أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

انتخابات حماس مفخرة ونموذج

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

لم تكن انتخابات 2021 الأولى من نوعها، بل هي مجرد حلقة مهمة في مسلسل طويل من التداول على الثغور ولا اقول المناصب.
لكن الاهتمام الاعلامي غير المسبوق بنتائجها ربما مرده رفع السرية عن مراحلها وعن مفرزاتها، علما أن انتخابات حماس كانت في بؤرة الرصد والمتابعة من قبل استخبارات العدو، فضلا عن مخابرات دول الاقليم طوال الأعوام الماضية.
غير ان انتخابات حماس التي تسبق بقليل الانتخابات المنتظرة للمجلس التشريعي والرئاسة والمجلس الوطني خلال الأشهر القريبة القادمة، تمثل نموذجا ديمقراطيا يتطلع إليه شعبنا، سواء من حيث الانضباط والالتزام باللوائح والقانون، أو من حيث الالتزام بأدب الخلاف والتنافس الخلاق، أو من حيث الالتزام بالنتائج ومواصلة تأدية الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتق الجميع أنى كانت مواقعهم.
أجواء انتخابية يتطلع لانسحابها مختلف أبناء شعبنا الفلسطيني على الانتخابات العامة المرتقبة.
وممارسة انتخابية تحسد عليها حماس من مختلف الطيف الفلسطيني، من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.
ممارسة انتخابية تؤكد مدى حرص حماس على التداول السلمي على مواقع المسؤولية ليس داخل تنظيمها فحسب، بل في مختلف المؤسسات والمحافل العامة خدمة لشعبنا ولقضيتنا التي يعمل الجميع من اجلها.
ممارسة انتخابية تمت على ارض غزة المحاصرة منذ اكثر من 14 عاما، وحلقت فوقها مختلف طائرات العدو ومسيراته التجسسية والحربية، وتخللها غارات وهمية، وتعرضت لهجوم كاسح من الاشاعات التي استهدفت استقاء المعلومات فضلا عن توجيه غير مباشر للناخبين من خلال اعلان نتائج مزورة لتقدم زيد على عمرو.
انتخابات جرت بهدوء لولا صخب الاعلام وهدير الشائعات.
انتخابات حماس قد يصبح القائد فيها جنديا، بينما يصعد الجندي لموقع القيادة، ويتقبل الجميع النتائج بنفوس طيبة.
فحماس ربما الحركة الوحيدة فلسطينيا التي يجتمع مختلف رؤسائها الحاليين والسابقين تحت سقف واحد، ليؤدي كل منهم مهمته الموكلة إليه على أكمل وجه، فالمجاهد في عرف حماس لا يتقاعد، ولا يغادر موقع المسؤولية الا عندما تغادر الروح الجسد.
انتخابات ترسخ حكم المؤسسة لا الفرد، وتؤكد وجهة البوصلة نحو خدمة هدف التحرير لا الأشخاص.
فالصعود في عرف حماس هو ارتقاء نحو مواقع الشهادة، فجميع المرشحين لقيادتها تعرضوا لمحاولات اغتيال، كما تعرضت منازلهم للقصف والتدمير، وما زالت أسماؤهم على اللوائح السوداء للعدو المتربص متحينا فرصة للانقضاض.
انتخابات حماس فرصة دورية للمراجعة والتقييم والتقويم، وفرصة لتجديد الخطط وتحديث السبل والوسائل، ومحطة لاستنفار الهمم ورفع المعنويات واقالة العثرات.
انتخابات حماس ليست هدفا، بل وسيلة لضمان مواصلة الطريق نحو الهدف الأسمى بكل همة وتحفز ونشاط.
انتخابات لم تخلوا من بعض المآخذ والسلبيات، التي نأمل أن تتداركها القيادة الجديدة، لجهة عدم تكرارها، واستخلاص العبر لتبقى انتخابات حماس مفخرة ونموذج يضرب به المثل فلسطينيا عربيا واسلاميا.
تنبع أهمية انتخابات حماس في هذه الدورة الانتخابية، ربما لأنها قد تكون الأخيرة قبل الملحمة المرتقبة على طريق تحرير الأقصى والمسرى، وعودة شعبنا إلى أرضه وبيوته التي هجر منها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى