أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

الى د.محمد شتية مع التحية

مجالة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

هالني حجم التناقض في الواقع الفلسطيني يوم أمس، مشهدان فلسطينيان متضاربان متعاكسان متضادان في الاتجاه مختلفان في البوصلة والأهداف.
الأول مشهد العزة والفخار الذي يسطره شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة المجوع والمحاصر حد العظم ، و هو يهب نصرة للقدس والأقصى في الذكرى 52 لإحراقه على يد يهود.
مشهد يتصدره فدائي يمتشق مسدسه ليصيب قناص نخبة العدو في رأـسه من مسافة صفر، لتصل رسالته العميقة إلى قلب الكرياه، بأن جداركم العازل تحت الأرض وفوقه، والذي كلف المليارات من المال، وسنين من النحت في صخر غزة العصية، ثقبته ونقبته رصاصة محشو بالعزم والاصرار والفدائية والتحدي.
هي في الحقيقة ليست رصاصة بل قذيفة من رعب قذفها في قلب كل صهيوني غاصب على هذه الأرض، بأن ترساناتكم الحربية لن تفلح في حمايتكم من حجر داوود العنيد، تماما كما لم تفلح كل ترسانات أمريكا ومن خلفه قوات الناتو الاوروبية في حمايتهم من غضب واصرار وفدائية الشعب الافغاني الحر المصر على التحرر والانعتاق.
مشهد فلسطيني يلخص العنفوان الفلسطيني المصر على حقه، المؤمن بحتمية نصره، المتحفز لأخذ حقه بيده العارية وإن أدموها.
في مقابل مشهد فلسطيني في رام الله، مشهد مشوه، مثقل بالالتباس، مدجج بالاستعارة، يتقمص فيها الفلسطيني المسلح بترسانة من عدوه، دور من يحتل الأرض ويستبيح العرض، لتنزل هراواته المصنوعة في تل ابيب على رؤوس الأبرياء من أسرى محررين ومن كوادر وقادة وحراكيين ونشطاء، تسربلوا في أصفاد طالما تفرد المحتل في تكبيلهم بعنصريته المقيتة، ونازيته النتنة، وحقده المتنامي.
في الوقت الذي كان فيه داوود الفلسطيني يثور للتحرر من أصفاد وجدران العدو المحتل في غزة، كانت نسخة مشوهة من ذات الفلسطيني تنزل بجهلها بتخلفها بعبوديتها الثقيلة على رؤوس الأحرار في رام الله.
فأي وطن يا سيادة رئيس وزراء السلطة تريد أن تحرر بهذا الفلسطيني الأقرب إلى المرتزق منه إلى الوطنية.
وأي شعب تريد أن تحرر يا دكتور محمد شتية بقوات احترفت القمع والتنكيل والقتل والاعتقال لشعبها بترسانة مستعارة من عدوها.
يا له من مشهد حزين في يوم مشتعل، أحرق فيه العدو أولى القبلتين، فأعمى دخانهم الأسود عيون البعض لتنحرف البوصلة ويتيه الهدف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى