أحدث الأخبارشؤون امريكية

المِثْلِيَّة كتعبيرٍ عن جموح الغرب.. لماذا نختلف مع بايدن الذي يريد رفع اعلامها؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - علي الزعتري

▪️الخطيئة موجودةٌ منذ قرون خلت و ستستمر ما بقيت البشرية. و تخفيف وطأة الخطيئة هو عملٌ مارسه البشر و سيبقى مع الإنسان. لا نُكران لحقيقةِ الخطيئة و إنكارها أو قبولها. و لا نُكران أن المجتمعات تنظر للخطيئة من زوايا مختلفة فالبعض يراها جريمة والبعض يراها حقوقاً مشروعة. الخطيئة المرفوضة أو المُجَرَّمة تبقى مستورةً طالما لم يُجاهر بها الإنسان و إن جاهرَ بها فالعاقبة تتراوح بين الشعور بالخزي و عقوبة القانون.

▪️بمجتمعاتنا كما بمجتمعات كثيرة فإن الزنى و الاعتداء على الأعراض و ملاحقة الفواحش هي من الخطايا الكُبرى و من الجرائم القبيحة و أبغضها عند مجتمعاتنا كل ما يتصل بالعلاقات الجنسية بين الرجال و بين النساء.

▪️ لكن كلمةُ المِثْلِّيَّةُ تُستخدمُ اليوم تعبيراً مخَفَفاً لما نُعَّرفهُ نحنُ بأفعال قومِ نبي الله لوط وهم أول من ابتدعها في البشرية فخسف اللهُ بهم الأرض. نحنُ لا نقبلها ولا نرضاها. لذلك، نحنُ لا نقبلُ دفوعات مناصريها في الشرق و الغرب و هي الدفوعات الإجتماعية و القانونية و السياسية التي تقبل هذه الخطيئة و تروج لها وتُعاقبُ من يرفضها.

▪️نعلمُ أن المِثليةَ موجودةٌ ببلادنا لكنها تبقى عملاً قبيحاً و مرفوضاً و إن مارسه البعض فيبقى مستوراً دون مُجاهرةٍ أو ترويجٍ. و نَعلَمُ أن الشرعَ عالجَ هذه الخطيئة بنصيحة و بعزلِ أصحابها و بتعزيرهم و ندركُ أنه قد يكون من مُبِررٍّ قوي بأيامنا السوداء هذه لأن يتعامل الشرع مع المختصين لإعطاء إجاباتٍ و سُبُلَ تعاطي مع حالةٍ أصبحت معتادةً ببعض المجتمعات و المِهَنِ بل مقبولةً كوسيلةٍ للتندر المحبب و مادةً ظاهرةً في الإعلام.

▪️ليس هذا موضوع هذه المقالة! موضوعها هو تصريح وزير الخارجية الأمريكي بدعم المِثليةِ عالمياً من خلال رفع علمها بجانب العلم الأمريكي في سفاراته في العالم.

▪️حرٌ هذا الوزير بسياسةِ بلاده المؤيدة للمِثلية كما قال من باب المساواة و حقوق الإنسان لكنه ليس حُراً أن يفرض حريته علينا.

▪️نحنُ لا نريد رؤيةَ هذا الرمز ببلادنا لأن غالبيتنا تعده خطيئةٌ مثلها مثل إرتكاب جريمة إن كان بحق الدين و المجتمع. إن تصريح الوزير و إبرازه للرمز المِثْلي يجتاز مرحلة القبول الحكومي لممارسة هذا الفعل ببلاده، على الرغم من رفض عديد الأمريكيين، لإشهاره والمجاهرة به و ترويجه خارج حدوده. و إن كانت الأساطيل تبحرُ بالمياه الدولية و لا تُبحرُ بالمياه الوطنية إلا مدعوةً أو غازيةً فإن نقل المفاهيم الأمريكية حول المِثلية بغطاء الحقوق يتم عُنوةً.

▪️الوزير يقول لنا أنه سيرفع علم المِثلية ببلادنا و نحن لم نَدْعُ لبلادنا سوى علمَ بلده الرسمي، لكنها طريقتهم ليغرزوا المفهوم المِثلي على أنه غير قابلٍ للهزيمة تماماً مثل علمهم. أنا أختلف مع هذا المفهوم الأمريكي للحرية و حقوق الإنسان.

▪️ينتقي الغرب عموماً الحريات و حقوق الناس بازدواجيةٍ سقيمة. يعني مثلاً لم يكن لآلاف العراقيين الذين قضت عليهم الآلية الحربية الغربية أولاً بالحصار ثم بالقتل مباشرةً ثم بما تركته من معادن مشعة أصابت الناس بأمراض الموت، لم يكن لهم حقوق إنسان.

▪️وأسوق العراق مثلاً على عشرات البلدان التي عاثت فيها الآلة الغربية قتلاً و تشريداً و سحقاً لحقوق الآنسان و في كل القارات.

▪️تقريباً أُبيدت شعوبٌ لأنها بعرف الغرب أشكالها مختلفة و صُنِّفتْ همجاً و كُفاراً أو لأنها لا تتطور بالسرعة و الطريقة المطلوبة من الغرب أو لأنها عقبةٌ أمام المدنية أو لأنها عدو يجب كسر شوكته كما حدث في اليابان. لا حقوق إنسان هناك حين تتضارب المصالح مع أرواح غير الغربيين و يجوز دهسها و رميها وراء الظهور. بالإضافة لكل ما سبق و هو من ما يستمر كممارسةٍ حتى اليوم يأتي الغرب ليقول لنا نحن الشرقيون تحديداً أننا متخلفون لأننا لا نقبلُ المِثلية. و أنه سيرفع علمهم بعواصمنا. و غداً سيشترط المعونات و المساعدات بقبول المِثليةِ و تشريعها و من لا يقبل فلينتظر غضبة الغرب ضده كونه ينتهك حقوق الإنسان. و أنا أكتب كلماتي هذه أظن أنني قد لا أُمنحُ تأشيرة دخول الغرب المتحضر عِقاباً على ما أقول!

▪️قديماً قيل أن الشرق شرق و الغرب غرب و لن يلتقيا. صحيح. كيف يلتقيا حين يفرض واحدٌ على الثاني رؤياه و يعاقبه على رفضها؟ يزجُ الغرب بمفاهيم و رؤى لا نستطيع و لا نريد و لن يكون لنا أن نقبلها. ليته يتوقف عن ذلك. ليته يتوقف لينظر لحقيقية حقوق الإنسان المهدورة المُغتالة منه و بسلاحه و بيد حلفاءه.

▪️لقد أتعبتنا يا غرب و لكني أقول لك أنه لن يوجد بحياتنا قوس قزح إلا ما يرسمه المطر و شعاع الشمس. احتفظ بخرقتك الرمزية لنفسك و عِفَّ عنا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى