أحدث الأخبارشؤون آسيوية

انتخابات الكيان الصهيوني, وجذور الأزمة تشرين في إسرائيل أيضاً…إيران برّه برّه

مجلة تحليلات العصر الدولية - ضحى الخالدي

أرض الميعاد لم تكن جنة عدن لكثير من المهاجرين اليهود الى أرض فلسطين المحتلة، كثير منهم سكنوا المخيمات وعملوا في المزارع التعاونية كالأقنان في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي, وينقسم مجتمعهم طبقياً الى أربعة طبقات على الترتيب:
– الأشكيناز وهم اليهود الذين هاجروا من وسط وشرق أوروبا, والذين لا مفرّ من أن يكون رئيس وزراء الكيان الصهيوني منهم.
– السفرديم وهم اليهود الذين هاجروا الى المغرب بالدرجة الاساس فارّين من بطش الكنيسة الكاثوليكية وفتك الملك فريدريك والملكة إيزابيلا في اسبانيا, وانتشروا في غرب آسيا وشمال افريقيا, وامتيازاتهم أقل من الأشكيناز, وأثار تبوّؤ وزير الاقتصاد عمير بيريتس من أصول مغربية منصب وزارة الدفاع في حكومة إيهود أولمرت عام 2006 حفيظة المتشددين الإسرائيليين.
– المزراحي وهم يهود مصر وغرب آسيا الأقل حظوة في المجتمع الصهيوني.
– الفلاشا وهم يهود الحبشة (أثيوبيا) الذين جيء بهم بداية الثمانينيات من القرن العشرين بهدف خلق التوازن الديموغرافي بين أعداد الصهاينة والسكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة, وكانت فضيحة نقلهم محشورين بطائرات الشحن، ومعاملتهم معاملة لا انسانية واعتبارهم أقل رتبة من اليهود الآخرين, وسوء أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية, وحتى الشك في يهوديتهم والدعوة الى إعادة تعميدهم قد ملأت أوساط صناعة الرأي العام في الكيان الصهيوني وخارجه, وقد تفجر الشعور بالحيف لدى يهود الفلاشا بمقتل الشاب سولومون تاكا على يد شرطي صهيوني أبيض مما أجّج تظاهرات الفلاشا في الكيان وهم يهتفون (الله أكبر) ورافعين أعلام داعش, في تصور ساذج منهم أن تنظيم داعش وفكره يمثلان الإسلام: عدو الكيان الصهيوني, ويبدو أنهم لم يتابعوا الإعلام الإسرائيلي وهو يغطي استقبال جرحى داعش من قبل المستشفيات الإسرائيلية, وزيارتهم من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
فضيحة أخرى تسربت عام 2017 تخص أصول السفرديم التي قيل أن نتنياهو ينحدر منها, فيما يدعي أنه من الأشكيناز, إضافة الى فضائح الفساد التي تلاحقه, والمحاكمة المؤجلة التي تنتظره كل هذه السنوات على خلفية اتهامات بالرشوة، في مسرحية تحاول أن ترسم صورة شفافة للديموقراطية الإسرائيلية.
أربع انتخابات خلال سنتين، تقام آخرها يوم الثالث والعشرين من آذار- مارس الحالي, حيث يتوقع المراقبون الإسرائيليون أن يزداد عدد المقترعين بأوراق الاقتراع ذات المظاريف المزدوجة (التي تخص منتسبي الجيش والدبلوماسيين والعاملين في المستشفيات, والمصابون بكورونا) من 330 ألفاً في الانتخابات السابقة الى 600 ألف في انتخابات الثلاثاء لذا يرجّح أن لاتعلن النتائج في اليوم ذاته.
تعهّد رئيس حزب يمينا، نفتالي بينيت بعدم الانضمام الى حكومة يائير لابيد من حزب يش عتيد فيما لو فاز لابيد برئاسة الوزراء, والأخير يقول: سنرى، الأمر الذي اعتبره المراقبون تصريحاً دون داعٍ. ويمثل لابيد أحد المرشحين بقوة لهذا المنصب، مالم! لا يزال حزب شاس خالياً من المرشحات الإناث ورئيسه أرييه درعي يدافع عن ذلك بأن البرلمان ليس مكانهن الطبيعي [فيما يعرف بالديموقراطية الأولى والفضلى في الشرق الأوسط] بإزاء ذلك تقف ميراف ميخائيلي باعتبارها المرأة الوحيدة بين زعماء الأحزاب الإسرائيلية كونها زعيمة حزب العمل.
يحتاج الحزب الفائز بالانتخابات الى واحد وستين مقعداً في الكنيست من أصل مئة وعشرين لتشكيل حكومة أغلبية، الأمر الذي لا يبدو ميسوراً لأيٍّ من الأحزاب الرئيسية المتصارعة، بحسب المراقبين، مما يعني تشكيل حكومة ائتلافية لكن بلون واحد هو لون اليمين المتشدد، وتبقى المفاجآت واردة خصوصاً مع تأجيج اليسار للشارع الإسرائيلي في الاحتجاجات المندلعة منذ أكثر من ثمانية أشهر.
مشاكل وعقبات تعترض طريق هذه الانتخابات ونتائجها، والحكومة المنبثقة عنها, منها نتنياهو وعدم إمكانية الإطاحة به خلال السنوات الماضية فيما يبدو ان حتى حزبه وجمهور حزبه عازمان على التخلص منه، وهي ذات التحديات التي تواجه بيني غانتس أيضاً، الوباء, ومناهضو لقاحات كورونا, وزوجات الإسرائيليين من طوائف أخرى وما تشكله من ازمة اجتماعية في مجتمع متدين ينظر الى الأغيار كونهم قطيعاً، كلها قضايا تطفو الى السطح.
شهد السبت الماضي واحداً من أقوى الاحتجات في شوارع القدس وتل أبيب, والتي تستمر منذ أكثر من ثمانية أشهر داخل إسرائيل مطالبةً باستقالة نتنياهو ومحاكمته نتيجة سوء إدارة الأزمتين الصحية و الإقتصادية في ظل جائحة كورونا؛ إضافةً إلى تهم بالفساد تلاحقه و تُعَرِّضُهُ للمساءلة و المحاكمة. يحاول نتنياهو التملص من هذه الإستحقاقات و راوغ كثيراً للضغط على تحالف كحول- لفان (أزرق- أبيض) شريكِه في الحكومة من أجل الحصول على مكاسب أكبر, و بالمقابل ضغط نواب كحول- لفان لتمرير موازنة عامي 2020 و2021, أو التهديد بحل الحكومة و الكنيست, وهو ما حدث بالفعل.
وفيما يرى وزير العلوم في الحكومة المنحلة يزهار شاي بأن الانتخابات لن تؤدي إلى قرار أفضل من الانتخابات الثلاثة الماضية. فإن بنيامين نتنياهو (بيبي) ينظر الى هذه الانتخابات من منظار (ايتها الغمامة أمطري حيث شئت فإن خراجك عائد إلي) ما بين الهروب من المحاكمة, وما بين التخلص من شركاء كحول- لفان في الحكومة المنحلة, والذين وصل الخلاف معهم الى أوجِهِ على خلفية المماطلة بإقرار موازنتي 2020 و2021 المشروطتين من قبل نتنياهو بإلغاء اتفاق تناوب رئاسة الوزراء مع غانتس عام 2021، أو الإطاحة بوزير العدل آفي نيسينكورن, وقد حصل الثاني, ورغم ذلك حُلَّ الكنيست وانتهت الأمور الى انتخابات رابعة في غضون سنتين، بسبب عدم إقرار الموازنة.
من جهة ثانية بدا بنيامين نتنياهو قبل بضعة أشهر قلقًا من أن نفتالي بينيت زعيم حزب يمينا كان قد استقرعند حوالي 20 مقعدًا في الاستطلاعات على الرغم من جهود الليكود لتقويضه، ويدَّعي نتنياهو أن بينيت ، مثل رئيس حزب إسرائيل بيتُنا أفيغدور ليبرمان ، مهتم بإسقاطه كرئيس للوزراء أكثر من اهتمامه بتشكيل حكومة يمينية. يتقدم بينيت اليوم للانتخابات بسبعة عشر مرشحاً فقط, ويظهر منافس جديد هو (الصحفي والإعلامي!!)يائير لابيد اليميني السابق, وزعيم حزب يش عتيد الوسطي حالياً، أو (هناك مستقبل) بالعبرية.
يعزى تحديد موعد الانتخابات المبكرة في آذار، حسب المراقبين، الى اعتقاد بعض مستشاري نتنياهو أن شهر آذار- مارس سيكون وقتًا مثاليًا: فالمعارضة اليسارية منقسمة بشدة ووصول اللقاحات الأولى لفيروس كورونا في شباط- فبراير، يقدمه نتنياهو على أنه إنجاز شخصي يُعزى إلى علاقاته الدولية.
لكن الداخل الإسرائيلي لا يزال يعج بالإحتجاجات التي يقودها اليسار رغم تشظّيه السياسي ضد سوء إدارة أزمة كورونا و سوء إدارة الازمة الإقتصادية. و شهدت الأراضي المحتلة أقوى الاحتجاجات في تشرين الثاني 2020 مع ذكرى إغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين و إعلان وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى صعود جو بايدن كرئيس منتخب للولايات المتحدة وقتها، وحملت الاحتجاجات شعار (الآن أنت, ما دام قد رَحَل) في إشارة إلى أن الولايات المتحدة تمكنت من التخلص من الرئيس الأميركي دونالد ترامب, و الآن يتعين على إسرائيل فعل الشيء نفسِه مع نتنياهو.
يصف اليمين الصهيوني تداعيات إستمرار تظاهرات اليسار الصهيوني التي تعصف بالبلاد منذ عدة أشهر بأنها تحريض,و يتهم إيران في النهاية بالوقوف وراءها في محاولة للهروب نحو الأمام من إستحقاق داخلي تضطرم تحت رماده جمرات الجحيم, حتى أن الليكود إتهم حركة الرايات السوداء black flags اليسارية بأنها حتى لو قامت بتحويل أعلامها السوداء الى أعلام وردية فلن يتمكنوا من طمس حقيقة أنهم مدعومون من قبل أحد أكثر الأنظمة حلكةً في العالم على حد تعبيره, في إشارةٍ لنظام الجمهورية الإسلامية الحاكم في إيران.
تربط حركة الرايات السوداء المعارضة تغيير الإدارة الأميركية عقب الإنتخابات الأخيرة بحتمية تغيير رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو أو (بِيبي) كما يسميه الإسرائيليون المتشبث بالحكم منذ عام 2009, و الذي يواجه تهماً بالفساد, و بالكاد إستطاع أن يشكّل حكومةً إئتلافيةً مع تحالف كحول- لفان (أزرق- أبيض) الوسطي أو ما يعرف بتحالف الجنرالات بقيادة بيني غانتس الذي ضم إليه يسارالوسط، ليصبح غانتس وزيراً للدفاع و رئيس الوزراء المناوب.
خلال اسبوع من إحتجاجات تشرين الثاني-نوفمبر 2020 حذفت 2 صفحتان و12 إثنى عشر حساباً على فيسبوك، و 307 حساباً على إنستغرام، بحجة أنها تدخل إيراني في الشؤون الداخلية الإسرائيلية, واعتُقِلَ حوالى 40 متظاهراً، فيما حذر وزير الاقتصاد عمير بيريتس من خطر الحرب الأهلية ، وفاق عدد المتظاهرين خلال هذه الأشهر 200 ألف شخص
و أظهر إستطلاع رأي أجرته القناة 13 الإسرائيلية في تموز/ يوليو 2020 أن 75% غير راضين عن إدارة الأزمة الإقتصادية, و أعرب 16% فقط عن رضاهم, و إن 61% قالوا إنهم غير راضين عن إدارة أزمة كورونا, مقابل 19% أعربوا عن رضاهم.
في إسرائيل توجد أيضاً منظمة معارضة تشترك في الإحتجاجات تدعى Crime Minister على غرار Prime Minister ففي حين تعني الثانية رئيس الوزراء بالإنجليزية؛ تعني الأولى وزير الجريمة في جِناس لغوي متهكم و هي ترى أن نتنياهو مثل ترامب في حالة هستيرية لأن وقته ولّى. و يشعر المتظاهرون اليساريون بالغضب من إتهامات الليكود لتظاهرات اليسار بأنها مدعومة من إيران, و قد قال منظم الإحتجاج أساف أغمون من حركة عين ماتساف (لا يمكنك أن تكذب على الجميع طوال الوقت) و (إن إستخدام إيران ضد المتظاهرين تحريض), و ردت حركة الرايات السوداء بأنه (لم يكن هناك رئيس وزراء في إسرائيل يكره و يحرِّض كثيراً ضد مواطني الدولة) على حد تعبير الحركة.
فيما تستمر منظمة وزير الجريمة Crime Minister بالسخرية من إتهامات الليكود لإيران بالوقوف وراء التظاهرات قائلةً: (أن إيران هي من تدفعهم للوقوف في زحمة السير و البحث عن موقف للسيارات) و (إن دراسة اللغة الفارسية لم تكن سهلة بالنسبة لهم) و قد طالبت المنظمة بخط فارسي خاص لإستخدامه على الملصقات قبل إحتجاجات تشرين الثاني- نوفمبر 2020؛ حسب الموقع.
يشعر المحتجون بخيبة الأمل من بيني غانتس و وزير الخارجية غابي أشكينازي في حكومة الإئتلاف الهشّة المنحلّة, متهمين إياهما بعدم الوقوف بوجه نتنياهو لوقف ما أسموه بالتحريض ضد المواطنين.
تمثل إيران هاجساً مؤرقاً لإسرائيل ما دامت تعلن عن رغبتها بالقضاء عليها, و يصرح الساسة الإسرائيليون بأن البرنامج النووي الإيراني يقع في إطار السعي للحصول على السلاح النووي, وتسليح وكلائها في دول الجوار للقضاء على إسرائيل على حد تعبير الادبيات الإسرائيلية, و من هنا جاءت تصريحات وزير شؤون المستوطنات، اليميني تساحي هينغبي، بأن إسرائيل ستشنّ حرباً على إيران في حال قيام الرئيس الأميركي بعقد إتفاق نووي معها مجدداً. و هذا ما يبدو بعيد المنال بعد إغتيال العالم النووي الإيراني الشهيد محسن فخري زادة.
استمرت الهجمات السيبرانية المتبادلة بالتصاعد في الآونة الأخيرة, ففي حين تقول الواشنطن بوست:إن إسرائيل على الأرجح هي من تقف خلف هجوم ألكتروني نُفِّذ في التاسع من أيار/مايو 2020 وألحق أضراراً كبيرةً بميناء الشهيد رجائي في بندر عباس، فإن صحيفة يديعوت أحرونوت تشير الى هجمات سيبرانية إيرانية على مصلحة المياه الإسرائيلية في شهرَي نيسان/ أبريل و تموز/يوليو من العام 2020, و كانت إحدى الهجمات المتبادلة في شهر تشرين الأول 2020؛ و في حين نفت وكالة الأنباء الإيرانية أي تعطيل في مهام منظمة الموانئ و الملاحة البحرية لم تنفِ وقوع هجوم سيبراني إستهدف منظمتين حكوميتين فقط, و تمت معالجته.
يقابل ذلك هجوم لقراصنة الإنترنت حملوا إسم (Muddy Water) على شركات إسرائيلية، تعتقد شركتا بروفيروPROFERO وكلير سكاي CLEAR SKY الإسرائيليتان المختصتان بالأمن السيبراني أنهم مرتبطون بحرس الثورة الإسلامية في إيران.
ربما هذا ما دعا السلطات الإسرائيلية إلى إغلاق منصات التواصل المناهضة لنتنياهو خلال الإحتجاجات, في إعتقاد منها انها تدار بأيادٍ إيرانية, تحرك الأحداث و تثير الإحتجاجات في منطقة جغرافية يبلغ عدد سكانها ما يربو على 9 ملايين نسمة و تبلغ إصابات كوفيد 19 فيها 828 ألف إصابة أما عدد الوفيات فهو بحدود 6092 حالة وفاة، حيث دخلت الموجة الثانية للإصابة بالجائحة قبل عدة أشهر، و أدى سوء إدارة الأزمة الصحية إلى إستقالة وزير الصحة و من ثم وزير الإسكان يعقوب ليتسمان وإستقالة وزير السياحة أساف زامير، إحتجاجاً على تعاطي الحكومة مع التظاهرات المناهضة لأدائها خلال الأزمة.
فيما يصرح البنك المركزي الإسرائيلي بأن الإقتصاد الإسرائيلي لن يبدأ بالتعافي قبل نهاية عام 2021, هذا وقد تسرب حوالى 45% من منتسبي جيش الاحتلال الإسرائيلي (رجالاً و نساءً) من أداء خدمة الإحتياط بأعذار واهية قبل جائحة كورونا، فقد طلب 31.9% من الرجال في الكيان الصهيوني إنهاء خدمتهم العسكرية الاحتياطية،أو طلبوا الاستثناء بحجج تخص الحالة الصحية العقلية, وتسرب 15% من أداء الخدمة ولم يكملوها,ومن ثم فإن هناك 47% من الرجال تقريباً هاربون من أداء خدمة الاحتياط بشكل أو بآخر. وطلبت 44.5% من النساء استثناءات صحية من الجيش لذات الأسباب العقلية, وبعد أن كان 85% من القوة القتالية COMBAT يتواجدون في قواعدهم قبل بضعة اعوام، فإن الرقم وصل قبل اكثر من عام الى 67%, وهو في انحدار متزايد لا سيما على الجبهة الشمالية, ناهيك عن ان فيروس كورونا اجتاح أفراد الجيش الإسرائيلي قبل غيرهم نتيجة الدورات التدريبية التي كانوا يتلقونها في اوروبا, و رغم ملايين الدولارات التي تصرف على الإنفاق العسكري فقد غرقت ثمانية 8 طائرات F16 في مخابئها في قاعدة هاتزور الجوية أثناء السيول التي إجتاحت الأراضي المحتلة نهاية العام 2019، كما فشل الدفاع المدني الإسرائيلي في إجلاء المدنيين المتضررين من هذه السيول و توفير ملاذٍ آمن لهم؛ السيول التي اجتاحت الأراضي الفلسطينية المحتلة هذا العام أيضاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى