أحدث الأخبارلبنان

انفجار بيروت تأجيل لحرب ام ابعاد لسلام

مجلة تحليلات العصر الدولية

علي الربيعي

أستقبل العالم بدهشته المعهودة للاحداث الكبيرة بشرقه وغربه نبأ كارثة انفجار بيروت التى دمرت والحقت اضرار بالاف الوحدات السكنية والتجارية. اذ لم تبقى فضائية او صحيفة او اذاعة الا ونقلت الحدث. ورغم مرور اكثر ٣٦ ساعة على الحدث لازال العالم يتنظر تصريح المصادر الرسمية اللبنانية التي لم تستطيع لحد الان ان تجد بصمة ليد كانت وراء كارثة بيروت التي جعلت لبنان يبيت ليله يضمد جراحة ويصبح يومه على حداد لضحايا وصل اعدادها اكثر من ١٣٥ قتيل وقرابة ٥٠٠٠ جريح او ربما وجدت البصمات ولكن الصمت اكبر من خوف التصريح عما تكشف لها. إنه لمن التدليس في القول او التمويه عن المجرم الحقيقي ان نرمي بكارثة من هذا الحجم على مجموعة ارهابية منفلتة ليس لها ولاء او انتماء لوطن او عصابة اجرامية عديمة المشاعر الانسانية او اهمال مسؤول. ولكن من في فمه دم ماذا عساه ان يتكلم.
ورغم شكل الانفجار الذي يحمل صورة لاتحدث الا في انشطارات قنابل اليورانيوم المنضب الا ان كل ماصرحت به المصادر الرسمية في لبنان هو نتيجة انفجار المستودع رقم ١٢ الذي خزنت فيه الامونيا منذ سنة ٢٠١٤ بعد فشل الصفقة التجارية لها بين الدولة المصدرة وهي جورجيا والمشتري دولة موزنبيق بسبب الاهمال. والسؤال مالذي جاء بمادة الامونيا الى لبنان بعد نكول الدولة المشترية. ومالذي جعل الحكومة اللبنانية تكتفي بفرض الاقامة الجبرية على المهملين المسؤولين عن خزان الامونيا دون الذهاب الى ماهو ابعد وهو البحث عن المجرم الحقيقي. اذ من الاجرام ايضا هو تضييع الجريمة في ظلمات بين الاتهام والشك لحين ان يبرد العزاء على الدماء التي سفكت في هذه الجريمة القذرة. فقد جعلت الحكومة اللبنانية القراءة السياسية الرسمية لحادث الانفجار كقراءة الفنجان دون التعرض لما قبل الحدث او ما بعده وربما ذلك نتيجة ضغوط عالمية.

العالم اليوم على شفير حفرة نار حربين يترقب الاولى بين حزب الله واسرائيل، وهي التي تأجلت بهذا الانفجار. والثانية بين القوتين الصين وأمريكا للسيطرة على العالم، وبذلك سوف تتباعد فرص السلام بين الشرق النامي والغرب القوي اقتصاديا اذا مانشبت حرب بينهما. فهناك ازمات تتفاقم بين الصين وامريكا قد تنتهي بحرب تدمر احدى القوتين. وعودة الى لبنان ففي الخامس والعشرين من تموز لهذا العام نفى الامين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله ادعاءً إسرائيليا ان حزب الله يستخدم موانئ بيروت لتخزين السلاح. وقال في كلام نفيه ان الغرض من هذا الاتهام انما يراد به الوصاية الدولية على الموانئ اللبنانية والسيطرة على قرار لبنان السياسي. كذلك فان هناك زيارات مكوكية لوفود صينية تترد على لبنان منذ منتصف عام ٢٠١٨ ولحد الان للتداول مع الحكومة اللبنانية حول الاستثمار في لبنان. فهي (الصين) تريد الاستثمار في قطاعات الطاقة والقطارات والنفط والهدف الاكبر من وراء هذه الاستثمارات هو الوصول الى السواحل الشرقية للبحر المتوسط للاستثمار في طاقة الغاز الصاعدة عالميا والموجود بكثرة في المياه الاقليمية اللبنانية. امريكا اليوم جعلت تقارب دول الشرق الاوسط من الصين خط احمر دون استثناء عدا ايران التي اثبتت امتلاكها لقوة المواجهة. في الامس القريب امريكا دفّْعَتْ رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ثمنا بازاحته عن السلطة وهددته بالقتل (حسب تصريح له) حين ذهب الى الصين لابرام اتفاقية النفط مقابل بناء البنى التحتية الى جانب الاستثمار في العراق. كذلك اليوم تدفع لبنان الثمن لنفس هذا التقارب مع الصين. فانفجارات ميناء بيروت التي وصلت تردداتها حتى جزيرة قبرص ومسحت الاقتصاد اللبناني بالارض بعد ان كان متلكئا لاتخلو اسبابها من هذا التقارب بين بيروت وبكين. والسؤالان اللذان يبحان اجابة:
– لماذ كان وقت الانفجار بعد يومين من اطلاق سراح طاقم السفينة المولدافية المحتجزين منذ ٢٠١٤، التي كانت تنقل الامونيا بين جورجيا وموزنبيق وبعد وصولهم الى بلدانهم؟
– من هي الجهة المنفذة للانفجار هل هم عملاء في الداخل ام دولة اقليمية ام عصابات ارهابية بمساعدة مخابرات عالمية؟.
واخيرا لابد من القول وان كان الفاعل واداة التفجير بدأت تنكشف من خلال تسجيلات كاميرات المراقبة العامة وبعض لقطات الفيديو لجوالات المواطنين اللبنانيين القربين من المرفأ، الا ان الزمن او ربما التحقيق الفرنسي كفيل ان يدل على الفاعل الحقيقي اذا ما اتخذ التحقيق مجرى العدالة والحياد لان فرنسا معنية بهذا الانفجار فهي فقدت ٢٠ مواطنا يحملون الجنسية الفرنسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى