أحدث الأخبارشؤون امريكية

امريكا.. تحمي تحركات “الجولاني” وتطلب معلومات عنه مقابل (10) مليون دولار!

مجلة تحليلات العصر الدولية - وديع العبسي

فضيحة مدوية للتحالف الامريكي الدولي الذي تَشكّل، ثم شدّ الرحال إلى المنطقة العربية بدواعي مكافحة الإرهاب، ظهور مقاتلات التحالف في اوجّ استنفارها لتأمين محيط ارهابي.
يرى كثير من المحللين والمراقبين، أن نشاط التحالف الدولي لمكافحة الارهاب اقتصر على المنطقة العربية وتحديدا في الدول ذات المحورية الاستراتيجية سواء من حيث الموقع أو ما يختزنه باطنها من ثروات، وهي التي تتركز على نحو أكبر في منطقة شبه الجزيرة العربية.
التحالف الدولي المزعوم فبرك الهدف وحصره في هذه الجغرافيا فذهب يروج بأن العرب والمسلمين هم منبع الإرهاب متناسيا ما تشهده الولايات الأمريكية من أعمال إرهابية تضطهد الأقليات وتمارس حالة من الاستبداد في مصادرة حق الوضع الاجتماعي بأن يعيش حياة ارقى بتلك الأموال التي توجهها الإدارة الأمريكية للسلاح ومن ثم السيطرة والعيمنة على الشعوب.
في المنطقة العربية وعلى نحو متوال كانت المعطيات تؤكد أن أن شماعة مكافحة الإرهاب التي حملها التحالف الدولي هدفا له، كانت تتآكل يوما بعد يوم بفعل الممارسات التي تفضح الامريكان، لكنهم وفي مقابل ما يتخفى وراء ذاك الهدف من مصالح يتجاوزون الشعور بالخزي وان جاء الأمر موثقا بالصوت والصورة، والشواهد كثيرة.
مؤخرا، صدم العالم رعاية أمنية مشددة تنفذها القوات الأمريكية أو طائرات التحالف الدولي لحماية إرهابي، جعلته امريكا ضمن قائمة المطلوبين بل ورصدت لمن يدلي بمعلومات بشأنه مبلغ (١٠) ملايين دولار.
حدث ذلك، نهاية الأسبوع الأول من هذا الشهر، كان مسرحه منطقة باب الهوى الحدودية مع تركيا، بريف إدلب شمال غرب سوريا فيما كانت النجومية لمن يعرف بالأمير العام لتنظيم “جبهة النصرة” وزعيم “هيئة تحرير الشام”، الواجهة الأحدث لتنظيم (جبهة النصرة) في سوريا أبو محمد الجولاني، اما الحدث فكان تجوال قام به هذا تحت غطاء مكثّف لطائرات “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
في المكان، تجول “الجولاني” بكل ثقة واريحية وسط تحليق استثنائي للطائرات المسيرة الأمريكية، ومعه عدد من قياديي تنظيم “جبهة النصرة”، إلى جانب ما يعرف باسم أعضاء “حكومة الإنقاذ” التي شكلها التنظيم الإرهابي في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وانتشر مقطع فيديو يوثق اللحظة، بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي، مع كثير من التهكم لهذه المفارقة، والتندر على ما تقوله الولايات المتحدة الأمريكية في تصنيفاتها الإعلامية للإرهاب، وما يجري على أرض الواقع.
مصادر محلية في إدلب أوضحت إن إجراءات أمنية مشددة فرضتها (هيئة تحرير الشام)، الواجهة الحالية لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي، منذ ساعات صباح السبت في منطقة باب الهوى.. نشرت كتائب القناصين، وأجبرت معظم أصحاب المحال التجارية على الإغلاق بالإضافة إلى ضرب طوق أمني كبير حول المنطقة”، قبل ان: يظهر “الجولاني” محاطاً بحراسة مشددة.
المصادر اشارت إلى أن جولة “الجولاني” تزامنت مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التابعة “التحالف الدولي” المزعوم في منطقة باب الهوى، لما يزيد عن 20 دقيقة في منطقة مكشوفة يسهل فيها على طائرات الاستطلاع الأمريكية استهدافه، فيما عملت هذه الطائرات على تأمين حماية له حتى الانتهاء من جولته، وهو ما رأى فيه مراقبون تنسيقا عالي المستوى بين الولايات المتحدة الأمريكية، وتنظيم “النصرة” في إدلب.
المذيع في “القناة 11” الإسرائيلية، روعي كايس، على ظهور “الجولاني” هذا بالول: “إن الجولاني، الذي أعلنت الإدارة الأمريكية عن مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه يشعر بالأمان، بينما تجاهر واشنطن باستهداف قادة التنظيمات المتطرفة في سوريا”.
في ال24 من ديسمبر الماضي جددت الولايات المتحدة الأمريكية، تذكيرها بالمكافأة التي أعلنت عنها سابقاً عبر برنامج “مكافآت من أجل العدالة”، مقابل الإبلاغ بأية معلومات عن أبو محمد الجولاني.
وقال البرنامج الذي يتبع وزارة الخارجية الأميركية في تغريدة على تويتر: “إذا كان لديك معلومات عنه قد تحصل على مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار، أرسل ما لديك إلى برنامج مكافآت من أجل العدالة عبر سكنال أو تلغرام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى