أحدث الأخبارلبنان

انفجار بيروت الكبير لغز واضح نظرياً

مجلة تحليلات العصر الدولية

في كلّ الجرائم والأحداث والحوادث يعدّ التّحقيق هو الكاشف الأصدق، حتّى وإنْ توفّرتْ لقطات تصويرية أو فديوية أو صوتية إنّما تكون قرائن أو مستندات إضافية لإكمال التّحقيق وبيان الأسباب الرّئيسية للحالة .
تطوير التّحقيق وتطوّره هو الضّرورة الأهمّ التّي تعتمد عليها الدّول النّاضجة ، وعلم التّحقيق يتوسّع بتوسّع العلوم الأخرى، ويتصل بها اتصالاً مباشراً، على أنْ يطوّر نفسه مع العلم، ويترك الإجراءات الكلاسيكية ، ففي العراق تجهد الجهات التّحقيقية للتّطور بشكل فرديّ، وبدون استراتيجية واضحةٍ، وقد نكون متأخّرين في ايجاد التّقنيات المهمّة في التّحقيق، باستثناء الجهات الاستخباراتية لجمع المعلومات، وهذه تطوّر نفسها دوماً لأنها ورثت الفكرة العامّة للدّولة من 1963 صعوداً في نظريات المؤامرة وغيرها .
نعود إلى موضوعنا ( انفجار بيروت ) فهو انفجار هائل شغل كلّ الأوساط، ووردت الكثير من الرّوايات في هذا الموضوع، منها: أنّ حدث بفعل خارجي ( صاروخ )، أو بفعل داخليّ ( احتراق حاويات مفرقعات )، ولكون الموضوع مهمّاً، وله تداعيات كثيرة ، وددنا أنْ نشارككم رؤيتنا في الموضوع .
حسب ما نشر من فيديوهات وصور وأخبار نتوقّع أنْ يصل عدد الضّحايا في الانفجار الكبير إلى أكثر من 800، وعدد الجرحى إلى أكثر من 6000 ألف شخص استناداً للمعطيات التّي سنذكرها أدناه في شدّة الانفجار، ودرجة الانصهار الحرارية، والتّأثير على المساحة المحيطة بالانفجار .
ومن خلال الفيديوهات التّي انتشرت من خلال مواقع التّواصل الاجتماعيّ سنقسم تحقيقنا إلى ثلاث أجزاء:
1. هي اللّهب ودرجة الانصهار.
2. ألوان الدّخان وأسبابه.
3. النّتائج المتوقّعة.
وهذا كلّه سيضعنا بنتائج ثابتة توضّح ماهية الانفجار، وبدون روايات مختلفة.
الأوّل: اللّهب ودرجة الانصهار
لكلّ لهبٍ لونٌ محددٌ علمياً يعرفه بصورة جيّدة كلُّ مَنْ يعمل في التّحقيقات في هذا الشّأن، وحتّى في الذّرات المنتشرة لهذا اللّهب، ومن الممكن معرفة ما هي درجة الحرارة التّي وصل لها اللّهب ولو أنّ اللّهب يختلف باختلاف درجة حرارته، فعندما يكون لون اللّهب أصفر فاتحاً عندئذٍ تكون درجة حرارته تصل إلى 1080 درجة مئوية ، وعندما تصل إلى 1205 درجة مئوية يكون لون اللّهب أبيض، وهذان اللّونان وصل إليهما انفجارُ بيروت، وهما ثاني وثالث أعلى انفجار ممكن أنْ يصل له أيّ انفجار، ولا يبقى أعلى من هذا اللّهب إلّا اللّهب الأبيض الذّي يميل إلى اللّون الأزرق والذي تصل درجته إلى 1400 درجة مئوية، كما رأينا الصّور الواصلة إلينا عبر التّلفاز .
وبالرّجوع إلى ألوان اللّهب الظّاهرة في الصّور نجد أنّ درجة الحرارة الواصلة إلى 1205 درجة مئوية هي درجة انصهار لمواد الألمنيوم: 660 ، والنّحاس: 854-1037، والبرونز: 698 – 1032، والحديد المسبوك ( حديد الشيش والشيلمان وغيره ): 1093 – 1537، واللّحام 182-250 والفضة 960 ، ممّا يعني أنّ أيّ مبنى في قطر 500 متر إلى كيلو متر هو مهدد بالانهيار نتيجة هذه الحرارة العالية النّاتجة عن هذا اللّهب ، وهذا يزيد الخسائر المادّية والبشرية نتيجة هذا الانفجار الكبير.
ثانياً :ألوان الدّخان النّاتج عن الانفجار وأسبابه :-
لكلّ دخان لونٌ، ولكلّ لونٍ أسبابٌ، وتبيّن ماهية المواد المشتعلة فالدّخان الأبيض يعني أنّ المواد المشتعلة هي واحدة من (الفسفور ، القش ، النّباتات ) ، والدّخان الأبيض إلى الرّمادي يعني أنّ المواد المشتعلة هي البنزين ، والدّخان الأصفر الغامق يعني أنّ المواد المشتعلة هي (النّترو سيليوز ، الكبريت ، حامض الكبريتيك ، حامض النّتريك ، حامض الهايدوركلوريك ، البارود)، والدّخان الأصفر المخضرّ يعني أنّ المواد المشتعلة هي غاز الكلور ، والدّخان الرّمادي الذّي يميل على بُني يعني أنّ المواد المشتعلة هي (خشب ، ورق ، قماش ) والدّخان البنفسجيّ يعني أنّ المشتعل هو اليود، والدّخان البُنّي يعني أنّ المشتعل هو زيت الطّبخ ،والدّخان البُني الغامق يعني أنّ المشتعل هو النّفط الخام ، والدّخان الأسود الذّي يميل إلى البُني يعني أنّ المشتعل هو التّنر ، التّربنتين ، والدّخان الأسود يعني أنّ المشتعل هو الآسيتون ، النّفط الأبيض ، البانزين ، زيوت السّيارات ، المطاط ، الفحم ، البلاستك ، القطران . وهذه الألوان من الدّخان ( الابيض ، الابيض إلى الرّمادي ، والاصفر الغامق ، والاصفر المخضر ، والرّمادي ، والبنفسجي ) كلّها موجودة في الدّخان المنبعث من الانفجار ، كما وصلنا عبر جهاز التلفاز .
ثالثاً :النّتائج المتوقّعة :

من خلال الاستعراض الذّي بيّناه نصل إلى حقائق قد تكون غير مكتملة لكن فيها ما فيها كالاتي :-
1. الانفجار الحاصل هو انفجار ثنائيّ، أي هناك مسبب لانفجار أوّل أدّى إلى انفجار ثانٍ هائلٍ، وهذا المسبب قد يكون بفاعل خارجيّ أو بشريّ، وهذا يفسّر وجود صوت واحد بالانفجار الثاني الكبير وليس صوتين .
2. ألوان الدّخان تبيّن بوضوح أنّ هناك موادّ عالية الانفجار ومواد متفجّرة ومكوّنات لمتفجّرات شديدة الاحتراق .
3. ألوان الدّخان تُبين احتراق كمّيات كبيرة من الوقود والملابس والاخشاب والورق .
من خلال هذه المعطيات فأنّ ترجيح كفّة أنّ الانفجار كان نتيجة عمل تخريبي أو عمل عدائي هي الكفّة الرّاجحة في هذا الموضوع.

◾ المهم ان وجود الطائرات الاسرائيلية…. ونوع الدخان… تثبت فرضية ان الضربة إسرائيلية….

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى