أحدث الأخبارالعراق

الواقع الشيعي العراقي.

محمد صادق الهاشمي

تصدّى لحكم العراق على مدى عمره البالغ أكثر من أربعة الآف سنة واكثر ما يقارب 600 ملك، و4 ((خلفاء))، و14 أميراً أمويّاً، و37 أميراً عباسيّاً، و23ملكاً تركيّاً، و9 سلاطين، و4 شاهات صفويين، و37 سلطاناً عثمانياً، الى أن انتهى الحال بالدولة العراقية التي تشكّلت في 23آب 1921(18ذي الحجة 1339هـ)، عبر هذا التاريخ الطويل وعدد الحكّام الكبير جداً نجد أنَّ الحكّام الذين حكموا العراق منذ المبعث النبوي الى عام 2003 أغلبهم بل نسبة أكثر من 95% منهم من المذهب السُنّي.

وهنا في ظل هذا الواقع التاريخي الحاكم بالدم والموت لشيعة العراق نجد ان الشيعة في نضج وتطور واستمرار وبقاء ورسوخ.

وبنحو جازم يمكن القول ان الشيعة في العراق لايمكن مصادرتهم ، او تهميشهم او جعلهم خارج الخريطة السياسية والوجود الفعلي في القرار السياسي .


ومن هنا أيضا نقول : على الذي يريد ان يهمش الشيعة او يعزل تاثيرهم ان يعيد قراءة التاريخ ويتصالح مع الواقع ويعيد فهمه العابر القاصر ، خصوصا ان الشيعة اليوم اكبر قوة سكانية واقتصادية وجغرافية، جيوبوليتكية توصل الخليج بالبحر المتوسط، وان الشيعة اليوم بعقيدة وسلاح ورجال واستعداد عصي على المصادر ة .

هذا المكون تراكمت لديه الخبرات وترسخت في وجوده الحوزات، وتظافرت في بنائه الرجالات فلايمكن لاحد ان يقفز فوق الهرم الشيعي؛ ليكون سيدهم، وليس امامه الا حقيقة واحدة وهي ان: التشيع اوسع من الشيعة، والشيعة اوسع من الاحزاب، والحاكمية اوسع من الحكم، وان واقع الشيعة الحالي والتاريخي لايسمح لاحد ان يبني وجوده مستندا على الاغيار تحت أي عنوان كان ((وطني او انقاذ))؛ لاضعاف اخوته؛ لان هكذا مقولة دونها خرط القتاد، وهي ضرب من خيال العدم؛ فليس للشيعة الا البقاء والثبات والوجود، ولا يمكن تاسيس أي مستقبل من أي طرف شيعي الا بالشيعة بعنوانهم الحقيقي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى