أحدث الأخبارشؤون آسيويةفلسطينمحور المقاومة

المقاومة … وسبل الاستفادة من تقرير المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي (JINSA)

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

أصدر المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي (JINSA) والمعروف كأحد اللوبيات الصهيونية التي تعمل لصالح “إسرائيل” في الولايات المتحدة، تقريراً بعنوان: (تقييم نزاع غزة 2021: الملاحظات والدروس).
هدف التقرير المعلن هو إدانة حركة حماس وشيطنتها، واتهامها بارتكاب جرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية، مستندا إلى ما يسمى بالقوانين الدولية وقانون النزاعات المسلحة.
كما خلص التقرير إلى توجيه عدد من النصائح والتوجيهات “لإسرائيل” على صعد مختلفة عسكرية وإعلامية وقانونية.
التقرير على خطورته لكنه في ذات الوقت يتميز بالعميق والدقة في توصيف بعض الأمور التي يمكن الاستفادة منها.
كما أن التقرير يعتبر فرصة للمقاومة بشكل عام ولحماس بشكل خاص للاستفادة منه لجهة تقويم مسارها خاصة في المستوى الإعلامي، وتطوير توظيف مواقع التواصل الاجتماعي في ترويج الرواية الفلسطينية، وتسوبق رؤيتها للصراع، فضلا عن فضح جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
التقرير يؤكد في غير موضع على نجاح المقاومة وعلى رأسها حماس في الجانب الاعلامي، وفي فضح جرائم الاحتلال، وفي توظيف مواقع التواصل الإعلامي لدرجة أوجعت معدي التقرير، مما يوجب على حماس وجميع قوى المقاومة العمل على تطوير هذا الجانب، والعمل على انشاء غرف اعلامية الكترونية خارج فلسطين لدعم واسناد غزة، إذا استطاع العدو في الحد من فرصها في نشر الصورة والرواية الصحيحة.
كما يمكن الاستفادة من التقرير في جانب بذل جهد إضافي لجهة التشبيك مع جميع الجهات الإعلامية المناصرة للقضية والرواية الفلسطينية حول العالم، لجهة توظيف إمكاناتهم المختلفة في الوصول الى الساحات الامريكية والاوروبية لمزيد من فضح الانتهاكات الصهيونية وجرائم الحرب التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، كوسيلة فعالة لإحداث توازن في المحافل القانونية والسياسية يعوض ميل الكفة العسكرية لصالح كيان العدو المدجج بأحدث الأسلحة الأمريكية.
التقرير بشكل عام رغم خطورته يمثل فرصة للاستفادة من تقرير أعد وكتب من قبل محترفين هم في الحقيقة جنرالات وأدميرالات وخبراء قانونيين عسكريين متقاعدين في الولايات المتحدة، ما يمنح التقرير مصداقية واهتمام وسط النخب العاملة في مجالات الدفاع والأمن والسياسة والإعلام.
يهتم التقرير كثيرا بمساعي حماس نزع الشرعية عن “اسرائيل” وعن أعمالها العسكرية بصفتها جرائم حرب ترتكب من قوة احتلال غير شرعي ضد شعب أعزل، ما يفرض على الكل الفلسطيني العمل على تطوير سبل الاستفادة من القوانين الدولية والإنسانية في المحافل الدولية لجهة مزيد من ادانة “اسرائيل” ونزع الشرعية عنها، الأمر الذي يتطلب صناعة مؤسسات قانونية بمواصفات ومقاييس دولية، في غزة والضفة والقدس المحتلة، مؤسسات ذات قدرة على توفير مواد موثقة بشكل قانوني يلبي حاجة الدوائر الدولية القانونية، ويساعدها في ادانة وتجريم الاحتلال في كافة المحافل الدولية بشكل يعجر الاحتلال ومناصريه وادواته في الغرب عن احباطها او التصدي لها.
أما في المجال العسكري، ينبغي على المقاومة وعلى رأسها حماس كأكبر فصيل مقاوم، العمل على الاستفادة من قدرة العدو على التحكم في المشهد العسكري بمختلف مستوياته وفروعه أثناء المعركة، ما يساعده على اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت الصفري.
ما يفرض على حماس فرض سيطرة عسكرية على المشهد العسكري الفلسطيني أثناء المعركة، عن طريق تعزيز التنسيق مع مختلف أذرع المقاومة لجهة زيادة قدرتها على توظيف مختلف الإمكانات المتاحة بفعالية أكثر وأكبر بما يمكنها من تعزيز قدرتها على تحقيق الأهداف وتقليل الخسائر.
صحيح المقاومة الفلسطينية في غزة تقاتل العدو بأكثر من عشر أجنحة عسكرية، ذات إمكانات ضعيفة ومحدودة، إلا أن استخلاص الدروس من الحروب السابقة يفرض على حماس إيجاد صيغة توافقية لإدارة أي معركة مقبلة كجبهة واحدة تشاركية، جبهة أكثر قوة وقدرة على واصابة وعلى تحقيق انتصار كفيل بالحصول على إنجازات حقيقية، جبهة قادرة على تحويل ما يسمى بالغرفة المشتركة لفصائل المقاومة إلى غرفة وتحكم وسيطرة شامل وحقيقية وليست إعلامية فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى