أحدث الأخبارشؤون امريكية

بايدن يصعد حروبه ضد روسيا في أوكرانيا… وتايوان في الصين.. كيف ستكون النتائج.. الحرب؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - بسام ابو شريف / مرصد طه الإخباري

🔸نقل جو بايدن على وجه السرعة للمستشفى بعد أن اغمي عليه في البيت الأبيض .
وبعد إجراء فحوصات دقيقة كما أعلن طبيب البيت الأبيض ، خرج جو بايدن ليقول صحتي جيدة جداً.
أشك في هذا الكلام .
فالذي يرى ويراقب جو بايدن على شاشة التلفزيون عندما يتحدث للصحافة أو عندما يلتقي بمسؤولين يستطيع بقليل من التدقيق أن يرى علائم الوهن والضعف والمرض بادية عليه.
وهذا ما يثير عند جو بايدن ليس فقط مخاوف حول صحته بل قلقاً من أن لا يتمكن من إتمام ما خطط له قبل أن يصاب بما يمنعه من المراقبة او الفعل او التآمر .
لاحظوا كيف يسير جو بايدن نحو طائرة الهيلوكابتر… وكيف تنبهه زوجته أو من يرافقه الى أن أحد الصحفيين يوجه له سؤلاً … أو حتى عندما يدخل قاعة الصحافة في البيت الأبيض ليدلي بتصريح قصير لاحظوا كيف يسير مرتبك الخطى وكأنه تائه… كذلك عليكم أن تلاحظوا كيف كان اثناء قمة غلاسكو ينام اثناء الاجتماعات).
هذه الحالة وسعت من هامش موظفي البيت الأبيض ووزراء بايدن في التعامل مع كافة القضايا التي كان قد طرحها بايدن في برنامجه الأساسي في السياسة الخارجية والداخلية.
لكن ما يهمنا أن نسلط الضوء عليه هو ما يتصل بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة.

إن نظرة سريعة نحو خريطة العالم هذه الأيام تنبهنا بكل بساطة وإختصار أن جو بايدن يخلق في هذا العالم أكثر من أزمة ، أقلها قد يؤدي الى نشوب حرب عالمية اذا ما وقع خطأ ما ولو صغير في حساب جبهة من الجبهات.

فقد فتح معركة مع روسيا غير محددة المعالم لتستطيع القوى اليمينية المتطرفة في وزارة الدفاع وفي الامن القومي أن تستخدم مواقف بايدن لتوسع من دائرة التوتر الخطر الذي وصل في البحر الأسود وأوكرانيا الى حدود الاشتباك.
ويكاد يصل الى حدود الاشتباك في مواقع اخرى تتصاعد فيها التوترات ويغذي البيت الأبيض فيها الأزمات، كذلك حيث لا يوجد أزمات تتصاعد الجهود الأمريكية لخلقها وجعلها السمة الأساسية بدلاً من الاستقرار والهدوء.

أيقظ بايدن من السبات أزمة في تايوان وراح يدلي بتصريحات تشير بوضوح الى ان الولايات المتحدة مستعدة لخوض المعارك دفاعاً عن تايوان ومنعاً، حسب قوله ، للصين من اجتياح تايوان وضمها .
قام بهذا في الوقت الذي تؤكد فيه الصين بإستمرار أن تايوان هي أرض صينية ، وان وحدة أراضي الصين قضية مقدسة عند بكين.
واتخذت إدارة بايدن خطاً تصعيدياً مستفزاً تجاه شعوب أمريكا اللاتينية الأمر الذي أصبح مضحكاً فعلاً ومصدراً للتهكم.

وأكبر مثال على ذلك قرار بايدن بمنع رئيس نيكاراغوا ورئيس وزرائه من دخول الولايات المتحدة كرد فعل على فوز رئيس نيكاراغوا بالانتخابات ونجاح الحزب الحاكم في تلك الانتخابات رغم التآمر الأمريكي.

وتشير كل التقارير الى كميات هائلة من الأموال تدفعها ال سي اي ايه وجهاز الامن القومي الامريكي في دول أمريكا اللاتينية بهذه الفترة بالذات التي تشهد فيها دول أمريكا اللاتينية انتخابات رئاسية وبرلمانية وبلدية.

وذلك بهدف تكريس نتائج تصب في مصلحة الولايات المتحدة وضد القوى التقدمية .
وفي حال فشل هذه المحاولات ستتخذ الادارة الامريكية مواقف سلبية وحصارية ضد دول أمريكا اللاتينية التي تنجح فيها قوى سياسية معارضة للولايات المتحدة او ساعية لخدمة مصالح شعبها في وجه الاستغلال الأمريكي.
وقد بدأت ادارة بايدن هذه الحرب في امريكا اللاتينية بمحاصرة كوبا وتصعيد الحصار واتخاذ قرارات تجعل من كوبا عدواً في ساحة اشتباك مستمرة.

وسنرى ان معركة انتخابات البرازيل هي قمة المعارك التي يخوضها بايدن على صعيد تزوير ارادة الشعوب خدمة لمصالح الولايات المتحدة وسيطرتها على أمريكا اللاتينية ونهبها لأموال شعوبها وثرواتها .

والملاحظ أن إدارة بايدن تعتبر أن عدوها الرئيسي هو روسيا ولذلك نراها تتبع ساعة بساعة كل ما يصدر عن روسيا وكل ما تفعله روسيا لتوجه انتقادات وعقوبات لروسيا تصعيداً للأزمة وتعميقاً للخلاف وتسريعاً للأمور نحو حافة الاشتباك.
وما المناورات في البحر الأسود وإعلان الادارة الامريكية عن نيتها تطوير البحرية الاوكرانية وزيادة تسليح اوكرانيا الا دليل قاطع على ذلك .

وآخر تلك المواقف التي اتخذها البيت في ما يتعلق بتصعيد وبلورة وتسخين أزمة أوكرانيا هي موضوع المهاجرين الذين لا علاقة لروسيا بهم وهم من أكراد العراق وسوريا والذين يقبعون على الحدود مع بولندا وكذلك ما أعلنه البيت الأبيض عن زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا وموافقة الادارة الامريكية على بيع تركيا طائرات مسيرة لأذربيجان وأوكرانيا.
واليوم تركز الإدارة الامريكية اتهاماتها لروسيا بأنها حشدت قوات كبيرة تتحرك على حدود اوكرانيا مما يثير قلق الإدارة الأمريكية من إمكانية غزو روسيا لأوكرانيا !!!؟؟؟.

من الضروري ان نشير هنا الى ان بايدن نجح الى حد كبير في إجبار الدول الاوروبية على الاصطفاف وراء موقف الادارة الامريكية ، فنرى دولاً كألمانيا وفرنسا توافق على مضض علناً وسراً على مواقف الإدارة الأمريكية خشية ان تعاقب الإدارة الأمريكية دول اوروبا ان لم تفعل ذلك.

وكذلك من الضروري أن نلاحظ ان كل أزمة يثيرها بايدن في هذا المكان او ذلك لها أهداف جانبية هامة للولايات المتحدة ، وتتركز على تعطيل مصالح روسيا والصين الاقتصادية وفتح المجال واسعاً أمام عودة الولايات المتحدة لتكون صاحبة المصلحة الرئيسية في تلك المناطق.

وعلى سبيل المثال نلاحظ أن أزمة أوكرانيا وتصعيدها الى هذا الحد الخطير تعطل الى حدود كبيرة خط الغاز الروسي الذي يمر بأوكرانيا وكذلك خط الغاز الذي دعمته ألمانيا كل الدعم لأن مصالحها العليا كدولة المانية تقتضي دعم هذا المشروع خدمة لألمانيا ولأوروبا.

🔸اما الرد الروسي على كل هذه التحركات ، فكان رداً جدياً ، بدأ بإعلان بايدن بشكل لاذع من أن دول الناتو واوروبا والولايات المتحدة يتعاملون مع قضايا البحر الاسود واوكرانيا وكأنها لعب أطفال وليست قضايا جادة قد تؤدي الى كوارث حقيقة .

لكن روسيا لم تكتفي بالتعليق هذا بل قامت باستناداً لقرارات مجلس الأمن الروسي بإستنفار قواتها وبحريتها واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لردع هذه التصرفات الامريكية في نفس الوقت الذي استمرت فيه موسكو في اتخاذ المواقف الامريكية واتباع الاسلوب الدبلوماسي الحاد في التصدي لها لكن هذا التصدي السياسي الدبلوماسي الحاد يستند بالفعل الى تحركات عسكرية واسعة النطاق تشمل كل الجبهات مع الناتو وأوروبا.

▪️وعلى وجه الخصوص يكتسب القرم والبحر والاسود اهتماماً كبيراً من الكرملين أنها يعتبر ان ما تفعله الولايات المتحدة من حركات استفزازية هي والناتو في البحر الاسود تشكل خطوة هجومية على المصالح القومية العليا لروسيا .

🔸تصعيد البيت الأبيض للأزمات من تايوان الى البحر الأسود لم يعطل إطلاقاً كل الخطط الأمريكية لتصعيد الأزمات ودفعها نحو مزيد الى من الدماء في مناطق الخليج والشرق الاوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى