أحدث الأخبارشؤون امريكية

الهبوط الأميركي من المعارك الوهمية إلى التصريحات الوهمية

مجلة تحليلات العصر الدولية - حازم أحمد فضالة

الأميركي المهزوم في غرب آسيا، الهارب من أفغانستان، المقصوف باليستيًا بكف الحرس الثوري في العراق، محروق التنف في سورية، الخاسر في لبنان منذ عام (2000) حتى اليوم مرورًا بحرب تموز (2006) في مواجهة الصهيونية لحزب الله، الخاسر في معركة (سيف القدس) بين قاعدته المُسماة إسرائيل على أرض فلسطين، وبين المقاومة الإسلامية الفلسطينية، المسحوق سحقًا تحت أقدام أنصار الله اليمانيين في حرب الوكالة السعودية.

ما زال يُسحَق تحت مُسَنَّنات العجلة الإستراتيجية المتقدمة للجمهورية الإسلامية بقيادة الإمام الخامنئي (دام ظله ووجوده)؛ في نقطة من الخليج الفارسي شرقًا، إلى البحر المتوسط غربًا، وإلى أقصى أعالي البحار والمحيطات غربًا؛ حيث الأطلسي والكاريبي التي تخضع كلها لجبروت أساطيل ولاية الفقيه (كسَّارة حصار الغرب المتغطرس)، ومن هرمز جنوب إيران إلى بحر عمان وبحر العرب والمحيط الهندي جنوبًا، ليرتدَّ السَّحْق على آثاره إلى هامات قزوين والقوقاز شمالًا.
بعد هذه المقدمة المرآة للواقع نقول:

١- الموعد النهائي لطرد قواعد الاحتلال الأميركي والغربي من العراق يقترب، ولأجل ذلك تتسارع عجلة بلاسخارت (خيْبة الأمم المتحدة في العراق)، تُهرَع للنجف الأشرف ولم يُفتَح لها ذلك الباب العتيق في أحد أزقتها القديمة؛ فتُمنع من لقاء المرجعية الدينية.

٢- تهبط بلاسخارت من المتن إلى الهامش في حركتها، ولاتَ حين مناص.

٣- الأميركي يعمل على رفع اللهجة (العراقية) ضد الحشد الشعبي، وهذا ما نشره على معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، في دراسة بعنوان (فرصة جديدة لأكراد العراق في صناعة الملوك)، للكاتب بلال وهاب، لكن الدراسة كانت في الأول من كانون الأول، أي قبل تلقِّيهم صدمة اجتماع الإطار التنسيقي مع الكتلة الصدرية، وما يُثار الآن ليس إلا الغبار، وإنَّ عاصفتنا هي العتية.

٤- الإطار التنسيقي هو الأصل الذي لا يُثنى، والآن الكرد ليسوا بيد البارزاني كما في السابق؛ بل ثُنِيَ أصل حزبهم على اثنين في معادلة كسرت التوازن لمصلحة حزب الاتحاد، والأحزاب السنية (تقدم وعزم) كسرت كفَّة الحلبوسي، لمصلحة عزم، والبوصلة تشير إلى الالتقاء في حصن الإطار التنسيقي.

٥- الدعوات ضد الحشد الشعبي والمقاومة، ما هي إلا تصريحات هابطة، ينفثها الأميركي شرًّا في العُقَد، لأنه صار خارج قوس رسم الإستراتيجيا، وخارج قوس افتعال المعارك الوهمية التي تقصم ظهره إلى أربعة؛ فهبط إلى مستوى التصريحات.

٦- الأميركي الذي ينفث شرًّا في العُقَد في العراق، ينفث كذلك في أوكرانيا – روسيا، وفي تايوان – الصين، ولا يمتلك (قل أعوذ برب الناس)؛ فهذه نحن نمتلكها، واليد العليا لمحور المقاومة، ولا توجد عُقدة توقف طرد المحتل يوم (31-كانون الأول-2021)، وإلا فهو تعجيل لموعد المنازلة الكبرى، وإنّا لمنتقمون.

(… وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى