أحدث الأخبارفلسطين

“النكسة” الإنكسار الثاني، وإقتراب الوعد

*🖋أ. جلال الاغا*
النكسة التي أتت بعد 19 عاماً من النكبة الأولى، في الخامس من حزيران عام 1967 ، يوم أن غفا العرب ولا يزالون عن نشأة الكيان وأطماعه، يوم تقاعست الجيوش العربية التابعة للانظمة عن القيام بواجبها تجاه فلسطين.
ففي هذا اليوم كانت (النكسة) تلك المصطلح التي استخدمته الأنظمة العربية بعد الهزيمة التي لحقت بها في العدوان الصهيوني عام 1967 ضد البلدان العربية، وذلك للتخفيف من وطأة الهزيمة التي منيت بها.
وكأن الضربة التي تلقتها تلك الأنظمة وجيوشها كانت انتكاسة بسيطة ستفوق وتتعافى منها بعد أيام، لكنها كانت نكبة جديدة ومضاعفة؛ كونها أتت من كيان ناشئ وصغير مقارنة بها مجتمعة، ونتيجة المصائب التي أعقبت ما يُسمى النكسة، فقد زادت مساحة الكيان حوالي أربعة أضاعف على ما كان عليه بعد ان احتلال ما يذيد عن 78% من باقي فلسطين الانتدابية والذي كان احتل جزء منها في النكبة عام 1948، كما أنه احتل قبلة المسلمين الأولى ودنس قدسيتها بعد احتلاله للضفة التي كانت تحت الرعاية الأردنية، واحتل قطاع غزة الذي كان تحت السيادة المصرية واحتل سيناء واحتل الجولان، كما دمر سلاح تلك الأنظمة وهي رابضة على الأرض وكأنها كانت تأمن غدر الكيان وهي التي كانت تتشدق بمحاربته وستجعله طعام لسمك البحر، فالعدوان دمر حوالي 80% من القدرات العسكرية لتلك الأنظمة مُخلّفة ورائها ما يزيد عن 20 ألف شهيد واكثر من 40 الف جريح وحوالي 4000 اسير، وما يزيد عن 400 ألف مُهجر مازالوا يعانون.



خمسة وخمسون عاماً والنكسة لم تعقبها نهضة، مازالت آثارها السلبية موجودة حتى الآن، رغم مرور نصف قرن عليها، وفلسطين كانت وما زالت الأكثر تضرراً وخسارة فلم تُحرر ولم يزل أكثر من أحد عشر مليون لاجئ في مخيمات اللجوء الثمانية والخمسون المنتشرة في البلدان الأخرى، كما ولم تعود أغلب الأراضي المحتلة الى أصحابها الحقيقيين.
وأشد من (نكسة 67) نكسة ونكبة “التطبيع مع الكيان”، فهناك أنظمة تلهث إلى إرضائه وتطلب وده وبالمقابل تحارب وتناصب العداء لمن يقاومه دفاعاً عن أرضه ومقدساته.
الأكيد أن الكيان الصهيوني كالغدة السرطانية في المنطقة؛ لن ترتاح وتشفى من آثاره المدمرة إلا بإزالته من المنطقة وجسم الأمة.
ومن يأمن غدر الكيان الصهيوني، كمن يضع الأفعى في حضنه ويأمنها، فليت تلك الأنظمة تتعظ ممن سبقوها.



ولكن برغم هذه الذكرى الأليمة إلا أن الحقيقة تقول والواقع يشير إلى أن الكيان آخذ بالانحسار والانكماش بفضل المقاومة وبفضل تمسك أصحاب الأرض بحقهم فيها ولأن العربي الحر لا ينسى ألمه ولن ينسى ثأره ومن ظلمه وطرده، ولأن الأمة مازالت فيها قلوب حية مشتاقة ونفوس متوهجة تواقة إلى يوم الوعد لتحرر أقصاها ومسراها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى