أحدث الأخبارسورياشؤون امريكيةمحور المقاومة

بعد تصاعد غارات العدوان الاسرائيلي على سورية.. كيف يجب ان يكون الرد؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. محسن القزويني

في موقف صمت عربي غريب تطاولت الصواريخ والطائرات الإسرائيلية على الأراضي السورية مخلفة القتلى والدمار كان آخرها الهجوم الصاروخي على القنيطرة السورية يوم أمس مستخدمة صواريخ أرض أرض.
فما هو الهدف من هذا العدوان الإسرائيلي؟
وما هو موقف حلفاء سوريا من مسلسل العدوان؟
وما هو واجب الدول العربية المرتبطة بميثاق الجامعة العربية؟
تحاول إسرائيل ان تغطي على أهدافها الحقيقية من خلال عدوانها السافر على سوريا بحجة ضرب المواقع الإيرانية في سوريا، بينما الكل يعلم ان الوجود الإيراني في سوريا هو لأغراض استشارية وليس لها مواقع وجيوش كما لروسيا وتركيا، صحيح هناك أعداد من المقاتلين من غير السوريين جاؤوا تطوعاً للدفاع عن الأراضي السورية باعتبارها ارضا عربية وإسلامية ضد الإرهابيين.
فهدف إسرائيل من عدوانها المستمر لا هذا ولا ذلك بل هي تستهدف سوريا التي خرجت لتوها من حرب مدمرة ضد فلول الإرهاب المدعم بالمال الأجنبي الذي استطاع أن يفرض سطوته على اكثر الأراضي السورية .وقد تمكنت الحكومة السورية ان تستعيد تلك الأراضي وتقضي على الإرهاب بعد جهد جهيد كلفها الكثير من الضحايا والدمار وهي الدولة العربية الوحيدة الذي استطاعت أن تخرج من محنة الربيع العربي معافية لكنها خرجت مثخنة بالجراح وعليها أن تستعيد قوتها وتنظم جيشها وتطهر ما تبقى من العفن الداعشي عن أراضيها، وهنا يأتي الدور الإسرائيلي ليكمل ما بدأه الارهابيون في تدمير سوريا وفي الحيلولة دون تمكين الحكومة السورية من استعادة قوتها العسكرية لما تشكله هذه القوة من خطر على الوجود الإسرائيلي.
لقد خاضت سوريا تجربة مرة مع الإرهاب واخذت الدروس من حرب مدمرة لم تبق شيء على الأراضي السورية الا الإرادة الفولاذية للشعب السوري الذي استطاع أن يلملم جراحه ويقف بشموخ امام العاصفة الهوجاء ويقضي على الإرهاب استطاع ان يستعيد اكثر من ثلاثة أرباع أراضيه التي احتلتها داعش واخواتها.
لقد عرف الشعب السوري من خلال هذه المحنة عدوه من صديقه واصبح يردد مع الامام الشافعي:
جزى الله الشدائد كل خير وإن جرعتني قصصا بريق
وما شكري لها حمدا ولكن عرفت بها عدوي من صديقي
فمن حق الشعب السوري ان يسأل الدول العربية أين هي من تطبيق المادة الثانية والثالثة من معاهدة الدفاع المشترك؟
وأين هي من تطبيق المادة السادسة من ميثاق جامعة الدول العربية التي تقضي باتخاذ التدابير اللازمة عندما تتعرض اية دولة عربية إلى عدوان خارجي، فما هي هذه التدابير التي اتخذتها الدول العربية طيلة العدوان الإسرائيلي الذي بدأ منذ عام 2007 بقصف ما اسمته إسرائيل بالمفاعل النووي السوري وهي تواصل عدوانها باستهتار للكرامة العربية تحت ظل صمت عربي مطبق لا بل أكثر من ذلك تحت ظل تطبيع عربي مذل، وتسابق محموم نحو توقيع اتفاقيات أمنية مع إسرائيل، وربما سيأتي اليوم الذي ستبرم فيه بعض الدول العربية ميثاق الدفاع العربي الإسرائيلي، وربما سنسمع في يوم من الأيام ان بعض الدول العربية أرسلت جيوشها للدفاع عن إسرائيل ضد دولة عربية أخرى.
تُذكرني هذه المواقف بصوت عمره اكثر من الف واربعمائة سنة ياتيني من الماضي كأنه اليوم وهو يقول للجيش الذي جاء لحربه بدل أن ينصره في مواجهة حاكم ظالم، انه صوت الحسين ابن علي ابن ابي طالب الذي قاله في العاشر من المحرم من عام 61 للهجرة امام ثلاثين الف مقاتل وهو أصحابه لا يعدون اكثر من المائة،
كونوا أحرارا في دنياكم ان كنتم عربا كما تزعمون، فالذين هرولوا نحو إسرائيل وتركوا اخوتهم من عرب الجولان واللاذقية ودير الزور عرضة للصواريخ والطائرات الإسرائيلية يكررون أخطاء التاريخ مرة أخرى وكان الأجدى بهم ان يقفوا مع سوريا في محنتها على اقل التقادير وان يستنكروا العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد اخوتهم في سوريا المقاومة، امتثالاً للاخوة العربية وتطبيقاً لميثاق الجامعة العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى