أحدث الأخبارالسعودية

المملكة العربية السعودية تحالف إعدام الشرعية اليمنية

مجلة تحليلات العصر الدولية - احمد محمد سعيد

الحلقة الخامسة

قلنا في الحلقات السابقه أن دول ماسمي التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية بقيادة المملكة العربية السعودية جاءت في العام 2015م إلى اليمن وهي تحمل اهداف معلنة أهمها
دعم الشرعية اليمنية وإنهاء الانقلاب الحوثي وقطع اذرع إيران وإزالة التمدد الفارسي في اليمن

فكأن اعلان سفير المملكة العربية السعودية من العاصمة الامريكية منتصف ليل ٢٠١٥/٣/٢٦م بداية انطلاق (عاصفةالحزم) كما اسموها لهذه الأهداف

هذه الأهداف المعلنة قيل إنها بطلب من الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي الذي صرح لاحقا أنه لا علم له بذلك وانما تم إبلاغه بعد الضربة العسكرية

الأهداف المعلنة تلك لم تكن إلا غطاء لأهداف خفية سعت المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده وخططت لتحقيقها منذ بداية تدخلهم في اليمن ومنها

33/ التدمير الممنهج للاقتصاد اليمني

كان الاقتصاد اليمني متماسك رغم الهزات العنيفة التي تعرض لها ابان ماسمي ب (الثورة الشبابية السلمية) على غرار ماحدث ابان ما أطلق عليه (الربيع العربي) وما حدث لاحقا من تسليم السلطة ل(عبد ربه منصور هادي) وتشكيل الحكومة الجديدة وماتلاها من إجراءات وتغييرات وماتلا ذلك عقب استقالة عبدربه منصور هادي واعتزازه وهروبه من صنعاء إلى عدن واستيلاء أنصار الله على مقاليد الأمور في صنعاء كل ذلك لم يؤثر كثيرا بالاقتصاد وتماسكة حيث حافظ سعر الريال اليمني على ثباته النسبي أمام العملات الأجنبية حيث كان سعر الدولار أمام الريال اليمني 214,5 ريال وسعر الريال السعودي 51 ريال يمني
وكان البنك المركزي اليمني وبما يملكة من قدرات اقتصادية مسيطرا على مفاصل الاقتصاد سيطرة مشهود لها ويدفع رواتب الموظفين والجنود ويسير الجهاز الإداري للدولة في كل الموازنات التشغيلية من أقصى اليمن إلى أدناه واستمر على ذلك
إلى أن تم اعلان عاصفة الحزم والتدخل السعودي في الشؤون الداخلية اليمنية وسحب البنك المركزي الى عدن حينها مارست المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده خطوات ممنهجة لتدمير الاقتصاد اليمني وضرب العملة اليمنية وصولا إلى إيصال العملة الوطنية إلى الحضيض وجعل قيمتها تضمحل وتتهاوى أمام العملات الأجنبية ليرافق ذلك رفع اسعار السلع والمستلزمات الى عشرين ضعف الاسعار السابقة وتجويع الشعب اليمني والتلذذ لمعاناته كابشع صور الانتقام التي لم تمارسها حتى النازية ابان الحرب العالمية
أصبح الموظف اليمني أو الجندي يجد راتبة لايساوي قيمة دقيق القمح فقط دون سواها بما بالنا بالذي لا يملك مصدر دخل وفوق ذلك مارست المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده سياسية الموت البطيء للشعب اليمني من خلال توقيف المرتبات لما يقارب العام عن الجنود في الجيش اليمني

أن التدمير الممنهج للاقتصاد اليمني من قبل المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده شمل الجوانب التالية

اولا ضرب البنية التحتية للاقتصاد

ا/ قصف وتدمير المصانع اليمنية واهمها مصنع اسمنت البرح ومصنع اسمنت عمران وباجل ومصنع الحديد والصلب في لحج ومصنع الكابلات في لحج ومصنع البطاريات لحج ومحطة الكهرباء البخارية في المخاء تعز وضرب كابلات وتعطيل محطة الكهرباء الغازية مارب
وتعطيل عمل المحطة الكهرو حرارية في عدن
وضرب وتدمير المئات من المصانع والمعامل والمزارع والورش والمجمعات التجارية والأسواق لتيسبب ذلك تجويع وتشريد مئات الآلاف من الأسر العاملة وحرمان اليمنيين مئات الآلاف من فرص العمل التى كانوا يعملون بها ليلتحق هؤلاء في ركب الفقر والجوع والتشريد والحرمان

ب/ تعمدت المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده اولا الى تعطيل العمل في حقول انتاج النفط والغاز وموانئ التصدير وتجييش تلك الحقول والموانئ وصولا إلى استنزاف ونهب تلك الثروة تحت ذريعة أن عائد صادرات النفط والغاز تذهب رواتب لرئاسة الجمهورية والحكومة ومجلسي النواب والشورى في الخارج والسفراء والمستشارين وكل هؤلاء الجيوش من القادة الوهم في المنافي ولا تواجد لهم على الأرض اليمنية وبهذه الأعمال والذرائع استطاعت المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده من حرمان الشعب اليمني من حقه في ثرواته النفطية والغازية مع الإبقاء على الفتات منها لعملائها في الداخل في مأرب وشبوة

ج/ عمدت المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده الى عسكرة الموانئ اليمنية والمنافذ الحدودية وتحويلها لاستقبال كل أصناف البضائع من دولهم واستقبال مختلف أصناف الأسلحة والمعدات العسكرية دون أية عوائد وطنية من ضرائب اوجمارك وغيرها

د/بسطت المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده سيطرتها على السوق اليمنية وتحويلها إلى سوق مفتوحة مستباحة لكل اصناف البضائع من بلدانهم دون رقيب اوحسيب
حيث تم جلب كل اصناف السلع والمواد الغذائية والكماليات الرديئة المنتهية الصلاحية الغير صالحة للاستهلاك البشري وكذالك أصناف الأدوية والمستلزمات الطبية الرديئة ومن كل الأصناف التي انتهت صلاحيتها في بلدانهم ليتم إعادة شحنها وتصديرها للشعب اليمني وباسعار تنافسية

أن ملايين الأطنان من تلك السلع تصل للموانئ اليمنية والمنافذ الحدودية لتتحول اليمن إلى مقلب للنفايات من المواد المشعة والمسرطنة المنتهية والتي تسببت في زيادة الأمراض السرطانية والأوبئة التي أصابت الشعب وارهقت كاهل المواطن فوق ماهو عليه واستنزفت مدخرات كثير من الأسر للعلاج في الخارج

أن كل البضائع التي تصل إلى اليمن من تلك الدول تتم دون عوائد لليمن من جمارك أو ضرائب وان كان هناك هامش بسيط جدا يذهب لعملائها ومرتزقته وليس لخزينة الدولة

ه/ جعلت المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده ومعهم مؤخرا بريطانيا وامريكا كل الشواطئ اليمنيه في بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر وسواحل الجزر اليمنية سقطرى وميون كلها مياة مغلقة حيث منعت الآلاف من الصيادين من ارتياد البحر والاصطياد المعتاد من المياة الإقليمية اليمنية حيث تتعلل تلك الدول بانها تساعد في مكافحة التهريب
أن منع الصيادين قد حرم مئات الآلاف من الأسر التي تعيش على عائدات الاصطياد من الأسماك كما جعل اسعار الاسماك تزداد بصورة كبيرة جدا في الأسواق اليمنية وتجعل أغلب الأسر اليمنية لاتستطيع شرائها
كما تمكنت تلك الدول وشركاتها العملاقة من الاصطياد الجائر وتجريف بيوض الاسماك والمحار واتلاف الشعاب المرجانية في كل كل شواطئ اليمن

و/ تمكنت المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده من إحداث حالة عدم الاستقرار في كل مناحي الحياة حيث عمدت إلى إشعال السوق اليمنية باسعار خيالية للمشتقات النفطية بلغت اسطوانه الغاز المنزلي إلى عشرة أضعاف سعرها في أغلب مناطق اليمن وجعلت المواطن يبحث عنها فلا يجدها الابشق الانفس
كما ازدادت اسعار المشتقات النفطية الأخرى إلى خمسة أضعاف سعرها السابق لتفوق الأسعار العالمية رغم أننا بلد نفطي كما يقال ليتواصل ارتفاع كل السلع والكماليات الى عشرة أضعاف السعر السابق ودون توقف

ز/ عمدت المملكة العربية السعودية إلى تشديد الخناق على المغترب اليمني في أراضيها واستدالة بعمالة من شرق آسيا
وتعقيد الإجراءات ضد المغترب اليمني وفرض إجراءات وقيود إضافية وصولا إلى طرد أغلب المغتربين اليمنيين وبصورة جماعية من جنوب المملكة وشرقها
تلك الإجراءات حرمت نسبة كبيرة من الأسر إليمنية من مصادر رزقها واضافة اعباء اقتصادية جديدة على كاهل اليمنيين

ح/ أن الإجراءات العقابية الممنهجة للشعب اليمني واذلاله وحرمانه من ثرواته وحقوقة في الحياة والعيش الكريم هو عمل ممنهج ومقصود من قبل المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده ومن ساندهم في غيهم وتعاليهم حيث لم يشهد الشعب اليمني هذه الكوارث في عصرنا الحديث إلا بسبب هؤلاء

كما أن تعطيل المملكة العربية السعودية وحليفتها الامارات العربيه المتحده كل مصادر الاقتصاد الوطني اليمني المشار إليها أنفا وتعطيل صادرات اليمن وسحب البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن وتعطيل عملة واغراق السوق بالالاف من وكالات الصرافة عوضا عن البنك لسحب العملات الأجنبية واغراق سوق النقد اليمني بمزيد من طبعات العمله الوطنية وايصال سعر العملة المحلية إلى الحضيض مع استمرار التدهور دون توقف واشعال الغلاء وجلب الوباء للشعب وتمزيقه وتقطيع أوصاله وتمكين عملائها من العبث بقدراته
هو عمل مقصود ومدروس ومخطط له وذلك لتحويل الشعب اليمني إلى ركام من الإبادة الجماعية بالفقر والجوع وجلب الأوبئة والأمراض الفتاكة وجعل الشعب اليمني يتابع قوت يومه ولايحصل عليه الا بالكاد
أن إذلال الشعب اليمني واحتقار وتجويعة سيكون له عواقب وخيمة وسوف يسجل التاريخ للملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في صفحاته السوداء ولن يغفر الشعب اليمني أو يرحم لهؤلاء مهما تقادم الزمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى