أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

بعد تطبيع عدد من الدول العربية، إلى أين تتجه الفصائل الفلسطينية؟

مجلة تحليلات العصر/الوقت

في الآونة الأخيرة، تمكنت الفصائل الفلسطينية من عقد اجتماعات مشتركة في لبنان ثم في تركيا. وتزامنت هذه اللقاءات المشتركة مع تطبيع بعض الدول العربية، مثل الإمارات والبحرين، مع الكيان الصهيوني، وكانت اللقاءات ردة فعل من الفلسطينيين في سبيل التخطيط لمواجهة الاحتلال الصهيوني.

وفي هذا الصدد، أجری موقع “الوقت” التحليلي حواراً مع السيد “مصيب نعيمي” الخبير في الشؤون اللبنانية والفلسطينية، لدراسة أبعاد الاجتماع الأخير للفصائل الفلسطينية.

قال السيد نعيمي في هذا الحوار متحدثاً عن اجتماع الفصائل الفلسطينية:

تظهر التطورات الأخيرة أن الفصائل الفلسطينية، سواءً الجهادية أو السياسية في السلطة الفلسطينية وحركة فتح، والأحزاب السياسية الفلسطينية الأخرى، شعرت أن انقساماتها وخلافاتها دفعت العدو إلى استغلال الأوضاع، وأن المشهد بات على حسابها، ولذلك بعد الكشف عن العلاقات السياسية للکيان الصهيوني مع الإمارات والبحرين، رأينا أن نظرةً واقعيةً جديدةً قد حدثت في السلطة الفلسطينية، وأصبح موضوع التقارب والالتقاء والوحدة بين هذه الفصائل والجماعات الجهادية في غزة أكثر جديةً.

وكانت زيارة “إسماعيل هنية” الأخيرة إلى لبنان فرصةً جيدةً، حيث اجتمع المناضلون الجهاديون والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني، إضافة إلى الفصائل والجماعات غير النشطة في مجال المقاومة، وأجروا محادثات فيما بينها. وفي نفس اللقاءات، نوقش موضوع التقارب بين المجموعات الفلسطينية، وبالنسبة للأفراد والفصائل الفلسطينية الذين مُنعوا من الحضور في لبنان، فقد عقدوا اجتماعات في اسطنبول بتركيا، وهذا يظهر منظورًا جديدًا لدى المجموعات الفلسطينية. وعلى الرغم من استمرار القلق من أن يحاول المتسللون الصهاينة إعادة التسلل إلى الجماعات الفلسطينية وإبراز الخلافات بينهم، إلا أن النظرة المستقبلية إيجابية ويمكن للمرء أن يأمل في حل الخلافات الداخلية في فلسطين.

وحول أهمية الوحدة بين الفصائل الفلسطينية، قال الخبير في الشأن اللبناني والفلسطيني:

لقد انقسمت فلسطين المحتلة إلى عدة مناطق، إحداها غزة المتماسكة، والجزء الآخر فلسطين المحتلة نفسها، وجزء منها في الضفة الغربية والجزء الآخر في الأراضي المحتلة قبل عام 1948. ويحاول الصهاينة اعتبار الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق المحتلة قبل عام 1948 والذين يعيشون الآن في المدن الصهيونية مواطنين إسرائيليين، رغم أنهم لم يتمتعوا يوماً بحقوق متساوية.

خلقت اتفاقية أوسلو سرابًا للفلسطينيين لاستعادة جزء من أرضهم، لكن بعد 30 عامًا لم تظهر هذه الفرصة، بل زاد احتلال الكيان الصهيوني. في المقابل، تم تكليف السفراء الأمريكيين في بعض الدول العربية بالتشاور للتحضير لهجرة الفلسطينيين إلى هذه الدول العربية، ما يشير إلى وجود مؤامرة كبيرة للغاية، ويدرك الفلسطينيون حقيقة أن استمرار الوضع الرمادي الحالي يمكن أن يؤدي إلى تدمير مستقبل الفلسطينيين.

لذلك، يسعى الفلسطينيون حاليًا إلى الوحدة في الداخل والخارج، وللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا ومصر والأردن تأثيرهم أيضاً، وإذا توحَّد الفلسطينيون داخل البلاد وخارجها، فإن سياسات تهجير الفلسطينيين التي ينتهجها الکيان الصهيوني ستكون في مأزق، لأن هناك ما بين 4 إلى 5 ملايين لاجئ فلسطيني في المخيمات وكثير منهم في أوروبا ودول أخرى، وإذا تحققت هذه الوحدة، حتى في حال وجود الخلافات السياسية، ستتغير المعادلة الفلسطينية ولن يستطيع الكيان الصهيوني فعل شيء.

وعن التسويات الأخيرة التي قامت بها بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني، أضاف السيد نعيمي:

فيما يتعلق بالعلاقات السياسية بين الإمارات والبحرين، حاول الکيان الصهيوني، بالنظر إلی دعم ترامب الکامل له، وكذلك الأزمات والمشاكل التي تواجهها الإمارات، حاول الاستفادة من الکشف عن العلاقة الطبيعية، لأنه كانت هناك علاقات وراء الكواليس من قبل، وکانت المساعدات الاقتصادية العربية تصل للصهاينة عبر الولايات المتحدة، ولكن في الوقت الحالي، ترجع أهمية إعلان هذه العلاقات إلى تأثير ذلك على الروح المعنوية وخلق اليأس لدى الفلسطينيين، لأنه في النهاية سيكون الفلسطينيون قادرين على تحرير فلسطين، وعلى الرغم من أهمية الدعم الخارجي للفلسطينيين، إلا أنه إذا ضعفت الروح المعنوية للفلسطينيين، فهو أمر خطير للغاية وسيفيد الصهاينة، ولكن عندما تكون هناك وحدة بين الفصائل الفلسطينية، فإن الکيان الصهيوني سيكون عاجزًا أمام الفلسطينيين رغم كل قوته.

في مصر، هنالك علاقة مع الكيان الصهيوني، لكن ميول مصر نحو فلسطين بشکل أکبر، وهذا هو الحال حتى في الأردن، حيث لا يشعر السياح الصهاينة بالأمان في مصر والأردن، لذا فإن هذه العلاقة ليست بهذا القدر من الأهمية، لكن تأثير إعلان هذه العلاقات هو إيقاظ الفلسطينيين وتوحيدهم، والخلافات السياسية أمر طبيعي أيضًا، وتشير التقديرات إلى أن كلاً من محمود عباس وساسة فتح الآخرين وجماعات أخرى، يدرکون أهمية الوحدة الداخلية، وفهم هذه الأهمية يمكن أن يمنح الفلسطينيين الأمل في العودة.

كما تحدَّث الخبير في الشؤون الإقليمية عن استضافة لبنان وتركيا لفصائل المقاومة الفلسطينية، وقال:

يبدو أنه بالنظر إلی التغييرات في المعادلات وكشف بعض الخيانات من قبل بعض دول المنطقة، تغيَّر موقف الدول الوسيطة أيضًا. على سبيل المثال، عُقد اجتماع مكة حول فلسطين في فترة ما، لكن لم تنجح أي من هذه الدول في خلق الوحدة بين الفلسطينيين، بل سعت فقط للتغطية على القضية الفلسطينية. كما أظهرت مصر خلال حصار غزة أنه على الرغم من قربها من قطاع غزة وميلها نحو فلسطين، إلا أن حكام مصر الموالين للغرب لا ينتبهون لفلسطين.

والآن، رغم أن الأتراك قالوا إنه لا دور لهم في مفاوضات الفصائل الفلسطينية، ولکن سيكون لتركيا ولبنان موقع جديد في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية، لأن طبيعة العالم العربي قد تغيرت، ودول التسوية العربية مثل الإمارات والسعودية لم تعد في الجبهة الفلسطينية، واضطرت إلى الاقتراب من الکيان الصهيوني، وبين الفصائل الفلسطينية لا مكان للدول العربية المطبِّعة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى