أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

اليمني.. وتوازن الرعـــب

مــازن البعيجــي/المعاون الثقافي العام حركة النجباء العــراق - خاص/مجلة يمن ثبات العدد الأول 7/2020

لم يكن الربيع العربي ربيعاً أعمى أو أنه لا خارطة طريق بيده، بل كان ربيعاً مبصراً يعرف ما يريد ووفق أي خطة انطلق والى أين رسمت أهدافه؟!

بل وقف خلف ذاك الربيع زُرَّاع ماهرون وخبراء ومتخصصون يعلمون مدى انتشار رحيق ذلك الربيع! والذي لم يكن ربيعاً إلا على الدولة العميقة والصهيونية العالمية البغيضة، حركة ومرحلة استوجبت التغيير في شرقنا الأوسط لاعتبارات كثيرة ومهمة. منها ما تعلق بتطور القدرات العسكرية الإيرانية والخوف من هيمنتها على الممرات المائية التي هي مصدر قلق لأمريكا. من هنا حاولت أمريكا التفتيش عن النقاط الرخوة في هذا الملف فوجهت ذلك الربيع إلى اليمن لتعصف به رياح التغيير فكان ما كان من حديث اليمن!!!
حسابات تمت بين ترامب ومحمد بن سلمان، شيطان غَرَّر بآخر يشبههُ، فقال أحدهما للآخر: بكم يوم تستطيع القضاء على المتمردين في اليمن -ويعني أنصار الله الحوثيين ومن على شاكلتهم-؛ الأمر الذي تعهد به من لا يوقفه التاريخ اليمني ولا الجغرافيا ولا ذلك اليمني الجوهرة تحت التراب، والذي لم تنقصه «اليمني» التقارير الاستخبارية ولا معاهد الاستطلاع، حتى حسم ابن سلمان قراراهُ في توقيت تنفيذ المهمة وهي لا تتجاوز الأسبوعين!!!
نوع قراءة وجهل مطبق لا يصدر إلا من حمقى مستهترون مجازفون، فتحرك الحلف العربي بأوامر عبرية صهيو وهابية قذرة لتختبر ذلك الجبل الأشم بمعول لا يصلح في فقه اليمني الصلب إلا لعبة أطفال، فما كان من ذلك الجبل الصلد إلا أن نفض غبار التاريخ الذي رصعهُ جهاده وهو يصد المعارك تلو المعارك ليسطر على تخوم الحدود حرباً بعد حرب هي الخاسرة لهم، والمنتصر ذاك اليمني الشامخ.
لتصاب دوائر القرار في تلك المؤسسات العميقة بالخيبة والفشل وهي تمطر على اليمن أنواع الأسلحة المحرمة والفتاكة على شعب أعزل أوهمهم ابن سلمان الدب الداشر بأنه منتصر بها!!!
لتنقلب كل معادلات الصراع والتكتيك والفقه العسكري الذي هو رأس مال تلك الدول المستكبرة، التي أخطأت في كل ذلك التخطيط والمعاملات وتصبح مشاريع دراساتها ورق هش محترق في يوم عاصف، والحسم يتأخر، والسلاح والقوة والجبروت يتبخر، وكل مجنزراتهم الثمينة والتي تكلف الملايين من الدولارات تعانقها قدّاحة تهينها بلهبة واحدة مع أن سعر 50 لهبة بخمسة سنت أمريكي!!!
شيء أذهل كل مراقب وحير كل ذي لب بالغ ما بلغت دراسته والتخصص، حتى وصلنا تمدد الأسبوعين وبقدرة قادر بلغنا ستة سنوات حسوما ونوع الرد اليمني يغير في مسار معادلات شتى، منها أن العقيدة العسكرية الاستكبارية عليها تغيير قوانينها، والدراسات تتخلى عن متونها الغير صالحة مع رجال مثل اليمن الجند المتفرد وخارج قواعد كل ما ذكروا ، ومن جهة أخرى نوع ذلك الإسلام المحمدي الأصيل الذي ألهم العالم في عفته وطهره ونصاعته وهو يقرع عقول العالم، هنا الإسلام المحمدي الأصيل، هنا من يمن الثوابت ومن له غداً الفلج؛ لتغيير خارطة العالم والعالم الإسلامي إلى أخرى نسخت نفسها وصلت على قبلة حوثية .
مهمة إفلات سيطرة آل تعوس على الممرات المائية والمضائق التي كان تحلم بها الإدارة الأمريكية أمر لم يعد ممكنا بحال .. لأن رجال الله والأنصار قالوا كلمتهم طيلة هذه الفترة مع كل ما رافقها من دمار وحرق وتخريب وتقطيع أوصال للطرقات وغيرها واليمني يضرب عمق المناطق بطائراته المسيرة المطيعة والهادئة دون ضجيج إعلام صاخب كذاب، بل عند كل عملية، حتى طريقة إعداد بيانهم والآيات منه تفوح شكرا لله تعالى واعتزازا بما يقدمه جند الله الحوثيين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى