التظاهرات الاخيرة في السليمانية التي انطلقت يوم 20-11-2021 اشرت الكثير من الامور الخطيرة والمهمة نود الاشارة اليها كونها تتعلق بمنطقة مهمة واي حدث فيها ينعكس على العراق عموما والشيعة خصوصا
1/ مستوى العنف الذي تم استخدامه من القوات الامنية كان واضحا جدا بينما الراي العام الدولي والاقليمي يسكت في اقليم كردستان ويبالغ في بغداد عن حقوق الانسان المهم المراقبون امام حقيقة العنف التي تمارسها القوات الامنية في الاقليم وقوة ردة الفعل الشعبي الكردي مما يعكس عمق الاشكالات بين الجمهور والاسر الكردية الحاكمة التي فقدت رصيدها الاجتماعي وحب الجمهور لها وتعمقت خلافتها وفقدت قياداتها ونشاء جيل جديد من الطبقة القيادية الثانية غير قادر على حسم الخلافات والتواصل مع الجمهور
2/ توشر الاحداث وتطوراتها ان الكرد حتى في اربيل لايوالون الاسر الحاكمة لما يرونه منهم من اجحاف ونهب للثروات وان هذه الاسر خسرت الجيل الشبابي خصوصاان المتظاهرين هم من الشباب الجامعي وقد حصلت متغيرات كثيرة في العقل السياسي الكردي فقد كان القادة الكرد يحكمون الشعب الكردي باسم القومية الكردية والدفاع عن مصالحهم واخذ حقوقهم من العرب والى غير ذلك من المدعيات الان لايمكن للاسر الاقطاعية تغطية خلافاتها وتمزقها وسرقاتها بالترويج لهذه الافكار فان الشعب الكردي اليوم لايقتنع بها وانما يهمه العدالة والخبز وتامين مستقبله وانهاء التفاوت الطبقي وبهذا اليوم ينظر ال الطبقة الحاكمة بانها سارقة وطاغية بينما كان ينظر اليها قيادة صالحة معبرة عن مستقبله وتطلعاته
3- ايضا ان التظاهرات وان انطلقت بسبب الفقر والجوع والفساد الاداري الا انها تنعكس ايضاعن التصدعات الكبيرة بين الاسر الحاكمة في الاقليم وخصوصا في السليمانية وان الخلاف الحاد في الاتحاد بين جناح اولاد العم وبعض الشخصيات يزيد الخلافات في الشارع الكردي ويعمق المشاكل وينهي الامل في ان تكون السليمانية قادرة على ان تضبط الامن بل ستكون مسرحا للفوضى
وهنا ياتي دور مسعود في سحق الاتحاد واخضاعه لمطالبه ودور الخارج والداخل كل في توظيف الخلافات لصالحه ولكن يبقي الخليج والامريكان دوما يرغبون باشعال النيران على الحدود الايرانية لعلها تنتقل شرارتها الى الجوار
4- الصراع في السليمانية يربك الموقف الامني والسياسي في الاقليم ويجعل الديمقراطي يطالب اكثر من اي وقت اخر برئاسة الوزراء والذي كان من حصة الاتحاد وربما هذه الدورة القادمة يكون مطلب الديمقراطي اكثر جدية في الامر خصوصا مع تمزق الاتحاد والموسسات الامنية والخلافات حتى بين الموسسات الامنية في الاقليم فضلا عن تمزق العلاقة بين الجمهور وحكومة الاقليم وبالفعل لايوجد اي قائد يمكنه ان يوحد الجهود وينهي الخلافات وهذا يعني ان السليمانية ستبقى بورة للصراع وهذا مايريده الغرب حتى لا تجد ايران ارضا مستقرة صالحة للزراعة فان ان الخلافات في السلمانية والفوضي الامنية ينعكس على العلاقات بين السلمانية وايران في الجانب السياسي والامني والاقتصادي والسياحي وغير ذلك كون السليمانية حكومتها اكثر قربا من حكومة اربيل
5- الفوضى في السليمانية تنهي الامل الشيعي لدى البعض بجر كرد السليمانية الى شيعة العراق حال توجه مسعود الى سنة العراق لاحداث نوع من التوازن والضغط علي مسعود الا ان ظروف السليمانية ممزقة سياسيا ولا توجد قوة مسيطرة حتى يتم التعامل معها وحتى الاحزاب فيها وفق نتائج الانتخابات نجد الفوارق بينها تعكس متغيرات في الشارع الكردي وما حققه الجيل الجديد (9 مقاعد) يعكس العزوف الكبير من الاتحاد(17مقعد) واقبال الشباب الى الاحزاب الجديدة والحال هذه يكون خطوة خلق تحالف شيعي – كردي ( محور السلمانية) غير ممكنة
7- كشفت الاحداث في السليمانية الانحياز الخطير وغير العادل من الاعلام ومنظمات حقوق الانسان التابعة الى الغرب وامريكا وحتى الامم المتحدة فقد وجدنا موقف بلاسخارت السكوت من احداث السليمانية بينما كانت تتجول بين المتظاهرين قرب المطعم التركي بسيارة التكتك ولم نسع تصريحا او خبرا تناقلته قناة الحرة او العربية اوغيرها بينما تم تسليط كل الاضواء على تظاهرات عام 2019 ضد الشيعة وخصوصا قناة زاكروس المملكوة الى مسعود والتي تشن حربا ضد ايران وشيعة العراق .
