أحدث الأخبارالعراق

النفط ومقاعد البرلمان ، البصرة وجبل النار !!

مجلة تحليلات العصر الدولية

.

حسين فلسطين
✍٢٢ آب ٢٠٢٠

مدينة البصرة و واقعها الرازح تحت وطأة الفقر والبطالة والإهمال الجسيم في البنى التحتية تقع منذ سنوات أسيرة لمخططات دولية وإقليمية وغباء وتنافس محلي غير شريف فالعاملين المحلي والدولي تمكنا من الفتك بأهلها فبُددت الثروات وقطعت كل الطرق المؤدية للتقدم نحو الأمام !

أربعة عقود من النار في زمن الطاغية وحكم البعث كانت كافية لتدمير المدينة وقتل أهلها فأغلب التقارير تشير إلى أن نسبة ما دمر في البصرة منذ تولي حزب البعث مقاليد الحكم في العراق بلغت ما نسبته (٩٥%) كحد أدنى إلا أن هذا النظام الذي دخل حروب ومعارك نيابةً عن الكيان السعودي الوهابي وشقيقه الكيان الصهيوني اعتاد على تصدير ازماته كان دائما ما يلقي باللائمة على الغير وفق “امنية” (ليت بيننا وبين فارس جبل من النار لا ينفذون إلينا ولا ننفذ إليهم !)

لست بصدد الربط التأريخي وخوض تفاصيله المليئة بالشيطنة فالجميع يعرف ويدرك أن سير الأحداث اليوم قريبة لما حدث في الأمس فلا المكر الزبيري انتهى ولا دهاء العاص نضب ولا قطيع النعاج نحر فتولى النطيحة أمر البصرة فعبث بأمنها وسلامة أهلها الاخيار بأساليب شيطانية مكشفوة لأصحاب العقول الراجحة ليتمكن اصحاب الأجندة من ركوب موجة التظاهرات الإصلاحية والمطالب المشروعة والحقة التي ينادي بها كل شريف .

لا يخلو ما يحدث في البصرة الحبيبة من احتجاجات وتظاهرات من البعد السياسي مع تصاعد وتيرة الخلاف ما بين محورين الأول وطني محلي مقاوم والآخر مرتبط بأمريكيا والسعودية يريد اجهاض أي عملية استقرار تشهده المدينة تنفيذاً لإرادة الخارج فهؤلاء احسنوا استغلال التظاهرات وتمكنوا من أطرافها واصبحوا شيئاً فشيئاً يتحكمون بها ليقتلوا سلميتها برصاصتين غادرتين استهدفتا ناشطين مدنيين حيكت مؤامرة اغتياليهما في قنصلية الشر الامريكية في المدينة وذلك في محاولة لإثارة الفتنة والضغينة بين مكوناتها .

لا تقتصر أهمية البصرة فقط على الجانب الاقتصادي الذي سال عليه اللعاب الأمريكي منذ سنوات فالمدينة وفق النظرية الأمريكية المخفية إلى الآن ستكون باب إقصاء المكون الشيعي وجناحه الممانع الذي يمتلك اغلب جمهور المدينة فمن منا لا يتذكر التشييع الرهيب للقادة الشهداء الذي هز أرجاء المعمورة بأعداد تجاوزت المليون مشّيع وهو ما يخيف عملاء السفارة ويقلقهم فهم يدركون تماماً أن البصرة المجاهدة سترفد ممثليها بغالبية المقاعد ال(٢٥) المخصصة لها ،لذلك فهي تعمل جاهدة لتأليب الرأي العام وصناعة رأي مزيف يخدم مصالحها واطماعها في الوقت الذي يرفض خيرة أهلها من نساء ورجال شيبة وشباب محاولة حرف التظاهرات وتغليب طابع السلمية عليها .

طبيعة ما يخطط له التحالف الأمريكي الصهيوني واذرعه البعثية الوهابية هو ضرب المدن الأكثر تمثيلاً للشيعة في مجلس النواب وفي مقدمتها البصرة التي افشلت هذا المخطط بوعي شبابها وحنكة واجهاتها الاجتماعية لأكثر من مرة رغم سعي قوى الشر والإرهاب لأفقارها وتجويع اهلها في ظل تمكين الفاسدين منها وبذلك فإن عدم الاستقرار يعد اوسع أبواب التدخل في شأنها واحتلالها وهذه غاية وأمنية الامريكان واطراف الخليج الوهابي !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى