أحدث الأخبارشؤون امريكية

امريكا واسرائيل… بين بيضتي غولدا مائير وكرستوفر كولومبس… الوجود المؤقت

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: د. سعد عبيد حسين

غولد مائير (رابع رئيس وزراء للحكومة الإسرائيلية بين 17 مارس 1969 حتى 1974. وتعتبر مائير هي المرأة الوحيدة التي تولت هذا المنصب ) كتبت في مذكراتها إن أُمنيتي أن أكل-أو أقتل- كل طفل عربي أو مسلم حين ولادته, وقالت انها ساندت واسست وأسهمت هي ايضاً في وجود ما يسمى بدولة اسرائيل من أثمان ربح بيعها لبيض الدجاج ليشترو بها سلاحاً أو إطلاقة يقتل بها الفلسطينيون,

وسبقها كرستوفر كولومبس, في بيضته, لكن في اكتشاف الامريكيتين, فحينما سخرو منه الوشاة أمام طواغيت عصره, من أنه لم يفعل شيء سوى أرضاً وجدها فاين الحكمة والذكاء والفكرة, فبينما هو جالس على طاولة وينظرون اليه, اخرج بيضة من جيبه وقال لهم بتحدي من يستطيع أن يثبت ويوقف البيضة على هذه الطاولة الملساء على احدى رؤسها – البيضة- فلم يستطيعو, وعند عجزهم أخذ البيضة ونقرها نقرة بسيطة جداً لا يغير من شكلها, ثم اوقف البيضة على الطاولة من جهتها المكسورة, فقال هنا الفكرة والذكاء وانصرف, تلكم البيوض تجعل تصوري عن وجود الدولتين المحتلتين يتولد بتوالدٍ مجدد كلما قشرت بيضة إفطار الصباح ,

يرد في ذهني يومياً سيزالا من الارض بسهولة إزالة قشرة البيضة, كوجود قانوني او سياسي في يوم ما,أما شعوبهم ستعتذر لشعوبنا, وعطف ورحمة محمد وال محمد ومن سار على نهجهم الصحيح سينقذهم مما كانو فيه, فالوجود الذي أصله بيضة, كيف يقاوم , بل كيف تدخل الوطنية وحب الارض والتاريخ والحضارة, الى قلوب شعوبها ودمها وفكرها, فهي كالبيضة فعلا فلايحميها سوى تلك القشرة الهشة وهي الحقيقة- دعكم من هوليود, والسياسة الموجهة, والمال والتكنلوجية- فهي اما الى التعفن أو إلى الفساد بقشرتها أو بدونها, أو يأتي في هذه السنين القريبة من يأكل هاتين البيضتين.

*بدأت اقنعة امريكا تسقط وتنزع وجها بعد آخر, وخير من كتب عن تلك الأقنعة, الدكتور السيد هاشم مير لوحي, كان مغترباً وعاد لايران تحت عنوان مؤلفه( أمريكا بلا قناع), لترى هشاشة قشرة دولتي البيض, والبنى التحتية الراقية, لكنها خاوية على عروشها من البنى الفوقية, إنه تحدث عن الحقيقة اذ أثاره ما حصل في الطائرة الاجنبية, ومن بينهم اميركان واوربيون,إذ قال في مقدمة كتابه هذا( رئيس طاقم المضيفين في إحدى شركات الطيران الأجنبية, الذي كان يتناول المشروبات الكحولية, على مدى الرحلة التي كنت على متنها من أمريكا إلى أوربا, ومن أوربا حتى الأجواء الإيرانية, أعلن أنه لن يقدم المشروبات الكحولية , لأنه وصل إلى أجواء الجمهورية الأيرانية, وفيما كانت النسوة السافرات غير المحجبات يرتبن وضع حجابهن, أخذت أحدث نفسي: رحمة الله عليك يابن فاطمة العزيز, وياعزيزنا, أيها الخميني المظلوم, روحي لتراب قدميك فداء إن شاء الله, رحم الله شهداء الثورة والحرب المفروضة الأكرمين… وعلى مدى إقامتي في إيران سألني الكثيرون: كيف ترى إيران بعد كل هذه الفترة من الإقامة خارجها؟ فكان جوابه لهم- وبعد إقامة واحد وعشرون عاما قضاها في امريكا- مؤلفه( امريكا بلا قناع, ترجمة, علاء الرضائي, 2010), فالعودة إليه يكفيني عناء شرح قشرة البيض, مع الوجود الموقت, وقارن بين سمك تلك القشرة وعمق وسمك غلاف تاريخ شعب يمتد الى آلاف السنين, كالعراق وإيران واليمن وفلسطين وسوريا, ورغم الكبوات في أفكار بعض من شعوبها نتيجة رائحة البيوض الفاسدة, إلاّ انه يعود بعد كل كبوة.

** إن حقيقة هشاشة محيط تلك الدول لم يتضح لذوي الرؤية الضبابية, لذا هم لايفرقو ن بين الوجود المؤقت للدول وبين الوجود المقدس لدول أخرى لانعدام البصيرة , فأرضنا ارض الأنبياء والرسالات, وارض التمهيد وعودة المسيح , والخضر والمصلح الذي يؤمن به كل من على وجه هذه الأرض, بما فيها ساسة دولة البيضتين_ امريكا واسرائيل-, بل حتى ساستهم في حقيقة الأمر يعلمون أن وقود وجودهم لا يوصلهم إلى نَيّفٍ من العقود, وهنا بدأ الشك يساور الساسة الأمريكان أنفسهم في عمر ومدى وجودهم المؤقت, وثبات الوجود المقدس الآخر, واقصد دولنا, و ذا محمد حسين هيكل يصرح – قبل وفاته-في كتابه كتبه بين 2001-2002(الزمن الأمريكي من نيويورك إلى كابل , كلام في السياسة) وكلها عن الزمن الأمريكي قال فيه:(… نشأة الولايات المتحدة الأمريكية وصعودها اواخر القرن ال 19… تفرض على الدنيا زمانها وقوتها وهيمنتها, وكذلك القرن العشرين قرناً أمريكياً, مصداقاً لمقولة ( والتر ليمان) أهم كاتب ومحلل سياسي عرفته الولايات المتحدة الامريكية, والبشرية اليوم تعيش القرن ال 21 بعد ميلاد السيد المسيح والكل يسأل نفسه: هل يكون القرن الحادي والعشرين أمركياً أيضا؟… ومجمل الشواهد على الساحة الدولية الأ ان أمريكياً أيضا؟ … فإن الثلث الأول من القرن الحادي والعشرين أمريكياً أيضاً,… وهنا يصبح مهما أن يحاول كل من يقدر الزمن الأمريكي حتى على سطح السحب العابرة, أو فوق كتل الضباب المتراكمة, وتلك قراءة بأبجدية المجهول على سماء غائمة!).

*** إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تنشأ- كما كتب البعض_ كوطن, وانما نشأت كموطن, كما أنها لم تنشأ كدولة بل نشأت كملجأ, أذ نفي إليها من قبل الدول الاوربية_ مع مظلومي أفريقيا_ المجرمين , والسجناء, ثم التجار والمستكشفين, بعد كولومبس عن الذهب والمال, والهاربين من بطش اوربا, حيث أن أمريكا في ذلك الزمن لايوجد فيها لا ملك حاكم – سوى الهنود الحمر السكان الأصليين- ولا كنيسة, نعم هكذا كانت أمريكا عام(1500م)إذ بقيت بعد الهجرة اليها(289 سنة) دموية وقتال ووحشية بين الناس بلا حكومة او سائس, حتى عام (1789) , حيث مؤتمر فلادليفيا وتنصيب جورج واشنطن لقيادتها, فاصل وجودها بنى بمعيته الفكر والروحية السياسية المجتمعية, على تلك اللآثار , فلم تزرع فيهم روح الوطن وحبه والحرص على الارض والتضحية من أجلها سوى التفكير المادي, ورأينا هذه الايام كيف ينضر المجتمع الى حرائق المدن والممتلكات ببرود وعدم عناية, لان الامر لايعنيه, فهو كتلة دولار أو مادة أوغريزة حيوانية تفكر بالعيش ودفع الضريبة_أذكرك دع هوليود, وسياسة الزيف والتطور التكنلوجي, انها ستنهدم بانهدام المجتمع_ نعم هكذا تأسست أمريكا, ولكن لو سألتني, هل القرن هذا لأمريكا؟, الجواب كان من فم السيد الخامنئي المفدى, في إحدى خطبه في اول أيام القرن الحادي والعشرين الميلادي حينما خطب عالياً( اين قرن, قرن اسلام أست), ولعل بوادرها حملتها سفن وقود الجمهورية الاسلامية الايرانية الى شعب فنزولا, عبر عباب المحيطات, إلا أننا لم نسمع صوت أي فرخ في بيوض غولدا مائير , أو صوت فرخ بيضة- أو صوص_ كرستوفركلومبس, وفي المرة الأخيرة سيعرف العالم أن البيضة هذه فاسدة فسترمى في البحر ويراها القمر الايراني نور طائفة بين محيطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى