أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعودية

الوهابية والتدمير الممنهج للقيم

مجلة تحليلات العصر الدولية - الحسين أحمد كريمو

صار واضحاً وجلياً لكل ناظر في الواقع الذي نعيش فيه مدى الإجرام الذي ارتكبته قطعان الصهيووهابية المجرمة في بلادنا العربية خاصة والإسلامية عامة، فقد صارت لطخة عار على جبين التاريخ، والحضارة الرقيمة، لبشاعة وشناعة الجرائم المرتكبة من قبلهم.
وما كان ليتمَّ لهم ذلك إلا بعد أن دمَّروا كل القيم الدِّينية، والفضائل الأخلاقية، والمنظومة التشريعية التي يقوم عليها الدِّين الإسلامي، والمجتمع العربي والإسلامي، وذلك باتباعهم هرطقات وكفريات المخذول أحمد بن تيمية الحرَّاني، الذي لقَّبه ابن المقفع ب”الشيخ ذي اللوثة” أي المجنون، بحيث أن الرجل لم يدع مِدماكاً ولا أصلاً ثابتاً للدِّين إلا وضربه، وقد بدأ بالتوحيد للباري عز وجل فقال: “أنه شاب أمرد يلبس نعلين حمراوين، ويركب على حمار وينزل إلى السماء الدنيا، وعندما تتغيَّظ النار يضع رجله فيها”..
هذا ربهم الذي يعبدونه، ويقتلون الناس إذا نزَّهوا الخالق عن الشبيه، والنظير، والنِّد، والمثل، والجسم، كما أمر الله ورسوله لأنه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى: 11)، بل هو كما وصف نفسه القدوسية في سورة التوحيد والإخلاص، إلا أنهم يُصرُّون على التجسيم والتشبيه حتى أثبتوا ثمانية عشر جارحة لربهم، وقال أحدهم: “لا تطلبوا مني إثبات العورة له”.
ثم انطلقوا إلى النبوة – والخاتمة بالخصوص – حيث ضربوا أساس التقديس للرسول الأعظم (ص) وقالوا عنه أقوال لم يقلها رجال الاستشراق بل قالوا نقيضها، وذلك لأنه لم يدرس أحد سيرة النبي (ص) ومسيرته إلا وأعظمه، وأجله، وأكبره كأعظم شخصيات التاريخ وأكثرهم نجاحاً وتأثيراً في الحياة الإنسانية كما يقول مايكل هارت في المائة الأوائل.
فقالوا عنه: راعي غنم طارش (يرعى الطرش)، وساعي بريد (طارش برسالة)، وخاتم وكان أحد أقزامهم ينزع خاتمه من يده ويُشير لهم به؛ “أنَّ محمداً خاتم”، وما كان ذلك منهم إلا لأن كبيرهم الذي علَّمهم الكفر محمد بن عبد الوهاب كان يقول مأثوماً وملعوناً بقوله: “عصاي خير من محمد لأني أقتل بها العقرب والحيَّة، ومحمد لا نفع منه لأنه مات وانتهى أمره”، وكان ينهى عن رفع الصوت بذكر الصلاة على النبي (ص) فقالها أحدهم بمحضره فنهاه عنها فأعادها سهواً وعلى جري العادة من المسلمين المتدينين فهي شعارهم، فغضب منه وقال: “إن أعدتها قتلتك”.
فحاولت الوهابية بكل جهدها وجهادها أن تشوِّه الصورة القدسية لله تعالى بالتشبيه والتجسيم، ولرسول الله (ص) بالتسطيح والتهميش، ولذا عندما رأوا أن الأمة سكتت على تلك الجرائم المخزية تمادوا في غيِّهم وراحوا ينقضون الدِّين الإسلامي، والشريعة المباركة حجراً حجراً حتى (لم يبق من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه) كما أبلغنا وأخبرنا رسول الله (ص) من قبل.
فالوهابية أخطر حركة سياسية ظهرت في التاريخ الإسلامي على الإسلام لأنها لبست ثوب الإسلام وتسلَّطت بواسطة بني سعود على الحرمين الشريفين، وراحوا يُخاطبوا العالم الإسلامي باسم الإسلام ويفرضوا عليهم أفكارهم الباطلة بالقوة – سيف التكفير، ودولار النفط – فأخرجوا الأمة من دين الله أفواجاً، ولم يقنعوا بذلك فقط بل راحوا يجمعون الجموع ويُدربونها ويُسلحونها ويُرسلونها لتدمير البلاد العربية والإسلامية التي تقف بوجه مخططاتهم الصهيووهابية المجرمة.
وما “صفقة القرن”، وبدعة “الدِّين الإبراهيمي”، إلا مراحل متقدمة في ذلك المشروع التدميري للقيم الدينية، والعربية التي رسمها صبيان النار في “السيستيم” العالمي الذي يُريد أن يسيطر على مراكز القوى، ومنابع القدرة، والأرض المقدسة بأي طريقة ممكنة، وكانت الوهابية المجرمة الحصان الذي ركبه أولئك اليهود لنشر مشروعهم في هذه المنطقة التي أكرمها الله وباركها وطرهم منها وشتتهم في بقاع الأرض، فراحوا يجتمعون للإنتقام منه ومن الشعوب المباركة والمفضلة عليهم لا سيما الشعب العربي والدِّين الإسلامي الحنيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى