أحدث الأخبارشؤون امريكيةشؤون اوروبيية

اوروبا ترفض الموت من أجل مصالح أمريكا

مجلة تحليلات العصر الدولية / صحيفة الاحداث السياسية

تحت العنوان أعلاه، كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد”، عن موقف الأوروبيين من روسيا والصين، مقارنة بموقفهم من الولايات المتحدة.

وجاء في المقال: تظهر استطلاعات الرأي اتجاها مقلقا لواشنطن: مزيد من الأوروبيين لا يرون في روسيا منافسا، إنما في الولايات المتحدة. حتى إن هناك من يقول: في حال نشوب صراع عسكري بين الولايات المتحدة والصين أو روسيا، فإن الدول الأوروبية، على الرغم من عضوية الناتو، لن ترغب في الموت من أجل أمريكا.
وفي الصدد، قال مدير مركز الدراسات الأوروبية والدولية الشاملة بالمدرسة العليا للاقتصاد، دميتري سوسلوف، لـ”فزغلياد”: “لا يرى الأوروبيون في الصين وروسيا اليوم تهديدا وجوديا، خلاف التهديد الذي كان يشكله الاتحاد السوفيتي لأوروبا والذي تشكله روسيا والصين الآن للولايات المتحدة. الصين، بالنسبة للولايات المتحدة خصم يكاد يكون نديا الآن، وسيكون نديا تماما في المستقبل، ويمكن أن يحرم الولايات المتحدة من مكانتها كقوة عظمى وبالتالي يضع حدا للطموحات الأمريكية في زعامة العالم والهيمنة. أما روسيا، فخصم جدي ولكن غير قادر على مجاراة الولايات المتحدة وعلى تحديها وجوديا، إنما يضع زعامة أمريكا العالمية موضع شك ويخلق عقبات جدية أمام السياسة الخارجية الأمريكية. ليس لدى الأوروبيين طموحات مثل الأمريكيين. علاوة على ذلك، يتعاون الأوروبيون الغربيون مع روسيا وجميع الأوروبيين مع الصين بشكل مربح جدا لهم، ويودون الحفاظ على هذا التعاون. ولا يريدون أن يصبحوا بيادق في اللعبة الأمريكية”.
وتؤكد الدراسات الاجتماعية هذا المنحى. فوفقا لمسح أجراه المركز الأوروبي للعلاقات الخارجية، فشلت الولايات المتحدة في إقناع الأوروبيين بالحاجة إلى التعبئة ضد روسيا والصين، على الرغم من القصف المعلوماتي. فـ 17% فقط من الأوروبيين يعدون روسيا عدواً، و 18% يرون فيها خصما. وهناك ما مجموعه 35%  يرون أن روسيا “شريك ضروري”. و 7% واثقون من أن موسكو حليف.
الأرقام الخاصة بالصين محزنة للأمريكيين أيضا: 12% يعدونها عدواً، و 25% خصما، و 36% شريكا ضروريا.
ومع ذلك، فإن الأسوأ هنا هو نظرة الأوروبيين إلى الولايات المتحدة: 4% من الأوروبيين يصفونها بالعدو و 12% بالخصم؛ و 22% لا يرون في حليفتهم في الناتو والغرب الجماعي حليفا لهم. ولا ترى أوروبا أي سبب للتورط مع صراع هي بغنى عنه، من أجل دولة لم تعد حليفا خاصا لهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى