أحدث الأخبارايران

ايران…فنزويلا… قانون القوة… وتوازن المصالح!

مجلة تحليلات العصر الدولية

بقلم: السيد حيدر الحبوبي

نعم ان هذا (التمرين التعبوي) والذي دشنته طهران وكاراكاس ، كان بدايةً جريئة كسرت مفاعيله المرتكزة على (قاعدة القوة) وفقاً لموازين وقواعد القانون الدولي كتجارة دولية مشروعة تحميها قواعد القانون الدولي، ولذلك فان ايران سارت في ذات الطريق وبالانتقال الى مربع السيادة، حيث ان سلسلة التصديات (الاختبارية)،تلك التي بادرت طهران باتخاذها وفي اهم محطاتها كان إسقاط (المسيرة الاستراتيجية)
بداية هذا العام وتلاها الرد المباشر والسريع عقب اغتيال الشهداء، قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما ، حيث استهدفت الصواريخ الإيرانية الجزء الأمريكي في قاعدة (عين الأسد)، فقد كانت تلك من محطات المواجهة في الحقيقة (تمريناً تعبوياً) دلالة ميدانية حقيقية،
(فالسيف اصدق انباءً من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب)!!!
نعم .. كان ذلك ليس عملية (رد فعل) فحسب،
وانما كان ذلك عبوراً الى ضفة الصراع الأخرى بمدياتها الاستراتيجية، ليس لان ايران كانت ومازالت تمتلك كل عوامل ومستلزمات المواجهة المحتملة آنذاك ،
وانما كانت هي ومازالت (مرتكزة) ستراتيجياً لدرجة أوصلت رسالة لواشنطن باحداثيات ذلك التصدي الشجاع والرد الأشجع ، فادرك حينها السيد (ترامب) بان (تحت الضلع داءً دويا) وكل منا يتذكر تلك التصريحات المرتبكة التي (تعنتر) فيها ترامب وكمن سقط مابين يديه،
وباختصار كان قد اعادت طهران اليه رشده( لهنيهات). تلك الواقعتين، فخرس ولم يكن (يلوي على شيء).
ولتبدأ مرحلة هذا (التمرين التعبوي) الاستراتيجي
الثالث بوصول طليعة شحنات النفط من ايران الى فنزولا والذي جرى كله تحت اشعة شمس الكون وليس ذلك فحسب، وانما كانت طهران وبتسييرها لتلك الشحنات لتعلن وعلى الملاء مهددة ومنذرة واشنطن بالاسم بان ردها سيكون مباشراً وموجعاً لأي عرقلة قد تتعرض لها تلك الشحنات ، وتلك الإنذارات التي رافقتها (زفة عرس بوليفارية) قام بها نسور الجو الفينزويليون (عراضة) رائعة ارتقت فيه دروع التحدي الثوري (التشافيزي)
وبالمقابل قوات واشنطن متسمرةً بأطار حكمة قاعدة (توازن المصالح)،
فاللعب بنار النفط هنا يراكم الأزمات الكارثية لواشنطن المعلن منها غير المتستر عليها ، فمن الموئكد ان سلامة وصول تلك الشحنات ستفتح أبواب كسر حواجز الانتظار والتردد، حيث أضحى لكل تلك الدول الواثبة نحو القطبية
ستجد الطريق سالكاً لالتقاط مصالحها من (سلال التسمر) الأمريكي ، حيث ستغدو تلك (الصفقة )سابقة سياسية وقانونية تاريخية سيعتمد عليها الواثبون من حلفاء طهران وفنزويلا في سعيهم للوصول الى القمة لإزاحة واشنطن عن (القممية) لتلقيها في اوحال النظام الرأسمالي القذر الذي تربعت عليه منذ عقدين دون منازع، فمسيرة الألف ميل تبدء بخطوة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى