أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعوديةشؤون امريكية

بايدن يخدش كبرياء امريكا بزيارة السعودية

مجلة تحليلات العصر الدولية - عبد الله علي هاشم الذارحي

*بعد اكثر من عام على القطيعة، بدأت الادارة الامريكية تتحدث عن زيارة مرتقبة للرئيس جوبايدن، إلى السعودية، وعن طموحه في جني المليارات منها، لكن الملفت للنظر ان الزيارة تأتي في اعقاب تصريحات ولي العهد الأكثر مقتا في الولايات المتحدة، والتي حملت تهديدات صريحة لواشنطن، فهل تتنازل امريكا عن كبريائها؟

مع وصوله إلى البيت الابيض، ركز الرئيس بايدن على السعودية بشكل خاص ، وقد اصدر في اول قراراته مرسوم بوقف تسليح المملكة، واعقبها بتحريك اهم ملفين اسودين للنظام الحالي هناك وهو الحرب على اليمن وحقوق الانسان، وهذا العداء المطلق لم يكن لأجل خاطر اليمنيين ولا للمطحونين في السجون السعودية بما فيهم اشخاص يحملون الجنسية الامريكية، بل ردا على دعم الرياض للرئيس السابق دونالد ترامب، والتي استمرت خلال الاشهر الماضية من الادارة الامريكية الجديدة..

الان يبدو بان بايدن الذي يرفض حتى الاتصال بولي العهد السعودي على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي ، قد يتنازل عن كل هذا البريستيج، مع بدء البيت الابيض رسم مرحلة جديدة في العلاقات مع السعودية، حيث نقل موقع اكسيوس الامريكي عن مصادر هناك حديثها عن زيارة مرتقبة في طور التحضير إلى الرياض تعد الأولى، مع أن المصادر توقعت ايضا بأن لا تتم ايضا.

محاولة جس النبض الامريكي هذه، تأتي على ايقاع تطورات عدة في العالم، ابرزها الصراع بين روسيا والغرب والتي امتدت نيرانه إلى اوكرانيا، وسط مساعي امريكية لتحجيم الروس بترتيب عقوبات جديدة على قطاع النفط الأهم في الاقتصاد الروسي، لكنها لم تجد حتى اللحظة البديل في ظل تمسك السعودية، زعيمة اوبك، بخطة اتفاق اوبك بلاس بعدم زيادة الانتاج ، ومحاولة بن سلمان خلال مقابلته الاخيرة مع مجلة أتلانتيك، مساومة الولايات المتحدة للاعتراف به ، وقد تجاوز كافة الخطوط الحمراء بالنسبة للولايات المتحدة بتهديدها نقل تقليص الاستثمارات ونقلها إلى الصين اكبر خصم لدود لأمريكا، اضافة إلى تلويحه بتقارب مع ايران.

سيقصد بايدن السعودية لأنه وحده الأن في مأزق ، فالانتخابات التجديدية على الابواب وهو بحاجة ماسة للأموال، وروسيا تقترب من حسم الحرب على اوكرانيا وهو الأن بحاجة لأوراق ليس نقدية فقط بل سياسية واقتصادية ترجح كفة الولايات المتحدة على الاقل بتشديد الخناق على الروس وتكليفهم ثمن الحرب باهضا مستقبلا بمنع تصديرهم للطاقة، وهذا لن يتم في ظل اصطفاف الخليجين مع الروس او على الاقل على الحياد، لكن الثمن سيكون باهضا ايضا على الولايات المتحدة التي ستضطر لتقبل الاملاءات السعودية للتصعيد في اليمن وسيضطر بايدن مجرا على الركوع امام بن سلمان؛.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى