أحدث الأخبارايران

ايران:الى ماذا ترتكز طهران … في تصلب موقفها

✍… صالح القزويني

العصر-عندما يشكك البعض في اصل واساس الصراع الايراني الأميركي ويعتقد انه ليس هناك اي صراع ولا هم يحزنون، وانما مجرد سيناريو يلعبه كل طرف لتحقيق أهداف اقليمية ودولية؛ فلإنه عندما يريد تطبيق الأسس والقواعد المنطقية للسياسات الدولية على هذا الصراع، لايجد اي منها ينطبق عليه.

▪️فيرى هؤلاء، ان العنوان الأول والرئيس لسياسات واستراتيجيات الدول هو المصالح، ووفقا لهذه القاعدة الذهبية في العلاقات الدولية، ونظرا لما تعلنه الجمهورية الإسلامية الإيرانية من انها تخضع لحصار ظالم أتى على الحرث والنسل، فانه من المفترض أن تتلقف طهران أية بادرة أو خطوة غربية سواء كانت أميركية أو أوروبية لتخفيف أو انهاء الحظر المفروض عليها، غير أن مواقف وتصرفات طهران لا تدل على ذلك بتاتا.

🔸فهي تطرح شروطا للعودة للالتزام بالاتفاق النووي يعتبرها الآخر كبيرة، وهذه الشروط لا تطرحها كأداة تفاوضية ترمي الى رفع سقف المطالب الى أعلى درجة من أجل تحقيق الشروط المطلوبة وحسب، وانما الاصرار على الشروط ينبئ بأنها مرتاحة من وضعها الحالي ولا يهمها ما اذا كان الآخر سيوافق أو يرفض شروطها.



✨. **هذا هو ظاهر ما يجري حاليا بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والغرب، ولكن هل حقا ان ايران في غنى عن الاتفاق النووي**؟

لا ليس كذلك، بل ان ايران بحاجة اليه، ولكن اذا كان الاتفاق لا يلبي ادنى مطالبها فلا حاجة ولا خير فيه.

يعود اصرار ايران على مطالبها الى عدة أسباب، من أهمها:

1⃣: ان أقصى ما سيقوم به الغرب ضد ايران لو فشلت المفاوضات النووية هو فرض العقوبات، بينما تأقلمت ايران مع هذه العقوبات ولم تعد تفتك بها بل انها أوجدت البدائل التي تلتف عليها، ومع انها دفعت اثمان باهضة للبدائل ولكن لن تصل ال اثمان الاستسلام لللارادة الغربية حسبما يرى الايرانيون.

ووفقا للحسابات الايرانية فان الوضع ما لم يتطور الى حرب بين الطرفين فانه يمكن تحمل العقوبات واحتوائها واحباطها، لذلك فان أي حل لا يلغي كافة العقوبات ويعيد ايران الى وضعها الطبيعي في المنطقة والعالم فانه مرفوض، وستواصل طهران رفضه مهما كلفها الأمر.

2⃣: ايران تعتقد انها تمتلك البرنامج النووي الذي من خلاله تستطيع أن تتلاعب بأعصاب الغربيين واثارة سخطهم ورعبهم مع كل اعلان عن القيام بخطوة متقدمة في تطويره، كرفع درجات تخصيب اليورانيوم أو استخدام أجهزة متطورة فيه، خاصة وان الجميع يتحدث عن أن الاتفاق النووي هو السبيل الوحيد الذي يتحكم بالبرنامج النووي الايراني، مما يتعين على الجميع العودة اليه.

صحيح أن حديث البعض عن قرب امتلاك ايران للقنبلة النووية لا يمت للواقع بصلة، وصحيح ان البعض يسعى من خلال ذلك تأليب العالم ضد ايران أو تحقيق غايات أخرى، إلا أن ذلك لا يزعج ايران بل يعد أحد السبل لدفع الغرب الى المضي قدما نحو ابرام الاتفاق النووي والغاء العقوبات عن ايران.



3⃣: الظروف التي يمر بها الغرب تدفع ايران الى المزيد من التمسك بشروطها ومطالبها، فبالأمس القريب لم تكن الأوضاع السياسية والاقتصادية تسمح للغرب بالانتفال من العقوبات والتهديدات والحرب النفسية الى المواجهة العسكرية، واليوم اصبحت أوضاع الغرب أكثر تدهورا بعد الحرب الأوكرانية.

أولوية الغرب في الوقت الراهن هو تحقيق الانتصار على روسيا في الحرب الأوكرانية، ويعتقد الغرب أنه اذا استطاع اطفاء سائر الملفات المتأزمة ومن بينها الملف النووي ومعالجة تبعات الحرب الأوكرانية ومن بينها قضية الطاقة، فانه سيستطيع تحقيق الانتصار في أوكرانيا، ايران ليست مستعدة لتقديم هذه الفرصة الذهبيية للغرب مقابل لا شيء.

🔸✨. هذه أبرز الأسباب التي تشجع طهران على الاصرار على موقفها ومطالبها، بل أن اجتماع البرلمان الايراني أمس الأول الأربعاء مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي ووزير الخارجية ورئيس منظمة الطاقة الذرية، عقد لتقديم الدعم السياسي الكامل للمفاوض الايراني ليواصل صموده واصراره على المواقف والمواقف وعدم التنازل عنها بتاتا، لذلك عندما تتحدث طهران بأن الكرة في ملعب واشنطن، فانها تعني بذلك انها ليس لديها المزيد لتقديمه للغرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى