أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةاليمنمحور المقاومة

المملكة العربية السعودية تحالف إعدام الشرعية اليمنية

مجلة تحليلات العصر الدولية - احمد محمد سعيد

الحلقة الثانية عشرة

في الحلقات السابقه أشرنا إلى ان دول ماسمي التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية جاءت في العام 2015م إلى اليمن وهي تحمل اهداف معلنة أهمها دعم إعادة الشرعية اليمنية وانهاء الانقلاب الحوثي وقطع اذرع إيران وإزالة التمدد الفارسي في اليمن

فكأن اعلان سفير المملكة العربية السعودية من العاصمة الامريكية منتصف ليل ٢٠١٥/٣/٢٦م بداية انطلاق عاصفةالحزم كما اسموها لهذه الأهداف

هذه الأهداف المعلنة قيل إنها بطلب من الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي الذي صرح فيما بعد أنه لا علم له بذلك وانما تم إبلاغه بعد الضربة
الأهداف المعلنة تلك لم تكن إلا غطاء لأهداف خفية سعت المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده وخططت لتحقيقها منذ بداية تدخلهم في اليمن ومنها

شمولية الحرب
وخلق وقائع جديدة

بعد استكمال التحالف السعودي الإماراتي تدمير البنية التحتية والاقتصادية لليمن و تدمير القدرات العسكرية والأمنية والاجهاز على كل البنى والقدرات لتلك المؤسسات

ذهبت إلى إيجاد كيانات شطرية وجهوية ومذهبية واتباعها بتشكيلات عسكرية وأمنية متناقضة في الولاء وليس لها توجهات وطنية وغير متجانسة أو موحدة الأهداف ولا تاتمر او تنقاد او تعترف بما يسمى الشرعية بل خالصة تماماً لهذا التحالف الذي يوجهها في حروب عبثية في جسد الوطن المنهك شرقا وغربا شمالا وجنوبا

كان تدمير كل مقومات الدولة اليمنية وإزالة كل ماله صله بالدولة السابقة والاجهاز على الوحدة الوطنية برمتها
هو أساس التدخل السعودي الإماراتي في اليمن

كما أن التشكيلات العسكرية والامنية التي تم استحداثها أسندت إليها مهام غير متناسقة وغير واضحة حتى لقيادات التشكيلات نفسها

أسندت بعض المهام القتالية ل (الوية العمالقة) السلفية في الساحل الغربي وتم إختيار أغلب قيادتها من المنتمين للتيار السلفي ممن كانوا في المراكز السلفية الوهابية في دماج وغيرها

استمرت تلك التسمية منذ بداية تشكيل تلك القوات إلى أن تم استكمال جاهزيتها وإعادة تموضعها كما قيل مؤخرا ليتم اظهار صبغتها الجديدة اي الصبغة الشطرية ( ألوية العمالقة الجنوبية) رغم أن بعض قياداتها لايحبذوت تلك الصبغة

كان القصد من هذه التسمية هو تجريد هذه القوة من ولائها لليمن الام حين تم تحويل ساحة المعركة لتلك التشكيلات من الغرب إلى الشرق

بعد أن كانت في الساحل الغربي لليمن تم إعادة توجيهها إلى شرق اليمن الى محافظة شبوة النفطية لتسند لها مهام مزدوجة قتال الحوثي وتقليص دور حزب الإصلاح في أن معا

الحرب المزدوجة

أن التوجه السعودي الإماراتي في الحرب المزدوجة ضد تيار الإخوان المسلمين ممثلا ب(حزب الإصلاح) وتقليص دورة في المناطق المسمى محررة بالتزامن مع القتال ضد الحوثي اخذت معالمه تتكشف تدريجيا ليتم تحميل هذا الحزب كل تبعات الإخفاق العسكري السعودي الإماراتي في اليمن

وتوصم كامل القوات التابعة لما يسمى الجيش الوطني التابع لما تسمى الشرعية بالعداء ليتم استهدافها بين الفينة والأخرى بغارات متعددة من التحالف يتم تبريرها من ناطقه الرسمي فيما بعد بالخطأ

و القصد منها تحييد دور تلك القوات والاستعاضة بالتشكيلات الجديدة

التهام الصنم

كانت المملكة العربية السعودية الداعم الرئيس لحركة الإخوان المسلمين في اليمن
لغرض محاربة المد الشيوعي واحتواء الثورات التحررية القومية في المنطقة العربية وتنفيذ الأجندات الغربية

غدت جماعة الإخوان المسلمين هي المستقطب الاول لاغلب الدعم السعودي في سبعينيات القرن الماضي ومطلع الثمانينات وماتلاها لتنشئ المدارس والمعاهد الخاصة بها
والمساجد والمراكز والمطابع والسرايا والجيوش وكثير من الاستثمارات
وتسند لتلك الحركة مهام التوجهات الفكرية والعقدية في اليمن في إطار إدارة الصراع انذاك

أدارت حركة الإخوان المسلمين مع السلطة حينها الحرب في المناطق الوسطى في اليمن ضد الجبهة الوطنية الديمقراطية فصيل مسلح جناح الحزب الاشتراكي اليمني في سبعينيات القرن الماضي

من الدعم السعودي للحركة في اليمن تعاظم دورها وتغلغلت في كل مفاصل النظام آنذاك

وعند تحقيق الوحدة اليمنية كانت أغلب قيادات الحركة ترفض تماما لتلك الوحدة من منضور أن لايجب التوحد مع نظام شيوعي ملحد الا بعد القضاء عليه وإيجاد نظام بديل

عند تحقيق الوحدة قبلت بها حركة الإخوان على مضض حينها انسلخت الحركة من عبائة المؤتمر الشعبي العام
لتؤسس حزبها المعروف (حزب الإصلاح)
مع استمرار الدعم السعودي أصبح هذاالحزب شوكة في جسم الوحدة اليمنية ليقود المناكفات مع الحزب الإشتراكي اليمني ويمارس شتى صنوف الصراع والإغتيالات لكوادرالحزب ويتربص بكل صغيره وكبيرة إلى أن تفجر الصراع في صيف العام 1994م

تمكن حزب الإصلاح من تنمية قدراته وتعزيز مواردة والنمو والتوسع بعد حرب صيف94م والانتصار ليتم نهب الجنوب ويصعد حزب الإصلاح إلى السلطة والتشارك بندية مع المؤتمر الشعبي العام بعد تقليص دور الحزب الاشتراكي اليمني

من هذه المحطات استطاع حزب الإصلاح وقياداته تكوين ثروات طائلة ويزداد دوره اتساعا ليتوج ذلك ابان ماسمي بالربيع العربي الذي اعتلى هذا الحزب منصاته واخذ ينعث في كل ما كان مشاركا فيه والسعي لتفكيك الدولة واعادة ترتيبها ليستحوذ على النصيب الأوفر من مقدرات هذه الدولة ويتغلغل في مفاصل الجيش والأمن عبر بوابة اللقاء المشترك

عقب تنصيب عبدربه منصور هادي
سعى حزب الإصلاح الى المشاركة في تفكيك المؤسسة العسكرية والأمنية بذريعة الهيكلة

ليصعد نجم حزب الإصلاح في صراع قادته مع الحوثي في عمران ليعقبها مضاهرات الحوثي التي وصلت الى صنعاء وما تلى ذلك من هروب عبدربه منصور هادي ليلتحق به جملة من قيادات وعناصر حزب الإصلاح ويندفعون للاستحواذ على ما تبقى من هياكل الوطن

كان حزب الإصلاح وحلفائه قد أخذوا النصيب الأكبر من حلقات الدولة المهاجرة

تغلغلوا في حلقات صنع القرار كما تغلغلوا في مكونات قيادة الجيش المسمى وطني والأمن وانتشروا إنتشار الريح في الهشيم

سيطر حزب الإصلاح وأنصاره على نسبة 70%من دولة المهجر

و70%من إعلام هذه الدولة التعيسة

كما اخذت قنواته الخاصة تكيل برامجها الهابطة الغيرموجهة شتما وتجريحا وسخرية وتهابل على كل شيء لدى الحوثي وصالح إبان تحالفهما

تلك البرامج لم يكن الهدف منها التنوير أو اضهار السلبيات اوخلق رأي عام إيجابي
وانما كان الهدف كيوميديا مضحكه ناقدة لاقاويل فردية

اخذ حزب الإصلاح يتمدد في الخارج من خلال شبكات الاستثمار لأعضائه

حيث نالت تركيا النصيب الأكبر من استثمارات قيادات وخطباء الساحات ابان ماسمي بالربيع العربي مثل استثمارات توكل كرمان في العقار والإعلام

او شبكة من المستثمرين في المزارع والعقار واسطبلات ومزارع تربية الخيول أو سلسلة استثمارات في التجارة والمطاعم والفندقة والسياحة في كثير من البلدان
هذا التمدد كان له جذوره المغذية في الداخل من خلال الاستحواذ على نصيب الأسد من هياكل الدولة ومن موازنات تلك الدولة المهاجرة

كانت دول التحالف السعودي الإماراتي في بداية التدخل في اليمن تدفع الملائيين لتتلقف اغلبها ايادي حزب الإصلاح عبر شبكة من مراكز الصيرفة المحمية من هوامير سلطة هادي
تلك المراكز تمارس التحويلات المالية والتمويلات لمشاريع مشبوهة وممارسة المضاربة بالصرف والاسعار داخل ماسميت مناطق الشرعية أو المناطق المحررة

أدركت السعودية والامارات في وقت متأخر أجزاء من ممارسات حزب الإصلاح و ما يعتمل فذهبتا لإنشاء شبكة مماثلة من مراكز الصرافة والتحويلات عبر عملائها المستحدثين

وكان تغلغل حزب الإصلاح في استثمارات الأراضي والعقارات أو في التجارة والتوكيلات والاستيراد والتصدير وفي كل الشبكات الربحية اتاحت أمامه فرص كثيرة أهمها المضاربة بالصرف والاسعار

إذا انهارت العملة تتلقفها التجارة وإذا انتكست التجارة تتلقفها العملة وفي كل الحالات هو الرابح

أن المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده وداعميهم الامريكان والبريطانيين يرون أن السبب الذي من أجله تم إنشاء جماعة الإخوان المسلمين قد انتهى
ومن المسلمات ضرورة انهائهم من كل مناطق الشرق كي لايشكلون خطرا على الأنظمة الحليفة
اي التهام الصنم

حاليا في اليمن يتم اجتثاثهم من كل مفاصل الدولة
من اجل ذلك توجه التحالف وأدواته في اليمن إلى قيادة معركة أخرى ضد حزب الإصلاح في المناطق المسمى محررة لتقليص دوره وتحجيمة وصولاً إلى إقصائه كي لايكون له وجود فاعل في أية تسوية قادمة
وحاليا يتم التعامل فيما تبقى من جذورة في محافظات ابين وشبوة وحضرموت والمهرة وهي المرحلة المكملة لمحافظات عدن ولحج والضالع وسقطرى
لكن قد تكون هناك عقبات ومحاذير وهزات ارتدادية خطيره قد تربك وتعطل مخططات السعودية والإمارات

اما الحوثي رغم صراعة المستمر مع هذا التحالف إلا أنه سبقهم في تجفيف بعضا من أوكار الإخوان ممثلا بحزب الإصلاح في المناطق الخاضعة لسيطرته واستطاع تجفيف بعضا من منابع اسقائه والإبقاء على البعض خاملا دون نشاط

الشرعية البديل

أن ممارسة التحالف للموت البطيء للشرعية اليمنية وانهاء تواجدها في المناطق المسمى محررة من خلال تقسيم الحكومة اولا
وإشهار الجيش والأمن الشطري والجهوي والمذهبي وإبراز دوره

في مقابل تحجيم والغاء دور جيش الشرعية المسمى الجيش الوطني

وابعاد عدد من القادة التابعين للشرعية من الوزراء والمحافظين ممن لايتماهون مع مخططات السعودية والإمارات من كل مفاصل الدولة والحاقهم بسلسلة الكوادر المبعدة
واستبدالهم بقيادات تابعة للتحالف لتنفذ اجنداته

كما أن هناك تسريبات حول إعادة هيكلة مؤسسة الرئاسة اليمنية وهي اخر حلقات
إعدام الشرعية اليمنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى