أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةشؤون آسيوية

ايها العالم .. تجهز لمرحلة ما بعد الصهيونية والسعودية السياسية ؟؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - علي رباح

لطالما رأيت أن ما بين الصهيونية والسعودية السياسية المتحالفة مع التطرف الوهابي تقارباً، يكاد يُلامس التطابق، مع فروقات عادية مرتبطة بلحاظ البيئة الاجتماعية والجغرافية، وبمعزل عن ارتباط الاثنتان بداعمٍ واحد في نشأتيهما، الا وهو ابالسة المخابرات البريطانية، اساتذة فن الاستعمار والثعلبة والاختراق واشعال الحرائق والتدمير الذاتي للمجتمعات، حيث تبدو السي أي ايه كتلميذة صغيرة في مدرستهم، فإن لوحة تأسيسهما رُسمت بريشةً واحدة، والمتتبع لسلوك عصابات الارغون والشتيرن والهاغانا وسلوك عصابات ال سعود، واستمرار حكمهما (الذي بدأ مع بريطانيا ومن ثم ورثتهما الولايات المتحدة الاميركية) سيرى التشابه العميق بدءاً من الارتباط بمنظومة دينية دوغماتية زيلوتية وليس انتهاءاً بعمليات القتل والسحل وكل فنون الشر.
ولكن ما أنا بصدد الاشارة اليه، وان بدا غريباً ان انهيار المنظومة الصهيونية سيتبعها حكماً انهيار الاخرى، أي السعودية السياسية كمنظومة حاكمة، فالاثنتان استمدتا بقاؤهما بفعل التفاعل المخفي، ومن وراء الكواليس، فلا الصهيونية كانت ستبقى لحظة لو ان نظيرتها السعودية تخلت عنها وانقلبت عليها، ولا الاخيرة كانت ستستمر لو انها قررت عداء الصهيونية.

الصهيونية ستنهار عاجلاً!!
لن ادخل في تحليل الشخصية اليهودية الصهيونية لجهة جبنها وخوفها وترددها وتشكيكها، ولن ادخل ايضاً في نقاش موازين القوى وقدرات العرب الهائلة، المفعّلة والكامنة، المحبوسة تحت تواقيع اتفاقيات، قل ما شئت فيها من تعابير الخيانة والنذالة، ومصانة بأجهزة امنية عميلة همها حماية الكيان من هذه القدرات، ولن اذكركم بسنن التاريخ الالهية، ودورة حياة الامبراطوريات الظالمة والمستبدة، وفي حالتنا اليوم اعني الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل.
انا سأركز على نقطتين جوهريتين قلبت معادلة الصراع بنسبة كبيرة، حتى تغيرت الاشكالية المطروحة في السابق “هل يمكن هزيمة الصهاينة” الى رؤية واضحة “كم تبقى لهذا الكيان من وقت”، وكأننا نستعجل انهياره، وهذا حقنا، وننتظر الموعد في القريب العاجل متأملين في ساعة اختفائه الرملية.

النقطتان الجوهريتان:
يؤسفني ان اقول ان حروب الجيوش العربية خدمت الكيان الصهيوني، لأسباب لن اناقشها هنا، وثبتت تفوقه وقدرته، وضعفنا نحن كعرب، وانتهى المطاف بالكثير منا الى الاستسلام او القبول بالامر الواقع او اللامبالاة بالحد الادنى، ولكن بضع فئات مجتمعية رفضت وثارت، إنطلقت من لبنان وفلسطين وهما الكيانان الاضعف على الساحة العربية، لتغير كل المعادلات وتطيح بكل المسلمات المفترضة والاشكاليات، وتؤسس لوعي جديد تشكل عند الامة وعند العدو في نفس الوقت، عبر العمل على مراكمة قدرات وخبرات وانجازات وبالتالي تغير المشهد السابق.
النقطة الاولى: الوعي الذي تشكل عند العرب والمسلمين وما زال حتى الآن في طور الاكتمال، وأعطته الحرب الحالية بين المقا ومة والعدو دفعة جديدة صادمة، هو الثقة عند هؤلاء انه يمكن ازالة هذا الكيان اللقيط، لا هزمه فقط، في حال تضافرت الجهود الجمعية، فمناظر قطعان المستوطنين وهم يفرون هلعين من بيوتهم، وقد تخلوا عنها بسرعة فائقة، دون ان يعملوا على الدفاع عنها ولو لبضع دقائق، ومشاهد الجنود وهم يصرخون بشكل هستيري خوفاً ورعباً، اكدت ما حاول تأكيده الاف الشه داء والمجا هدين في لبنان وفلسطين لأمتهم العزيزة، بأن المجتمع الصهيوني سريع الانهزام معدم العقيدة المثبتة لحضوره في جبهات القتال، يستعين بفارق القوة الكبير المستند الى الالة وتفوقها، وان اختلّ هذا الفارق ولىّ الادبار.
النقطة الثانية: اما الوعي الذي تشكل عند العدو، هو أنه خاسر في معركة الوجود والبقاء، وهو يرى نفسه غير قادر على تغيير الصورة النمطية له في العقل والوجدان العربيين (بمعزل عن بعض التافهين المتعاملين وبعض مستنقعات الذباب الالكتروني)، فكل جهوده التطبيعية والتسويقية، وتحويل وجهة الصراع معه الى صراعات بينية مختلفة على امتداد المنطقة، تسقط عند اول حادثة تستنفر الوجدان العربي والاسلامي، وهو بتركيبته مستفز ويُخطئ، فيخدمنا ليعيد تصحيح اتجاه هذه البوصلة.

وضع السعودية السياسية ليس بأفضل
بإختصار، أخطأ حكام ال سعود بهجومهم على اليمن، ليقاربوا التجربة الصهيونية، وبما ان الكيانين مرتبطان بالعمق الاستراتيجي، فهذا يفترض ان انهيار الاول، سيُرتب انهيار الثاني وبطريقة دراماتيكية متشابهة، فهما في الذاكرة الشعبية ك “فخري واللخري” وفهمكم كفاية
والسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى