أحدث الأخبارسوريامحور المقاومة

بالدولارات والأسلحة الأمريكية تعيد الحياة لعناصر “داعش”.. ما وراء حالة انعدام الأمن في جنوب شرق سوريا؟

مجلة تحليلات العصر / الوقت

لا تزال الأجزاء الغربية من محافظة “دير الزور” والجزء الشرقي من محافظة حمص في المحور الجنوبي الشرقي لسوريا ملوثة بالعناصر السرية التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، على الرغم من العمليات العديدة للقوات السورية ومقاتلي جبهة المقاومة في تلك المناطق. وفي الأسابيع والأشهر الأخيرة، كثفت عناصر تنظيم داعش السرية من تحركاتها، وخاصة في الجزء الغربي من محافظة دير الزور، ونفذت عدة عمليات ونصبت العديد من الكمائن، وقتلت وجرحت العشرات من السكان والمقاتلين خلال هجمات غادرة قامت بها على هذا المحور.

وحول هذا السياق، قال “أسامة دنورة” المحلل السياسي السوري: “إنه لا يخفى على أحد أن المواطنين المدنيين في سوريا وخاصة منطقة دير الزور عانوا الأمرين بسبب الأعمال الإرهابية وخاصة أنهم واجهوا أزمات محاولات تجنيدهم للعناصر الإرهابية ومن يعترض تتم معاقبته ووصل الأمر لدرجة زرع عبوات ناسفة في بعض المناطق وتسبب ذلك في مقتل العديد من المواطنين”. وأضاف، إنه بعد مغادرة الروس من مدينة دير الزور، تعرض السكان هناك بشكل متكرر لهجمات من قبل إرهابي تنظيم الدولة وخاصة أنه لوقت طويل قامت القوات العسكرية الروسية بحماية المدينة من الإرهابين، لكنهم انتهزوا فرصة المغادرة لاجتياح دير الزور مرة أخرى وخاصة أنه معروف لدى الجميع أن من يقف وراء هذه الهجمات وأعمال الشغب في المدينة هم عناصر تنظيم الدولة الإرهابي ضمن محاولاتهم لمقاومة السلطة السورية.

ولقد استهدفت هذه العناصر الإرهابية خلال الايام الماضية حافلة ركاب قرب بلدة “كباجب” على طريق الواصل بين مدينتي دير الزور وتدمر، ما أسفر عن مقتل 30 شخصا وإصابة عدد آخر، وهو أحدث هجوم شنته جماعة داعش الإرهابية على هذا المحور خلال الأسبوع الماضي. الجدير بالذكر أن صحارى الأجزاء الغربية من محافظة دير الزور والأجزاء الشرقية من محافظة حمص أصبحت مكانًا مناسبًا لتدريب العناصر السرية التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، وخلال الفترة الماضية ساعدت الدولارات والاسلحة الأمريكية، الإرهابيين على إعادة تجميع صفوفهم في هذه المنطقة الشاسعة بعيدًا عن أنظار القوات السورية والمقاومة.

ووفقاً للعديد من المصادر الاخبارية، فإنه من أصل المساحة الإجمالية التي تبلغ 19 ألف كيلومتر مربع في جنوب وجنوب شرق وشرق محافظة حمص وجنوب وغرب محافظة دير الزور، هناك حوالي 5000 كيلومتر مربع ملوثة بعناصر سرية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي وباقي المناطق الأخرى لا تزال تحت سيطرة الجيش السوري ومقاتلي جبهة المقاومة. وتعتبر الحدود الجنوبية لبلدة “السخنة” إلى أطراف مدينة تدمر بمحافظة حمص والمناطق المتاخمة لمحافظة دير الزور أكثر المناطق تلوثًا بهذه العناصر الإرهابية، وهذه المناطق أصبحت مؤخراً هدفاً لإرهابيي داعش لخلق حالة من انعدام الأمن. ومع تزايد تحركات وهجمات إرهابيي داعش في جنوب وغرب محافظة دير الزور وجنوب وشرق محافظة حمص، شنت قوات الجيش السوري وجبهة المقاومة بالتعاون مع الجيش الروسي في الأسابيع الأخيرة عمليات في هذه المنطقة لتطهير المناطق الملوثة بالعناصر الإرهابية.

وبالتزامن مع عمليات القوات السورية والمقاومة في هذه المناطق المهمة والحساسة، نفذ مقاتلو الحشد الشعبي وقوات الجيش العراقي عمليات في المناطق المتاخمة لهذا المحور (جنوب وجنوب شرق سوريا) للقضاء كلياً على تلك العناصر السرية التابعة لتنظيم داعش الإرهابي. ووفق المعلومات التي تم الحصول عليها، فقد تم تنفيذ عملية عسكرية من قبل قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي لتطهير المناطق الملوثة بإرهابيي داعش في محور “وادي حلفايا و …” على الحدود مع سوريا. وفي الأشهر الأخيرة، بذلت عناصر داعش السرية جهودًا كبيرة لزيادة تواجدها في المحاور الشرقية والجنوبية الشرقية لمحافظة حمص (جنوب سوريا وبالقرب من الحدود مع العراق) لفتح الطريق أمام تسلل واسع النطاق لعناصرها إلى محافظة الأنبار العراقية، لكنها فشلت وأصبحت الآن غير قادرة على القيام بذلك ولهذا فقد ركزوا على خلق حالة من انعدام الأمن في هذا المحور من خلال تنفيذ عمليات محدودة وغادرة على بعض المناطق في هذا المحور.

ووفق مصادر ميدانية، فإن القوات العراقية تقوم حالياً بعمليات عسكرية في المناطق المتاخمة للمناطق الملوثة بالعناصر الإرهابية في محافظتي دير الزور وحمص بهدف استكمال عمليات قوات الجيش السوري لزيادة الضغط على الخلايا السرية لتنظيم داعش الإرهابي. وتقع المناطق الحدودية مع المناطق الملوثة بالعناصر الإرهابية في جنوب وجنوب شرق سوريا بالقرب من المناطق الغربية والجنوبية الغربية لمحافظة الأنبار (من معبر القائم إلى الوليد) ولها حوالي 230 كيلومترًا من الحدود مع جنوب محافظة دير الزور وجنوب وجنوب شرق محافظة حمص وسبب قيام القوات العراقية بتنفيذ عمليات عسكرية على هذا المحور من الأراضي العراقية هو من أجل التأثير المباشر على التطورات الميدانية في المناطق الموبوءة بالعناصر الإرهابية في سوريا.

ويقع هذا الشريط الحدودي بين البلدين الصحراويين ويوفر فرصة للخلايا السرية للخلية الإرهابية لعبور العناصر الإرهابية إلى جنوب شرق وجنوب سوريا (بادية حمص ووادي الولج وطار الصريم والزبية). ويوفر هذا الشريط الحدودي الفرصة للعناصر الإرهابية للتحرك بحرية في محافظة الأنبار العراقية واستخدام هذا الطريق كمكان آمن لزيادة تحركاتهم وتنفيذ هجمات غادرة. ومن العوامل المهمة التي زادت من قدرة العناصر السرية لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على تنفيذ عمليات غادرة في جنوب وجنوب شرق سوريا والمناطق الحدودية على الأراضي العراقية، وجود قوات الاحتلال الأمريكية في مدينة التنف (جنوب محافظة حمص) ومحافظة الأنبار الوسطى والغربية. حيث يحصل إرهابيو داعش باستمرار على الأموال والأسلحة في هذه المنطقة من القوات الأمريكية بشكل مباشر.

ويعبر المسار الاستراتيجي لـ”طهران – البحر المتوسط” الحدود العراقية العراقية (معبر القائم بمحافظة الأنبار) مع سوريا (معبر البوكمال جنوب محافظتي دير الزور وحمص)، وهذا الأمر هو ما أخاف الأمريكيين لأنهم يعلمون جيدا أن الآثار الاقتصادية لهذا الطريق الاستراتيجي سوف تصب في مصلحة الاقتصاد الإيراني. ووفقاً للعديد من المصادر الاخبارية، يحاول الأمريكيون، تقديم دعم مالي وعسكري لعناصر سرية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، من أجل جعل الحدود المشتركة بين العراق وسوريا (محافظات دير الزور وحمص والأنبار) غير آمنة وقطع هذا الطريق الاستراتيجي بين طهران والبحر المتوسط، لأنها تعلم جيدا أن هذا الطريق الاستراتيجي سوف يصب في مصلحة شعوب المنطقة.

وحول هذا السياق، قال “حسام طالب” الخبير بشؤون الجماعات الارهابية: “اليوم الاستهدافات التي يقوم بها داعش هي حرب أمنية بتوجيه امريکي وسلاح امريكي واستطلاع امريكي أيضاً فهذه المجموعات الصغيرة لايمكن ان تستطلع في مناطق مساحتها الاف الكيلومترات لذلك تحتاج إلى تكنولوجيا من طائرات مسيرة من اتصالات لكي تستطيع ان تقوم بهذه العمليات الارهابية لقطع الطريق الواصل بين سوريا والعراق”. وفي الختام يمكن القول إنه مسرح آخر تلعب فيه القوات الامريكية دوراً ينسجم مع حراك تهريب الارهابيين الى عمق البادية وبالتوازي مع دور لقاعدة التنف في حماية خلايا التنظيم وتوجيهها في البادية وهي التي تتحرك من جنوب شرق الرقة والسخنة في الغرب وقاعدة التنف جنوبا ومحطة التي تو شرقا وريف دير الزور جنوبا وسط مساحة انتشار واسعة في منطقة يراها الكثيرون انها الفاصلة في الحرب مع الامريكي. وأن احياء داعش هو مطلب امريكي لاشعال المنطقة اكثر واكثر والقضاء على ما تبقى من ارهابيين في البادية السورية يحتاج الى جهد امني وعسكري كبير بالتوازي مع اخراج الامريكيين من التنف والتي تشكل منطلق تحركاتهم في البادية السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى