا انفسكم في احياء ميت ما دامت البنادق تصنع الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى