أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

اليمن الآتي.. أملنا القادم في التحرر من سلالات التَّصهين

مجلة تحليلات العصر - عبد الرحمن محمد أبو سنينة / مجلة يمن ثبات العدد الثاني

اليمن العربي المقاوم بنكهة أبناء المسيرة القرآنية، هو أملنا القادم في التحرر، والقوة الصاعدة التي ستعيد بناء الخليج سياسياً وثورياً، بعد تثبيت اليمن المستقل المتحكم بثرواته وطاقاته الهائلة المعطلة، ويبدو أن ملحمة اليمانيين في وجه تحالف الغدر الدولي وعلى رأسه أمريكا وربيبتها إسرائيل مستمرة حتى انهيار حكم القبيلة المتصهينة في الرياض مركز الرجعية، ورحم التكفيريين، هذا هو تقديري واطمئناني طال الزمن أو قصر، وهؤلاء المقاتلون الحفاة هم القوة الآتية من قلب وجع الشعوب سنشاهدهم أكبر قوة في الجزيرة العربية، عسكرياً وفكرياً، مخلصون في توظيف المشتركات بين المسلمين بكل مذاهبهم، كما خبرت أنصارهم، وكما تبينت من استقصائي الصحفي حولهم، وقد دفعوا ضريبة ذلك من دماء أبنائهم وقياداتهم بما لا يقدمه أحد في هذا العالم.

أما آن لهذه الحرب أن تنتهي؟
ما زال الحلف الأمريكي الصهيوني رغم هزيمته الحقيقية قياساً لأهدافه في اليمن يحجم عن وقف الحرب، ومستعد لخسارة المزيد حتى لا يمنح محور المقاومة بفضائه الكامل اقتداراً إضافياً وحضوراً على سواحل البحر الأحمر وباب المندب والخلجان ومداخل البحار، كيف لا وجبهة المعتدين أطلقت هذه الحرب حتى لا تمنح اليمن المستقل وحلفائه في المقاومة هذا الموقع الاستراتيجي، ولا شك أن التداعيات لانسحابهم ووقف حربهم الوحشية هي تداعيات مباشرة على نفوذ أمريكا في منطقتنا، رغم أنها مصلحة مستعجلة للنظام السعودي المملوء بالأزمات والتوترات.
والسؤال: إلى متى تستمر حفلة الجنون والتطهير ضد البشر والحجر في اليمن؟

تكرار الصورة التاريخية:
عندما شنوا حربهم المفروضة على إيران الإسلامية الوليدة استمرت لا إنسانيتهم ثمان سنوات، وعندما صمد الشعب الإيراني وسقطت رهاناتهم، تجذرت إيران كقوة لا تضاهى، وجيش مدرب وتشكيلات عسكرية خبيرة، استطاعت أنماطها لاحقاً أن تساهم في تقويض إسرائيل، وإنهاء وجودها في لبنان وغزة.
في اليمن مرت ستة أعوام وما أشبه الليلة بالبارحة، فمع استمرار الصمود اليمني، والأداء المقاوم الاستراتيجي والنفس الطويل بقيادة أنصار الله، وبالاستفادة من المشورة المعتمدة على خبرات كاسري عين إسرائيل، سيجبر (حلف القتلة) على وقف الحرب، والوصول إلى تسوية مقبولة لهم بالحد الأدنى، وإلا الفرار والهزيمة على طريقة الصهاينة في جنوب لبنان، من دون مكاسب تذكر.

إعلان الحرب من واشنطن:
منذ الأيام الأولى للحرب المعلنة من قلب العاصمة الأمريكية، ردد (ملك بني سعود) وأفراد أسرته أن الحرب هي بدافع الدين وللدفاع عن الدين، والمستقرئ لتاريخ هذه السلالة المتصهينة يصل إلى النتيجة أن الدين الذي يخدمون مصالحه هو النسخة التلمودية من إسلامهم المزعوم (الوهابية التكفيرية) والصهيونية بكل ما تعنيه الكلمة، مخطط أعدوا له سنيناً، هي حرب الجغرافيا والتاريخ والأفكار، على الدولة اليمنية المستقلة بكل مقوماتها وعلى محور بأكمله يتصدى لنهب أمريكا وتسلطها ولا إنسانيتها، أحد وجوهها أفظع حصار وتجويع ضد شعب معدم بأكمله وليس ضد جماعة أو حزب، على مستوى الداخل اليمني، فالذي يقاتل ضد أبطال الاستقلال ميليشيات متناحرة، وأحزمة أمنية، ونخب شبوانية ومخلافية وإخوانية وتكفيرية متأسلمة، بعضها مع نظام القبيلة الإماراتي، والآخر في معسكر الصهاينة علموا أو لم يعلموا، ينفذون أوامر السلالة المتصهينة في الرياض.

مشروع التحرر بقيادة أنصار الله:
لم تفتأ حركة «أنصار الله» تقدم نموذجاً لافتاً في الإدارة رغم الحرب والحصار، هم الذين قادوا المرحلة الثانية للثورة اليمنية، بعد أن كانوا في صلب المرحلة الأولى، فنهضة المسيرة القرآنية التي انطلقت بالأساس وقبل (الربيع العربي) ضد الهيمنة الأميركية، وخيضت ستة حروب سعودية أو بتمويل سعودي ضدها لهذا السبب، تحكي عن المنطق الفريد الآتي من جبال مران اليمنية.
لقد استطاعت قوى التحرر بقيادة السيد «عبد الملك الحوثي» تحويل الخريف الذي أرادوه للمنطقة إلى فرصة في اليمن، فقلبت البنيان من أساسه على رأس محور الفوضى الخلاقة، وشرع المقاومون اليمانيون ببناء الاستقلال المعمد بالتضحيات لقطع يد أمريكا، وقد مهد في التنظير لذلك المفكر الشهيد «حسين الحوثي» في ملازمه ومحاضراته، فهو المملوء بشوق الانعتاق من قيود التحالف مع «آل سعود» وامتداداتهم الغربية.
منذ الأيام الأولى اقترح «أنصار الله» صيغة للتحالف الوطني، وإعادة بناء الدولة توافقياً، مع التأكيد المبدئي على رفض التدخلات الأجنبية، والتبرؤ منها، ومعالجة المشكلات الاقتصادية والجهوية بالتفاهم، داعين إلى وحدة اليمنيين والتسامح؛ دون أن نرى من الجيش واللجان استباحة لمجموعات سكّانية، ولا عمليات تطهير، ولا مذابح، ولا أعمال انتقامية كما يفعل المنتصرون، وكما فعل المعسكر الآخر والسعوديون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى