أحدث الأخبارالعراق

الهجوم التركي على العراق ((عملية مخالب النسر والنمر))

مجلة تحليلات العصر الدولية

◾مراقب

1- بينما تستعر المواجهة بين تركيا واليونان على خلفية الصراع على غاز شرق المتوسط، تأزمت الأوضاع بين تركيا وجارها الجنوبي المضطرب والمنهك العراق، وذلك بعد الهجوم التركي على العراق حيث شنت طائرة مسيرة تركية غارة في الحادي عشر من أغسطس 2020، على منطقة سيدكان بكردستان العراق في إطار الحرب المستمرة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني.

2- يعود الوجود العسكري التركي في العراق إلى تسعينيات القرن الماضي، إلا أن التدخل العسكري في 2015 ودخول المزيد من الأتراك إلى البلاد ليرتفع عددهم إلى 3 آلاف جندي في معسكر بعشيقة قرب الموصل، كان نقطة التحول في حجم النفوذ التركي في العراق.

3- أدانت الرئاسة العراقية الهجوم التركي على العراق وذلك خلال اجتماع الرئيس برهم صالح مع رئيسي الوزراء ومجلس النواب، كما استنكر الناطق باسم الرئيس العمليات العسكرية التركية شمال العراق، معتبراً أن الهجوم انتهاك خطير لسيادة العراق داعياً الحكومة التركية لوقفها، فيما طالب حسن كريم الكعبي النائب الأول لرئيس البرلمان مجلس الأمن الدولي بالتدخل معتبراً أن الاعتداءات التركية على الأراضي العراقية تهدد العلاقات التاريخية بين البلدين، كما اقترح الكعبي استدعاء السفير التركي في بغداد وتسليمه رسالة احتجاج على تصرف بلاده الأخير واخيرا تم رفض زيارة وزير الدفاع التركي الى العراق احتجاجا على الانتهاكات.

4- دخلت الجامعة العربية على خط الأزمة، وأدانت الأمانة العامة للجامعة الغارة التركية الأخيرة معتبراً أنها توتر العلاقات بين أنقرة وجيرانها العرب، وحتى وزارتي الخارجية في مصر والإمارات رفضا بوقوف البلدين ضد الاعتداءات التركية على السيادة العراقية، مهددين بتصعيد الموقف ضد حكومة العدالة والتنمية ما لم تتوقف عن التدخل في الأراضي العراقية.

5- مبرر الحكومة التركية هو عقد اتفاقيتين بين بغداد وأنقرة الأولي في ديسمبر 1983 سمحت للقوات التركية بالتوغل ثلاثين كيلو متراً شمال العراق لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني، والثانية في سبتمبر 1996 والتي أوجدت قاعدة للقوات التركية في العراق بمنطقة بعشيقة وبالتالي الهجوم التركي على العراق له السند القانوني في تحركات أنقرة العسكرية حسب تفسير الأتراك . وفي 12 ديسمبر(كانون الأول) 2015 تقدم العراق باحتجاج رسمي لمجلس الأمن الدولي ضد وجود القوات المسلحة التركية قرب مدينة الموصل في شمال العراق، وقد رفض الشيعة من قبل التدخل التركي في العراق والجدير بالذكر ان حكومة العبادي ادانت التدخل التركي من قبل، وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن وجود هذه القوات يمثل انتهاك لسيادة العراق من قبل تركيا، بينما قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن هذه القوات موجودة منذ زمن، وبعد اتفاق مسبق وقال إنه لن يقبل سحب القوات التركية من العراق.

6- يمكن القول ان الكاظمي والسفارة الامريكية.. هم من سمحوا للقوات التركية للدخول لشمال العراق وبالتنسيق مع رئيس المخابرات التركي فيدان الذي زار العراق قبل الهجوم بيومين وقد التقى الكاظمي قبل شهر من الان.. وبعد زيارته بيومين حصل الهجوم(( مخالب النسر والنمر)) .
والهدف حتى يقال للرأي العام العراقي ان القوات الامنية العراقية غير قادرة على حماية حدود العراق واراضيه الا من خلال التعاون مع التحالف الدولي وتحديدا الجانب الامريكي..وهذا يهيء الرأي العام لعقد العراق اتفاقية استراتيجية مع الجانب الامريكي.. او على الاقل مذكرة تفاهم تسمح ببقاء القوات الامريكية، وهي الاقرب للتحقيق الامن.

7- تواجه أنقرة انتقادات حادة بعد نشر الرئاسة التركية خريطة مواقع انتشار جيشها في شمال العراق.الخريطة تظهر وجود 37 موقعا عسكريا تركيا ضمن حدود شمال شرق إقليم كردستان العراق، وبعمق يصل في بعض المناطق إلى 40 كيلومترا داخل الأراضي العراقية.كما أقام الجيش التركي حزاما عسكريا على طول شمال العراق، بعمق بين عشرين الى أربعين كيلومترا.وتظهر الخريطة نشر تركيا وحدات عسكرية بالقرب من عاصمة الإقليم أربيل، وكذلك بالقرب من مدن زاخو ودهوك وبعشيقة.

الخريطة أثارت انتقادات حادة، حتى داخل تركيا، فأحزاب المعارضة اعتبرت أن نشر الخريطة بهذه الطريقة، يتناقض مع الطرح المعلن لتركيا الذي يؤكد على وحدة الأراضي العراقية.فقد جاء انتشار الجيش التركي في إقليم كردستان العراق، ضمن عملية أطلق عليها “مخلب النمر”، بزعم تعقب مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية، لكنها أسفرت عن سقوط مدنيين وتدمير أملاكهم.ورغم احتجاج الحكومة العراقية، فإن العملية مازالت مستمرة.أما خطوة نشر خريطة انتشار الجيش، فيراها البعض خطوة تمهيدية تسعى تركيا من ورائها لتثبيت قواعدها العسكرية هناك، على غرار ما حدث في إدلب السورية، التي سبق وأن نشرت تركيا أيضا خريطة مواقعها العسكرية بها.

8- تركيا بلا اشكال تريد السيطرة على هذه المناطق لمنع اقليم كردستان من اعلان دولة كردية قد تشجع الكرد الانفصاليين في داخل تركيا وبالتالي ان الهجوم هو رسالة الى القادة الكرد العراقيين بان يعرفوا حجمهم وحدودهم.

9- ايضا ان تريكا وبموافقة امريكا تريد ان تتمدد في المنطقة بالضد من ايران ولصالح اسرائيل ولترتيب اوضاع الاتراك لحصاد ثمرات ما بعد الحرب الذي شهدته المنطقة في سوريا والعراق اثر عصابات داعش، ولكن هناك من يرى ان تركيا قد تكون حلقة الوصل الى خط الحرير الصيني الى اوربا ان وصل الى ايران وعليه فانها تعمل باهداف مزدوجة.

10- تركيا تريد أن تلعب دورا بارزاً في المنطقة، وتحاول استعادة المناطق التي كان يحتلها العثمانيون، وكان حزب العمال الكردستاني المدخل لذلك لتتدخل تركيا في شمال العراق لضرب مواقعه، ولمنع إعلان دولة كردية منفصلة، في إقليم. كردستان.
ولتركيا أطماع قديمة في مدينة الموصل لا تخفيها، وهي المدينة التي احتلتها على مدار أربعة قرون، والتي حرمتها منها معاهدة لوزان، وادعت تركيا في 2015 أن الوجود العسكري قرب الموصل كان هدفه محاربة تنظيم داعش الإرهابي، لتساهم أنقرة في محاولات إطالة وجود تنظيم داعش في العراق لاتاحة الفرصة للسيطرة على الأكراد.

11- أن تركيا تريد إنهاء الوجود الكردي بالكامل في العراق ثم في سوريا أيضاً، ويرى الأتراك في الأكراد أعداءً للشعب التركي والثقافات الأخرى، ولذلك لابد أن تتوسع الإمبراطورية التركية للسيطرة على العرب وأن تمارس نفس النهج التي مارسته في سوريا بتغيير ديمغرافي وتوسعة نفوذ في سوريا والعراق، والآن تسعى للاتجاه إلى ليبيا.

12- وتشترك تركيا مع العراق في حدود تقدر بـ331 كيلومتراً وتتمثل في حدود محافظة أربيل ودهوك الكرديتين التابعتين لإقليم كردستان، ومحافظة نينوى العربية، ما يجعلها مؤهلة أكثر من غيرها لفرض وجودها على المشهد السياسي في العراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى