أحدث الأخبارالإسلامية

الوعي القرآني في ظِل الحرب الناعمة

مجلة تحليلات العصر الدولية - حليمة الوادعي

الجانب الإعلامي الذي بات جانبٌ مهماً جداً في هذا العصر، فهو سلاحاً فعالاً جداً ويلعب دوراً أساسياً ومؤثراً، والأعداء يركزون عليه بدرجة رئيسية جداً في كلِ المجالات، كالاستهداف للناس في الجانبِ الثقافي والديني، واستهداف الحقائق والأحداث والتضليل الحربي والسياسي، ولاسيما أهم مجال بالنسبةِ للعدو استهداف القيم والأخلاق من خلالِ الأفلام والمسلسلات والمقاطع المحرمة التي تنشر الفساد الأخلاقي وتؤدي إلى تدنيسِ النفوس، لِتُنشأ حرباً جديدة تُعرف بالحربِ الناعمة.

وعندما نتأمل نجد أن من يتبنى هذه المجالات ويمول هذه الحرب الناعمة؛ إنها الأيادي الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، المتمثلة في النظام التمويهي العربي الذي يستهدف قيم الأمة بمعول هدم انحلالي خدمة لليهودِ والنصارى، يرعى هذه الحرب والمجالات لأن المسألة كلها لهدف تضليل وإفساد بوسائل متنوعة وبطرق متعددة.

العدو يستخدم الجانب الإعلامي رغبة في المسخ الأخلاقي والفكري، ويركزون عليه تركيزاً كبيراً باعتباره الوسيلة المعتمدة للتأثيرِ على النفوس وزكائها، وبقية الأمور إنما هي تبع لها، حتى الاستهداف العسكري للناسِ يعتبرُ أقل خطراً بالنسبةِ للمجالاتِ الأخرى، لذلك النشاط الإعلامي له دور اساسي في بناء الحرب الناعمة لضياع الأمة الإسلامية وإنفلات الصوت العربي والحركة العربية، لهذا نستطيع القول أنهم أثروا في الواقع العربي الإسلامي ككل، ويؤثرون باستمرار في نشرِ الفساد الأخلاقي بموادهم القبيحة والخليعة التي تقصف القيم في النفوس.

فيما يتعلق بالحربِ الناعمة المضُلة والمفسدة بكل أنواعها وأشكالها يجب إبعاد أنفسنا واقربائنا عنها ومن منطق قول الله تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْـمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَىَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الآية المبارك تتحدث حول تلك القنوات الكاذبة المضُللة التي هي صوت ناعق بالزور وسواس خناس يجب أن ينظرَ الإنسان إليها بسمتوى ماهي عليه من فسادِ، فهي غابة للإنحلالِ والتضليل ينبغي أن يحذرَ الناس منها، أن يتعمم هذا الوعي القرآني في الساحةِ بشكل كبير، وأن الإنسان بمقاطعتهِ لمثل هذه الأشياء المسرطنة يغلق باب من أبوابِ الشيطان التي يعتمد عليه في الإفسادِ لعباد الله، والتأثير على القيمِ الإيمانية والهوية الإيمانية.

الحمد لله فقد منَّ الله علينا بوعي قرآني وأخلاق صادقة تعبر عن هوية أمتنا العربية الإسلامية وخصوصاً قيم وأخلاق شعبنا الصامد، يمن العزة والكرامة، فيجب أن نتبع الحقائق القرآنية الواضحة ونحرص عليها فنحن في غنى عن الحرب الإعلامية الناعمة التي يقودها أعداؤنا في إطارِ سيطرتهم القذرة على أخلاق وقيم أبناء أمتنا.

نخلص إلى أنه يجب علينا أن نبني واقعنا القرآني على اساس ميداني، ويجب أن يكون للوزارات دور فعال في التصدي لمثلِ هذه الزوبعات الإعلامية والفكرية خصوصاً وزارة الإعلام ووزارة الثقافة، لتكوين سلاح ردع فعال ضد الحرب الناعمة قبل أن تدمرَ ماتبقى من الهويةِ العربية والإيمانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى