أحدث الأخبارالعراقشؤون امريكيةمحور المقاومة

بايدن.. اطفئ نرجسيتك وتصرف بمنطق العقل وإلّا.. فالقادم أعظم

مجلة تحليلات العصر الدولية - السيد ابو ايمان

يقال ان مقياس النرجسية الاميركية ارتفع اثر الهجوم الصاروخي الجديد الذي استهدف قاعدة “عين الأسد” الجوية الاميركية المحتلة والذي جاء بعد هجوم اقل ما يقال عنه انه “هجوم مخانيث” باستهداف قوات عراقية رسمية للحشد الشعبي مرابطة غربي العراق.

 

قال الرئيس الاميركي الجديد “الذي خلف الرئيس السابق الارعن دونالد ترامب”، للصحفيين قبل اجتماع مع مشرعين في المكتب البيضاوي “حمدا لله لم يُقتل أحد في الهجوم الصاروخي… نعمل على تحديد هوية المسؤولين وسنصدر قراراتنا عندما نصل إلى هذه اللحظة”.

بايدن المستعجل

هكذا وبجرة قلم ختم بايدن المشهد المأساوي لجنوده المحتجزين على ارض العراق وهو قابع في البيت البيضاوي بعيدا عن نار الحرب التي اشعل اوارها باستهداف قوات عراقية رسمية في نقطة مراقبة على الحدود العراقية السورية داخل اراضي العراق يستخدمها رجال المقاومة للدفاع عن حياض بلدهم بوجه المسلحين الارهابيين التكفيريين من جماعة “داعش” الوهابية التي تحتضنهم وتمولهم واجهات مشبوهة عربية واجنبية لاثارة الوضع الامني والسياسي داخل العراق ولخلط الاوراق لتمرير اجندة اميركية و”اسرائيلية” معروفة.

قرار التصدي للقوات العراقية كان قرارا خاظئا بامتياز لم يستعن فيه بايدن بخلايا عقله والمنطق الذي كان من المفترض انه يوجب عليه التريث قبل اتخاذ اية خطوة متهورة لا تصب في مصلحة رئاسته ولا جنوده المتخندقين المرعوبين في القواعد الاميركية غير الشرعية داخل العراق بعد ان طالب العراقيون وممثلوهم في البرلمان وباغلبية الاصوات باخراج هذه القوات المحتلة باسرع وقت من هذا البلد الذي سيكون بقاؤهم فيه وبالا عليهم وعلى من قرر بقائهم على هذه الارض الطاهرة.

لانه ذاق البأس العراقي.. البنتاغون اكثر حذرا من بايد

البنتاغون كان اكثر حذرا وعقلانية من رئيس الولايات المتحدة جو بايدن عندما اعلن إنه من السابق لأوانه الوصول إلى أي استنتاجات، مضيفا انه كانت هناك عشر “صدمات”، بدل ان يصعد اللهجة ويقول عشرة صواريخ، ثم اوضح قائلا إن الصواريخ أطلقت على ما يبدو من عدة مواقع شرقي قاعدة “عين الاسد” (المحتلة) التي استهدفت العام الماضي بهجوم بصواريخ بالستية أطلقت من إيران مباشرة.

ذلك ما اشار اليه جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون قائلا: “لا يمكننا تحديد المسؤولية في الوقت الحالي، وليس لدينا تقدير كامل لحجم الأضرار”، في وقت لم تعلن فيه أية جماعة مسؤوليتها عن الهجوم.

بدورها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في مؤتمر صحفي، إن الولايات المتحدة تقيم تأثير الهجوم والجهة المسؤولة عنه، “إذا خلصنا إلى ضرورة اتخاذ مزيد من الرد سنتحرك مجددا بطريقة مناسبة وفي التوقيت الذي نختاره، واوضحت ان “ما لن نفعله هو اتخاذ قرار متسرع غير قائم على حقائق يؤدي إلى مزيد من تصعيد الوضع أو يخدم أعداءنا”.

في الجانب العراقي، قال مسؤول في قيادة عمليات بغداد وحسب “رويترز”، إن هجوم الأربعاء انطلق من موقع يبعد حوالي ثمانية كيلومترات عن قاعدة “عين الاسد” الواقعة في محافظة الأنبار غربي العراق، وذكر مصدر أمني عراقي آخر ومسؤول حكومي لرويترز، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، أن الصواريخ انطلقت من منطقة البيادر غربي مدينة البغدادي.

الرد المقاوم.. الحازم

الحقيقة ان استهداف قاعدة عين الأسد الأميركية غربي العراق صباح أمس الاربعاء جاء بعد اسبوع من العدوان الاميركي برعاية بايدن الذي سرعان ما كشر عن انيابه النتنة، وتم استهداف “عين الاسد” الاميركية ولاول مرة وبشكل مكثف وعن قرب بأكثر من 10 صواريخ من نوع غراد، وادى لهلاك شخصين وإصابة 6 اخرين بجروح، ما يعتبر تطورا نوعيا أمنيا مهما من حيث الكم والكيف، حيث انطلقت الصواريخ من قاعدة اطلاق لم تبعد عن القاعدة الاميركية سوى 8 كيلومترات، رغم الاستنفار الامني في جميع القواعد الأميركية.

تبريرات خائبة

كان بايدن قد برر قراره ضرب قوات عراقية تقاتل “جماعة “داعش” الارهابية على الحدود السورية، بعد 5 أسابيع فقط من تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، من خلال رسالة وجهها إلى رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، والرئيس المؤقت لمجلس الشيوخ باتريك ليهي، قال فيها إنه “رد على الهجمات الصاروخية الأخيرة التي استهدفت مواقع أمريكية (مزعومة) في العراق، زاعما انه “أمر بالضربة العسكرية من أجل “الحماية والدفاع عن أفرادنا وشركائنا ضد هذه الهجمات، وهجمات مماثلة في المستقبل”، وذلك “بموجب السلطات التي يمنحها له الدستور”.. هكذا.

وتزعم إدارة بايدن أن الهجوم جاء ردا على تورط فصائل عراقية في “الهجمات الأخيرة ضد الولايات المتحدة، وأفراد التحالف في العراق، من ضمنها الهجوم الصاروخي على قاعدة عسكرية أمريكية في أربيل يوم 15 فبراير الجاري، والذي أسفر عن إصابة جندي أمريكي، وأربعة متعاقدين مدنيين توظفهم الولايات المتحدة، وهلاك متعاقد آخر”، دون ان تورد اي دليل على ادعاءاتها، ورغم النفي المطلق لللحشد الشعبي والمقاومة العراقية لهذه الاتهامات.

بالونات فارغة

المزاعم والتبريرات الاميركية لم تنته عند هذا الحد، ففي داخل العراق صدرت بالونات لفبركات اعلامية تسعى للتزلف لبايدن وقواته المحتلة للعراق من اجل توفير الحماية الاميركية لها باتهام المقاومة بما لم تقم به باستهداف قاعدة اربيل الاميركية.

أصدرت كتائب سيد الشهداء العراقية بيانا نفت فيه اتهامات حكومة منطقة كردستان العراق بشأن القصف على قواعد الاحتلال في أربيل، فيما قال جهاز مكافحة الإرهاب في كردستان العراق في بيان أنه كان قد ألقى القبض على “أربعة أشخاص هم المسؤولون الرئيسيون عن الهجوم الإرهابي، وعلى رأسهم المنفذ الرئيس للهجوم المدعو (حيدر حمزة عباس مصطفى البياتي) والذي اُعتقل وأقر بجريمته، وأدلى باعترافات مفصلة عن كيفية تنفيذ الهجوم”.

ونشر الجهاز مقطع فيديو يتحدث فيه المدعو (حيدر حمزة عباس مصطفى البياتي) ويعترف بالتدبير لعمليات “الهجوم الصاروخي الذي نُفذ ليلة الـ15 من شباط الماضي، والذي استهدف مدينة أربيل ومطارها الدولي بـ14 صاروخا”.

اين يكمن الحل مستر بايدن؟

لو “دَعَك” بايدن قليلا خلايا عقله واستعان بارشيف التجارب المرة السابقة التي تكبدها جنوده على ارض العراق بعد احتلاله 2003، لما تورط بضرب القوات العراقية وهي تقوم بواجبها في الدفاع عن ابناء العراق من خطر الارهاب الذي وفرته اساسا الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي وذيولهم الاعراب الاشد كفرا ونفاقا في المنطقة الذين مولوا ماديا ومعنويا وحتى اعلاميا حفنة من الارهابيين القتلة ليمارسوا جرائمهم على ارض العراق.

وهنا نشير لبايدن الى الطريق الاسلم السالك لجنوده وهو باخراجهم من ارض العراق والبحث لهم عن جغرافية اقل صلابة من ارض العراق ونقترح عليه ان يستولوا على منابع النفط في المحميات التي مولت وسددت ورعت الارهاب الحقيقي الذي دمر سوريا والعراق ويدمر اليوم اليمن السعيد بأهله.

بايدن.. انتبه.. لا يضحك عليك اناس مصلحيون منتفعون من تواجد جنودك في العراق ففي هذا البلد رجال اشداء، لن تخيفهم لا قواعد امريكا ولا قواتها ولا طائراتها ولا صواريخها ولا جبروتها ولا غطرستها ولا اجرامها. فهاهم ردوا على امريكا الصاع صاعين، بينما لم تمر سوى ايام قليلة على عدوانها الغاشم على الحشد الشعبي، حيث دكوا اكبر قاعدة امريكية في العراق بعدد كبير من الصوارخ، دون ان يرتد لهم جفن..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى