أحدث الأخبارفلسطين

بعد التطبيع الإماراتي الإسرائيلي.. هل تصبح جزيرة سقطرى هدفاً لأنصار الله بعدما أصبحت مركزاً أمنياً وعسكرياً لإسرائيل؟؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

بارتمائها في أحضان “إسرائيل”، تناصب الإمارات محور المقاومة العداء، وتسعى مع حليفها الجديد إلى تشكيل جبهة ضد إيران بتعاون أمني وعسكري.

لا يخفي الإسرائيليون هذا التوجه، بل هم ماضون في تسريعه، وأبدى رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعجابه بما يقدمه الإماراتيون، متحدثاً عن خطر محدق بـ”إسرائيل”.

يتحدث وزير الاستخبارات الإسرائيلي علناً عن التحالف مع الإمارات في مواجهة إيران، لتصبح صورة الاتفاق بين أبو ظبي وتل أبيب واضحة لمن يريد أن يرى وأن يسمع، بأنه اتفاق أمني عسكري ضد إيران.

وبالتوازي، يشكر نتنياهو، واشنطن، خلال لقائه جاريد كوشنير على دورها في الاتفاق مع الإمارات وفي اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني. ثم يثني على التطبيع الإماراتي ويدعو العالم إلى “الوقوف خلف أميركا ضد إيران”.

ضيفه كوشنير، بشّر بتغيير الاتفاق مجرى الأوضاع في المنطقة، ولعله يقصد حلفاً أمنياً عسكرياً استراتيجياً ضد إيران.

فقد دار بينهما حديث عن تحشيد الدول وذلك عشية زيارته الإمارات من “إسرائيل” مباشرة يعقبه وفد أمني إسرائيلي بعد أسبوعين لبحث الأبعاد الأمنية للاتفاق.

يقول الإعلام الإسرائيلي، إن العمل الأمني المشترك سيبدأ فوراً، وجزيرة سقطرى قاعدة بناء المركز الاستخباري الأمني المشترك.

من ذلك، وضع سقطرى تحت تصرف الإسرائيليين لتكون قاعدة لمنشآت استخباراتية مشتركة بما يعنيه من تسليم مفاتيح أمن المنطقة لعدو تاريخي.

تبغي الإمارات من وراء ذلك تمكين “إسرائيل” من الإشراف على بحار وممرات استراتيجية قريبة من تلك الجزيرة اليمنية.

محور المقاومة لن يكتفي بمراقبة تمدد الاحتلال في عمقه الاستراتيجي، فاليمنيون الرافضون التدخلات الإسرائيلية، يملكون قدرة التعامل معها.

أبعد من هذا كله، هل يملك الإماراتيون مصوغات للعمل العربي المشترك؟

أكثر فأكثر، يتجهون إلى القطيعة مع العرب، بعد إنهائهم رسمياً مقاطعة “إسرائيل”، بعد إنهائهم رسمياً مقاطعة “إسرائيل” لتصبح الإمارات سوقاً للبضائع الإسرائيلية، وربما قاعدة للتآمر على دول عربية.

تصيب بذلك الإمارات الجامعة العربية في مقتل، كما لو أن الحلف السعودي-الإماراتي يسعى إلى إلغائها وإبدالها بمنظومة قد تنخرط فيها “إسرائيل” بصورة ما.

يقول منسق شبكة “أمان” للبحوث والدراسات الاستراتيجية، أنيس النقاش، إن ما قامت به الإمارات هو إعلان ما كان مخفياً.

ويضيف أن “التعاون الإماراتي الإسرائيلي بدأ قبل سنوات في موضوع تكنولوجيا التجسس”، لافتاً إلى أن هذا الاتفاق ليس كما حصل مع مصر والأردن، بل هو تحالف مع “إسرائيل”.

وأكد النقاش أن من يتحالف مع “إسرائيل”، يجب أن يتحمل عواقب هذا الاستتباع، مشدداً على أن “المشيخات الزجاجية لا تتحمل أي حرب نتيجة التواجد الإسرائيلي في الخليج”.

وأشار إلى أن اليمنيين بكل أطيافهم يرفضون وجود الصهاينة على أرضهم، منوهاً إلى أن “الإسرائيلي لا يستطيع حماية دول التطبيع لأنه غير قادر عى حماية نفسه”.

وقال النقاش: “أقول لحكام أبو ظبي كيف يستطيع الجيش الذي يختبئ مثل الفئران حمايتكم”، مؤكداً أنه “في المعركة القادمة سيكون النصر حليف المقاومة”.

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة “أبناء البلد”، محمد كناعنة، إن التحالف الإمارات الإسرائيلي “موجه ضد محور المقاومة”.

وأضاف  كناعنة، أنه “من مصلحة واشنطن وتل أبيب بناء تحالفات أمنية وعسكرية لمواجهة المحور الممتد من طهران لغزة”، مشيراً إلى أن “الكيان الصهيوني يحاول من الوجود في سقطرى بناء اليهمنة عبر قاعدة خاصة به هناك”.

ولفت كناعنة إلى أن “جامعة الدول العربية تسعى لجر الأمة إلى إقامة معاهدات سلام مع الكيان الصهيوني”، مشدداً على أنه في الداخل الإسرائيلي احترام كبير لتصريحات السيد نصرالله.

الجبهة الأمنية العسكرية المشكلة إماراتياً وإسرائيلياً، لن تكون بلا رادع يواجهها، فانتصارات محور المقاومة عن نفسها تتحدث، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان واضحاً حين ذكّر بقوة المحور وانتصاراته.

ومن مؤشرات هذه القوة، رسالة السيد نصرالله إلى الإسرائيليين وحلفائهم، بأن قواعد الاشتباك تضعها المقاومة وقرارها هو الرد المؤلم على أي اعتداء.

في كلام السيد تذكير بما تغافل عنه الإماراتيون، ومن ورائهم السعوديون، والشاهد ارتباك حليفهم الإسرائيلي أمام رد للمقاومة منتظر، وبدا واضحا أن السيد نصر الله ثبت معادلة ردع جديدة ترتكز على القتل مقابل القتل وفي تلك المعادلة تتجلى الثقة في تعاظم قوة المحور.

وقال إن ما يجري على حدود لبنان الجنوبية هو جزء من العقاب بحق الاحتلال الإسرائيلي ويعبر عن ارتباك جيشه وهلعه، وخلص إلى أن مواجهة محور المقاومة حرباً كونية في السنوات الماضية وخروجه منها منتصراً هو مؤشر مهم على قوته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى