أحدث الأخبارفلسطين

الوهم المتبدد” من أكثر العمليات النوعية تأثيرًا على طبيعة المواجهة بين المقاومة والاحتلال

✏محمد حسونة ..
باحث وكاتب فلسطيني

تعد عملية “الوهم المتبدد” من أكثر العمليات النوعية تأثيرًا على طبيعة المواجهة بين المقاومة والاحتلال، كون المقاومة نفذتها خارج حدود قطاع غزة وفي أكثر المواقع العسكرية تحصينًا من جهة، ومن جهة أخرى لاعتبارات سياسية مفصلية، متعلقة بقدرة المقاومة على الجمع بين الحكم والمقاومة، خاصة أن العملية جرت بعد أشهر من تسلم المقاومة مقاليد الحكم بغزة.

أحدثت عملية “الوهم المتبدد” علامة فارقة في الصراع الاستخباري بين المقاومة والاحتلال، مما انعكس إيجابيًا على نجاح العملية وتحقيق غالبية أهدافها. وفي هذا السياق، نجحت المقاومة في تضليل استخبارات الاحتلال على مدار شهور من الإعداد والتدريب لهذه العملية، فعلى الرغم من تقنيات التكنولوجيا الاستخبارية المتقدمة والترسانة التجسسية القوية، إلا أن الاحتلال تكبد فشلًا استخباريًا محققًا، نتيجة عدم القدرة على كشف نفق العملية وإجراءات الاستطلاع والرصد المسبق، فضلًا عن عدم فهم نوايا المقاومة وتقدير إمكانية تنفيذها لعمليات أسر في ذلك الوقت.

دفعت عملية “الوهم المتبدد” المقاومة إلى إعادة النظر في طبيعة المواجهة مع الاحتلال، خاصة فيما يتعلق بقضية تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، إذ إن العملية كانت اختبارًا لقدرة الاحتلال وسقف رده على عمليات نوعية كـ”الوهم المتبدد”، الأمر الذي ترتب عليه صوغ قواعد اشتباك جديدة، كانت سببًا في الحرص على تنفيذ عدة عمليات أسر عام ٢٠١٤م، لعل أبرزها عمليتي أسر الجنديين شاؤول أرون وهدار جولدن. بمعنى آخر، بالإمكان القول أن عملية “الوهم المتبدد” قد نجحت في إعداد مقاتلي المقاومة معنويًا وبدنيًا لعمليات الأسر، من خلال دراسة العملية ومعرفة إجراءاتها وكيفية التعامل مع نقاط ضعف الاحتلال وحتى نقاط القوة لديه.


وفي إطار الحديث عن عملية “الوهم المتبدد”، لا يمكن إغفال أهم مراحلها، وهي مرحلة الاحتفاظ بالأسير والتفاوض على صفقة التبادل، إذ إنه بالرغم من محدودية إمكانات المقاومة عام ٢٠٠٦م، إلا أنها كانت مستعدة لإخفاء الأسير شاليط عن استخبارات الاحتلال وأدواتها. في المقابل، كان لإصرار المقاومة وصمودها الأثر الكبير في تحقيق أفضل نتيجة ممكنة للتفاوض حول الجندي شاليط، حيث تشير مصادر مقربة من قيادة المقاومة إلى أن أول عرض إسرائيلي بالخصوص كان يقضي بإطلاق سراح شاليط مقابل إحجام الاحتلال عن العدوان، ثم زاد العرض إلى رفع الحصار، ثم إلى أسير مقابل شاليط، إلى أن وصل بعد ٥ سنوات إلى ١٠٢٧ أسير فلسطيني مقابل شاليط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى