أحدث الأخبارايرانشؤون امريكيةمحور المقاومة

الهامش الإيراني إستراتيجيا أميركية!

مجلة تحليلات العصر الدولية - حازم أحمد فضالة

البرنامج النووي الإيراني في رؤية الإمام الخامنئي، ورسمه للتوازنات في غرب آسيا؛ ليس ملفًا إستراتيجيًا، إلا أنَّ الملف هذا أخذ مكانه الإستراتيجي في غرب آسيا وصار ألمَ رأسٍ للإدارة الأميركية؛ والإمام الخامنئي غير مهتم بالمفاوضات مع أميركا وليس مقتنعًا بها!.
القُرَّاء كتبوا وقالوا عن فترة بايدن بأنها سوف تستغرق أول سنةٍ من عمرها في الداخل الأميركي، ولن تخرج من حدودها الجغرافية إلا بعد مضي سنة في أقل الحسابات، لكن الذي حدث هو كلمة واحدة من الإمام الخامنئي عندما قال بأننا لن نعود للمفاوضات حول برنامجنا النووي ما لم ترفع أميركا العقوبات كلها عن الجمهورية الإسلامية… ورسم القائد الخامنئي موعدًا نهائيًا لعودتها وإلا فإنَّ الجمهورية سوف تخرج من آليات وضوابط وبنود الاتفاق كلها، الموعد الذي حُدِّدَ هو فجر يوم الاثنين القابل أي: 22-شباط-2021! وجاءت أميركا تمشي على استحياء!

الذي حدث هو أنَّ أميركا ضغطت فورًا على دوّاسة إيقاف عجلاتها، واستدارت بمقودها نحو الشرق، وأعلنت بضعة قرارات لإصلاح صورتها المشوَّهة في نظر إيران، وطلبت من الدول الأوروبية الموقِّعَة على الاتفاق: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا عقد اجتماع غير رسمي مع إيران؛ لتحديد موعد وآلية لبدء المفاوضات التي يسبقها رفع العقوبات بصورة كاملة!.
لا نثق بالأميركي، ولا بسياسته، ولا نرفع القبعة لموقفه، ولا نربط تفاؤلنا بقراراته، لكن الذي حدث هو استدارة في زاوية حرجة استدارها الأميركي نحو ملف لم يكن في قمة أولويات الإمام الخامنئي مثل: تحرير القدس، بناء الهوية، الحضارة الإسلامية، الاستقلال، الاقتصاد… بل كان هامشيًا، لكنه صار في قمة أولويات الأميركي، وهو المحرك الأول للإستراتيجيا الأميركية في جنوب غرب آسيا.

لأنَّ قاماتنا طويلة؛ فإننا نرى بَعيدَكُم قريبًا، ولأنَّ إيماننا وإصرارنا وإرادتنا أصلب من الجبل؛ فإننا نرى مستحيلَكُم ممكنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى