أحدث الأخبارالثقافةالصحة

النظرية الخضراء بين الوزون وكوفي ١٩ ..خطأ العلم وتدَخُّل المشيئة

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: د. سعد عبيد حسين

خلال سني العقد الأخير من القرن المنصرم , بدأت سياسات الدول تتنازل عن مكانتها الأخلاقية ( moral standing) في علاقاتها مع بعضها البعض, فأمْسَت تصرفات وتحركات الدول – خصوصا المتكبرة المتجبرة- هُلامِيَّة الصورة, بارغماتية النزعة,حتى عَرَّفت الأخلاقَ بانها غير ثابة ونسبية, فهي تبرر وتعلل لتدحض أو تثبت ما تريد, لِتُكَوِّن الفكرة والتصور الأخلاقي الذي يتناغم مع ما تضعه من معايير, فهي تقيِّم من يستحق من الشعوب أو لا يستحق من إعتبارات أخلاقية,

حيث أنها- تلك الإعتبارات- أعمدة لايمكن بمكان ان يُسْتَغنى عنها في السياسة الدولية, ومن ضمنها ما تعلق بالمتغيرات المناخية, وعلى إثْرِ ذلك إستفهم ستيف سمث(steve smith) وطالباه ( تيم دان, وميليا كوركي) في كتابه(نظريات العلاقات العامة, التخصص والتنوع ) بقولهم((على أي أساس يتم وضع مثل هذه التقويمات الاخلاقية؟…تفسير وفهم القيم الاخلاقية التي ننشدها من اجل الاستجابة للمشكلات الواقعية في السياسة الدولية…مَنْ هم_ أو ما هم_ الوكلاء المكلفون بالوفاء بهذه الإلتزامات؟)),

صحيح أن كل هذا من متبنيات النظرية المعيارية في العلاقات الدولية,إلاَ أن إنفصام عرى العلاقات السياسية نتيجة تغاير فلسفاتها الأخلاقية سيؤدي إلى انهيارها_ نظرية المعيارية- وبالتالي انهيار واحد من أعمدة العلاقات الدولية, فتبدأ الدول, كل على شاكلته في العمل السري العلمي التكنلوجي- خصوصاً العسكري- والنووي, والصناعات بانواعها السلمية او العسكرية, وهنا قد تخطا أو تصيب في تجاربها, والخطا العلمي هنا, أو العمل الصناعي بدون معيار فلسفي أخلاقي – لمصلحتها دون الإلتفات للبقية- قد يؤدي الى كسر الجوانب والقواعد, والاعمدة الاخرى للعلاقات الدولي,

وحسبك ما تبارت وتباهت به الدول الصناعية الكبرى من تقدم على الارض, الاّ انها لم ترعوي_ وهنا تكمن المخاطر_ لما يحتاجه البشر من شم هواء بقدر بالونة طفل, وهو ما يحصل في مشفيات العالم, فما بالك لو أنها – بتصرفاتها الصناعية- تبث السموم والانبعاثات الغازية بانواعها لتلوث البيئة, وتؤثر على طبقة الأوزون, -_فتصور الضرر الذي سيلحق على البشرية, بل كل ما, ومن تنفس على الارض_ وهذا الأخير ماتبنته النظرية الخضراء في العلاقات الدولية, وعلى الرعم من تعقيداتها وتشعباتها السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية – الجندرية -, والصناعية, وما رافقها من اخطاء ونجاحات وإخفاقات علمية, إلاَ أن المستفيد- الدول المصنعة_

منذ الحرب العالمية الثانية وإلى يومنا هذا, لم تصل او تتفق على صيغة نهائية للحد من تلوث البيئة ومخاطر مايحل بالمناخ نتيجة الانبعاثات السامة, فلم يوقفها أو يردعها شيء, إلاَ أن ماحصل, من مشيئة, مثل (كوفيد19)_ وكلها تعود لله- بغض النظر عن كونها حرب بايولوجية, او خطأ علمي, مقصود أو عفوي, كلها أوقفت المصانع وإنبعاثاتها رغم أنف البشرية- والقصد الدول الصناعية المستكبرة- لِيُرْتَق فَتْقِ طبقة الأوزون, وماتحدثت به وسائل الاعلام – مثل انترنشيونل جيوغرفك- او المراكز العلمية العالمية المعتبرة, ان فترة سبات معامل الصناعات الكبرى ورغم خسارتها الكبرى, الا ان ذلك ساعد إعادة الحياة للارض, وإطفاء ما تبقى من أوراق النظرية الخضراء المحترقة لتعيد مكانتها كنظرية للعلاقات الدولية الاخرى, وماطرحناه الاّ رؤية قابلة للنقاش والتلاشي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى