أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

المناطقية وأثرها على المجتمع !!!

مجلة تحليلات العصر الدولية - فضل الجنيد.

قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} من سورة آل عمران- آية (103)

ـ على مدى عقود من الزمن والأنظمة التى حكمت اليمن كان حكمها خاطئ وغير منطقي وهذا شيء مؤكد، ومن الواضح أن أي حكم يقوم يجسد مبدئ العدالة والتعايش والحب والتسامح والمساواة بين الجميع بدون أي تفرقة مناطقية أو نزعة عنصريه أو مذهبيه، ومعاقبة من يقوم بذلك.
لكن للأسف الشديد حدث عكس ذلك تماما طوال المراحل الماضيه !! كانت النعرات المناطقية تنموا وتتوسع بشكل مخيف تحت نظر وإشراف الدولة، وكان يحرص آلنظام السابق على تغذية هذه الورقة وإستخدام سياسة فرق تسد كورقه تظمن له الحفاظ على المنصب كما يظن! بغض النظر عن نتائجها وظررها فيما بعد على الشعب.
كان يرعى ذالك ويعطي الضوء الأخظر للجماعات آلمتطرفة لزرع المناطقية ونشر ألأحقاد وتفكيك النسيج الإجتماعي في أوساط المجتمع، وزرع الخلافات آلحزبيه بين مختلف المكونات وشكلت مؤخراً منعطفاً خطيراً ترتبْ عليه مأسي كثيره لاسيما في هذه آلمرحله من آلعدوان. حيث أستطاع المستعمر الخارجي إستغلال هذه البيئة المفككة والمشحونة عقائديا والمختلفة في أفكارها وسياساتها، وانعدام الثقة بالآخر فتوفر لهُ مناخ مناسب جداً لنجاح مشاريعه الإستعمارية الهادفة إلي إحتلال اليمن والسيطرة على مُقدراته وثرواته.؟؟

تلك آلسياسات كانت تمثل موطئ قدم للقوى الخارجية في تثبيت معادلة الصراع وإغراق اليمن بالمشاكل والحروب آلعبثيه من خلال تقديم ألدعم المالي والعسكري لبعض الأحزاب والقوى آلمرتبطه بالخارج، والتي تمثل يداً قذره لظرب الشعب من الداخل، وهذا مانجده اليوم قائماً، وكانت نتيجته سيئة للغايه من خلال التصفيات العرقية والمناطقية وعدم القبول بالآخر.
في هذا السياق أخذٓ الصراع بُعداً أخر وشكل مخيف جداً لم ينتبه له الناس إلا من خلال هذه الحرب التي أختلط فيها ألحابل بالنابل وتم توظيف مختلف الأوراق فيها ومن خلالها سقط الكثير من أبناء الشعب في شباك العمالة والإرتزاق والإرتماء باحظان الخارج.!!!
في غضون تلك ألفتره
سابقاً كان هناك صوت حر ومناهض لهذا التحرك المشبوه والشغل الإجرامي واللا مسؤول، وكان يمتلك آلمشروع والرؤية الجامعة والفكر البناءا الذي يظمن مصلحة اليمنيين بشكل عام، ويحمل هموم وتطلعات وطموحات الشعب كل الشعب بعيداً عن المؤثرات الخارجية والسياسات الخاطئة الرامية إلى تفكيك وتقسيم وبعثرة وتجزئة الجمهورية اليمنية إلى كانتونات متصارعه.

وكان هذا الصوت واضح ويطمح به كل يمني، لكن للأسف الشديد كانت القوى الخارجية تستحكم بالبلدان العربية وتمرر مشاريعها الإستعمارية عن طريق الحكام العرب، الذين تحولوا إلى أقسام شرطة لتنفيذ مخططات الاستعمار الجديد لواشنطن التي قامت في تلك المرحله بزرع الفكر الوهابي في المنطقه ووضعت له الترتيبات اللازمة لنشره عن طريق آلـ سعود
وكان معروف آنذاك أن هذا الفكرصناعة أمريكية يوظف لظرب الشعوب من الداخل وخلخلة وظعها وتفكيكها مذهبيا، ومناطقيا ،وزرع الخلافات والعداوات بين المجتمع الواحد بتنفيذ سعودي تكفيري، وإشراف أمريكي! ، ولعب الفكر الوهابي دوراً كبيرا في ظرب النسيج الاجتماعي تحت رعاية النظام السابق الذي وفر له كل الإمكانات وفتح له جميع النوافذ وأمن له إلإنتشار، ومكنهُ من المشاركه في السلطة والتحرك رسميا بدون قيد أو شرط ،ومعاقبة من يخالفهم في الرآي والتحرك لظربهِ عسكرياً

الصوت الذي ذكرناهُ انِفاً المناهظ لهذا الإرهاب الفكري والرافض لهذا الواقع المزيف هو صوت السيد: حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه،
لقد تحرك مبكراً بنظرة إستباقية؟ كشفت هذا المخطط ونتائجهُ في المراحل المقبلة وأثرهُ المدمر على اليمن ارضاً وإنساناَ.

وحذر من خطورة ذالك بقوله: بأن هذا الفكر يُعَد مقدمة الإستعمار للعالم العربي والإسلامي، بمعنى آخر أنهُ عبارة عن فتره تحضيرية تُمهد لمرحله إنتقالية تسعى واشنطن من خلالها إحتلال الشعوب والإستفادة منهم في تنفيذ مخططاتها، وإستخدامهم كـ شماعة للتدخل المباشر والسيطرة على البلدان العربية بشكل غير مكلف وبدون خسارة، تأتي وقد تهيئت لهم الأجواء لتنفيذ أجندتها بسهولة، حيث وقد أصبحت الطرق للعبور معبدة.
مستفيدةً من الحاظنة الشعبية المعقدة والمدجنة والمحبطة والمختلفة في الرأي والمشتتة في التوجه نتيجة التعبئة الفكرية، والتحريض الطائفي والتفكيك الإجتماعي ،والمناطقي الذي أثارهُ الوهابيون بمساعدة الحكام في أوساط المجتمع اليمني.؟

مؤخراً قامت واشنطن بتنفيذ المرحلة الثانية بتحريك “القاعدة وداعش” والتي ُُولِدت من رحم الفكر الوهابي التكفيري! وتم توظيفهم عسكريا بطريقة دموية ووحشيه منسلخةً من كل المبادئ ،والقيم بدايةً من أفغانستان مروراً بالعراق وسوريا وصولاً إلى اليمن.

وتم تحريك التكفيريين كورقة ضغط على الشعوب والحكومات لأخذ مبرر شرعي ومطية لتدخلها المباشر في الإحتلال والسيطرة، وكانت بنفس الوقت قياس لردة فعل الشعب اليمني وأخذ رؤيه عن المشروع التكفيري والنظر في ثمرته هل كانت مجدية. وتم تنفيذ المخطط بنجاح من
من خلال تخدير العقول وزرع اليأس وسيطرة ثقافة الضعف، والجمود وتجريد كل عوامل القوة ،واصبح الشعب غير قادر على المواجهة والمعارظه ، لكن رغم كل هذا الإرهاب الفكري وسياسة التمزيق والبعثره أصبحت مفضوحة وتم كشف هذا المخطط بتحرك مغاير يوازي التحرك الأمريكي، وذلك من خلال تتويج ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي أسقطت قوى النفوذ وأنهت حقبةً من الرضوخ والهيمنة، ووحدت فكرة اليمنيين، ووضعت اللبنات الأولى للدخول في مرحلة جديدة تصحيحية نهظوية بناءة، تراعي كل مصالح اليمنيين وتحقق السيادة والإستقلال بعيداً عن الوصايا وحكم السفارات، والقضاء على مشاريع التدمير التي تغلغلت في البلد ،ودحر القاعده وداعش باكثر من محافظة، وإخراج الأوراق المُبيتة إلى الطاولة وكشف ارتباط هذه القوى ،ومن يقف خلفها بواشنطن.

أخذت هذه المرحله مخاضاّ كبيراً سياسياً، وعسكرياً وامنياً
شعرت واشنطن والسعودية عقب ذلك التحرك الثوري بالخطر الكبير بنهاية اياديها في الداخل، فقامت بالتحضير لشن العدوان على اليمن لإنقاذ أدواتها المنهارين واستعادة تموظعهم من جديد، ولكن في الوقت الضائع وغير المجدي، إلا أنه وللاسف الشديد استطاعت دول العدوان أن تبقى لها حاضنتها الشعبية التي أثرت عليها سابقا عبر أدواتها من الأحزاب الذين انخرطوا عسكريا مع تحالف العدوان وقدم لهم الدعم المالي والعسكري والمساندة الجويه لهم وتوظيفهم في أكثر من جبهة على طول وعرض جغرافية الجمهورية اليمنية لمواجهة القوى الحرة الوطنية.

وهذا ماساعد دول العدوان بشكل رئيسي في إطالة أمد الحرب والصراع في اليمن،
فالمنخرطين عسكريا معهم دوافعهم متعددة بحسب التعبئة السابقة، فـ نجد من تدفعه المناطقية ومن تدفعه الحزبية ومن تدفعه المادة، بمعنى أن المرحلة القائمة حاليا ومخاض الصراع فيها هي نتيجة طبيعية أفرزتها المراحل السابقة، والتي كونت هذه الفجوة المهولة.

إذن: سياسة اليهود قائمة على التفريق والبعثرة والتقسيم منذ زمن طويل، وما ذكرناه أنفا هو غيظ من فيض، وقطرة من بحر تعصف أمواجه براوئح نتنة.

فـ الواقع العام الذي تعيشه المنطقة هو نتيجة وامتداد لشغل مراحل وليس وليد الحظة، أو أتى بالصدفة كما يظن البعض، مثلا أن الحرب اتت لمساندة الشرعية في اليمن !!

فـ المخطط لم يكن حول اليمن فحسب بل شمل المنطقة بشكل عام، ووظفت له مختلف العناوين، وتكتمل آلصوره لتبين لنا حقيقة العدوان والمناطقية والمذهبية والعرقية وكل أنواع الحرب حاليا في بلدنا هو بين قوسين (تحصيل حاصل) كما قال السيد القائد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله.. والعاقبة للمتقين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى