أحدث الأخبارالإماراتالخليج الفارسيةالسعودية

المملكة السعوديه والامارات تمرير الأجندات من خلال الإدارة السيئة للحرب

مجلة تحليلات العصر الدولية - احمد محمد سعيد

تمكنت المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربية المتحدة من إدارة الأزمة في ظل الحرب بأبشع صورة من أجل تحقيق اجنداتها في اليمن وتوجت ذلك في العام السابع من الحرب بانزال اقسى الضرر بالشعب اليمني في المناطق المسمى محررة حين مارست عقوبة التجويع والحرمان وفرضت على تلك المناطق الغلاء الفاحش ومنعت تصدير النغط والغاز اليمني دون اي مبرر كما قامت بقطع رواتب وحدات القوات المسلحة والامن لعدة أشهر
حتى وصلت بعض الأسر إلى البحث عن ما تقتات به من الزباله التي انعدم فيها أيضا مخلفات الطعام حتى قيل إن الطيور والغربان في عدن هلكت ايضا جراء عدم حصولها على تلك المخلفات

ناطق الجيش اليمني منصور مقراط رصد مايزيد عن 600 من عناصر القوات المسلحة توفوا جوعا وكمدا نتيجة ما لاقوه واسرهم من تجويع وإذلال وقهر وحرمان

أن الإدارة السيئة للحرب من قبل المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده بالتجويع والتركيع للشعب اليمني في المناطق المسمى محررة كان الهدف منه تمرير اجندات اتضحت فيما بعد وهي

1/ مواصلة فرض الإقصاء للكوادر اليمنية في الجهاز الإداري للدولة ممن رفضوا الاملائات السعودية والإماراتية والحاقهم بمن سبقوهم من المبعدين في السنوات السابقة واستبدالهم بعناصر تسير في الفلك السعودي الإماراتي وتنفذ الأجندات بالحرف الواحد

2/ التقليص التدريجي لكل عناصر الإخوان المسلمين- ممثلا بحزب الإصلاح (التيار العقائدي)- من كل المفاصل الهامة للدولة وفي الجهاز العسكري والامني
وصولا إلى الابعاد الكامل لكل عناصر حزب الإصلاح (التيار العقائدي)

مع الإبقاء على بعض القيادات القبلية أو التي تدور في الفلك السعودي وتنفذ اجنداتها منذ عقود

أن إنهاء دور الإخوان المسلمين في اليمن ممثلا بحزب الإصلاح تعتبرها السعودية والإمارات من أولى اجنداتها
باعتبار أن الإخوان يشكلون خطراً على تلك الأسر الحاكمة بعد ان انتهت المهام التي أنشئو من أجلها منتصف القرن الماضي وهو احتواء المد القومي العربي و محاربة النفوذ الشيوعي في المنطقة والعالم
وبعد انتهاء تلك المهام
جاء الدور لاجتثاثهم

أن المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده ترى أن إنهاء دور الإخوان وحربهم في اليمن لايقل أهمية عن الحرب ضد الحوثي

وتسعى بكل الطرق ومنها الخسيسة لإبعاد هذا التيار من كل مفاصل الدولة والجيش والأمن

3/ ايجاد واقع جديد على الأرض اليمنية من خلال تمكين عناصر انفصالية ورموز سلفية وهابية ودمجها بعناصر من المؤتمر الشعبي العام الموالي للسعودية والإمارات سعيا لإدارة المعركة القادمة ضد الحوثي
وحسب التسريبات التي جاءت على لسان سفير المملكة العربية السعودية ال جابر قبل عدة أشهر حول إعادة عناصر عفاش وحزب المؤتمر الشعبي العام للواجهة
ومن منظور سعودي وهو ضرب الزيدية بالزيدية مع إضافة العنصر السلفي الوهابي مقابل الحوثي والعنصر الانفصالي للتهديد بهما كما تراة المملكة وحليفتها
أو على الأقل الجام الحوثي عن أي تقدم والسعي لإيجاد مخارج لسلام هش
يجدد الصراع حسب الطلب وتكون هناك وقائع جديدة على الأرض اليمنية تحوي كل العناصر الموالية للسعودية والإمارات والتي تنفذ أجندتها في جنوب وشرق اليمن لتبقي الأوضاع تراوح في مكانها بين النجاح والفشل

أن الورقة الأخيرة في لعبة كاتشينو الحرب في اليمن والتي تسعى السعودية والإمارات حاليا لتحقيقها هي ورقة المؤتمر الشعبي العام الموالي لهما وهذه الورقة قد تكون رابحة في حال ذهاب الفرقاء إلى حوار سلام
لان السلام في ظل وجود المؤتمر الشعبي العام يحقق للسعودية ظمآن السلام ويحقق للإمارات المصالح المتبادلة مع اليمن اي يعيد اليمن إلى مساره السابق

لكن هذا التوجه للسلام في الوقت الراهن لا اعتقد أنه يلبي مصالح وتوجهات القوى الغربية وإسرائيل في المنطقة باعتبار ان تلك القوى تسعى لإعادة التقسيم للمنطقة على أسس طائفية وعرقية من خلال تقوية دور إيران وتنامي المد الشيعي واعطاء شعوب المنطقة فسحة من الحكم الذاتي وبالأخص الشيعة في شرق وجنوب المملكة بما يعني فرض التقسيم المستقبلي للمملكة العربية السعودية
أو الضغط عليها لإجراء تعديلات تصب في منح الشيعية قدر من الحكم الذاتي
والانفتاح على الغرب ونسف كل ماكان قائما على الهيمنة المطلقة للعنصر الديني وهذا ما بدأت ملامحه في اجراءات السعودية والإمارات في تقليص ممنهج لفقرات العمود الاسلامي في الشريعة والقانون
والتوجه نحو القوانين الغربية في ضوابط الحياة

أن الحرب في اليمن وضعت المملكة العربية السعودية في مصيدة عالمية و ورطة كبيرة تحاول المملكة الخروج منها بماء الوجة
وتحاول ايجاد المخارج الممكنة لها

وفي ادارة تلك الحرب استخدمت كل الطرق ومنها القذرة لعلها تصل لاهدافها

حاليا سعت المملكة وحليفتها الامارات لايجاد انفراجه هشة في الجانب الاقتصادي بمثل الانيهار للصرف والاسعار عاد سعر الريال في المناطق المسمى محرره إلى التعافي النسبي وعادة الاسعار بصورة نسبية
هذا التعافي ليس له ظمانات ظاهرة للبقاء حتى اللحظة لكن هناك مؤشرات مبنية على الاجندات فقد حدث التعافي وعادت الاسعار بصورة نسبية لينشغل الشعب في الجنوب والشرق بالصرف والاسعار ويلتهي بذلك
بينما ذهبت السعودية لقصف صنعاء ومناطق يمنية وأهداف مدنيةخارج مناطق المواجهة وقامت بأبعاد محافظ شبوة واستداله ونقلت بعضا من الوية العمالقة السلفيين الى شبوة للقتال هناك
وهكذا أدارت السعودية والإمارات الحرب
تخفيف هش في مناطق الجنوب والشرق وضرب وقتل وتدمير في مناطق الشمال

وقدتعود الكرة بنفس الوتيرة تخفيف هناك وخنق هنا
إلى أن يأتي الله بالفرج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى